أعلنت المملكة العربية السعودية تدشين أول سرية تشغيلية من منظومة الدفاع الجوي الأمريكية المتطورة “ثاد”، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التهديدات الصاروخية المتصاعدة في المنطقة.
جاء ذلك خلال حفل رسمي أقيم في مدينة جدة بحضور قائد قوات الدفاع الجوي الفريق الركن مزيد بن سليمان العمرو وعدد من القيادات العسكرية، حيث تم الإعلان عن جاهزية السرية بعد استكمال اختبارات ميدانية صارمة وتدريبات مكثفة داخل المملكة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن مشروع سعودي طموح لتطوير منظومات الدفاع الجوي متعددة الطبقات، بما يواكب التطورات العسكرية الإقليمية ويضمن حماية الأجواء والمنشآت الحيوية في البلاد. وكانت الكوادر السعودية قد خضعت لتدريب متقدم على تشغيل المنظومة في قاعدة فورت بليس الأمريكية، في إطار برنامج تعاون مشترك مع وزارة الدفاع الأمريكية وشركة “لوكهيد مارتن” المصنعة للنظام. وتُعد منظومة “ثاد” من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطورًا في العالم، حيث صُممت لاعتراض الصواريخ الباليستية في مراحلها النهائية على ارتفاعات شاهقة وبنطاق واسع، ما يمنح السعودية قدرة متقدمة على التصدي لمخاطر الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
وتندرج هذه الخطوة في سياق اتفاقية موقعة عام 2017 بقيمة 15 مليار دولار، تشمل توريد سبع بطاريات “ثاد” إلى المملكة، مع السعي إلى توطين جزء من تقنياتها وصناعتها ضمن رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تعزيز الاعتماد على الذات في مجال الصناعات الدفاعية.
وتُعد هذه السرية الأولى من نوعها التي يتم تفعيلها داخل الأراضي السعودية، ما يمثل تحولًا نوعيًا في بنية الدفاع الجوي ويعكس التزام المملكة بتحديث قدراتها العسكرية وفق أعلى المعايير العالمية
من زوايا العالم
فضاءات الفكر
منبر الرأي