قيّمت الرئيسة المشتركة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، بسي هوزات، التقريرَ السياسي الذي قدّمه القائد عبدالله أوجلان إلى المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى عملية السلام والمجتمع الديمقراطي، وتدخلات قوى الهيمنة العالمية ضد الدول القومية، والهجمات على المعارضة، وإبادة الطبيعة والمجتمع، وذلك في مقابلة مع قناة "مديا خبر" التلفزيونية.
وينشر موقع "المبادرة" تقييمها نقلاً عن وكالة فرات للأنباء:
نُشرت وثائق المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، ومن بين تلك الوثائق، كانت وجهة نظر القائد آبو، وبعد نشر وجهة النظر، حصلت نقاشات عديدة واستمرت، وتعرض القائد آبو لهجوم بشأن بعض المواضيع الواردة فيها، ما الذي تودون قوله فيما يتعلق بهذه النقاشات والهجمات؟
لقد كان المانيفستو، التقرير السياسي الذي قدّمه القائد آبو إلى المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني مهماً للغاية، فقد كشف وقيّم العديد من الحقائق والوقائع التاريخية بطريقة ملفتة للغاية، وأبرز الحقائق التاريخية فيما يتعلق بتاريخ المرأة وتاريخ الشعب الكردي والتاريخ الإنساني، كما لو أنه أعاد كتابة التاريخ من جديد وفقاً لحقيقة التاريخ، وتقييمٌ من هذا النوع أصبح بمثابة مانيفستو، بالطبع، هناك مناقشات مكثفة وموسعة للغاية حول هذا الأمر، وبعضها ينعكس علينا أيضاً، بالطبع، نحن لا نعرف تفاصيل المناقشات، لكن هناك انتقادات، هناك بعض التقييمات والتوجهات غير الأخلاقية وغير العادلة وغير الواعية وعلى مستوى الهجمات ضد تقييمات وأفكار القائد آبو، بالطبع، نحن ننتقدها بشدة، ولا نجدها صحيحة.
ونعتقد أن جزءاً كبيراً منهم أيضاً لديهم نية سيئة، وبقدر ما يتبيّن لنا، فإن بعض الذين يقومون بهذه النقاشات هم من الهاربين والخونة، وهم أناس وشرائح وأوساط أفنوا حياتهم في العمالة والعداء والشر لشعوبهم، نحن لا نعتبر هذه الانتقادات التي تصدر عن هذه الأوساط نقداً، هذه ليست نقداً؛ بل هي تشهير وفضح، وإنها مسعى للتغطية على قبحهم، ومحاولة للتغطية على سجلهم السيء بطريقة ما، هذا لا علاقة له بالنقد والمناقشة البنّاءة، فالآراء التي عبر عنها القائد آبو في التقرير السياسي، في المانفيستو، هي التقييمات التي قام بها على مدى عقود منذ فترة المجموعة سنة بعد سنة، حيث كثف تعمقه، أي أنها ليست تقييمات قام بها من الصفر، خاصةً في مانيفستو الحضارة الديمقراطية، وفي مرافعات المجلد الخامس، للقائد آبو تقييمات جديدة ولافتة للنظر جداً حول العلوية والتاريخ الكردي والماركسية وتاريخ المرأة، ففي هذا المانيفستو، عمّق القائد آبو هذه التقييمات أكثر فأكثر، حيث هناك تقييمات عميقة للغاية بحيث تتجاوز التقييمات التي قام سابقاً، وهذا هو الحال أيضاً فيما يتعلق بتاريخ وحقيقة المرأة، وهذا هو الحال أيضاً فيما يتعلق بتاريخ الشعب الكردي، وتاريخ التطور الاجتماعي، وتاريخ تطور البشرية.
ولديه أيضاً تقييمات ملفتة للنظر حول التاريخ العالمي، بهذا المعنى، فالقائد آبو يقيّم التاريخ من وجهة نظر جدلية قوية، وطريقة تعامله واستخدامه للديالكتيك ليست مادية صارمة ولا ميتافيزيقية، بالطبع، فهو لا يرفضها تماماً، وقد ساهمت أيضاً في تاريخ الإنسانية والشعوب في عصرهم، ولكن مع ذلك، ومن وجهة نظر جدلية هائلة حقاً، فهو يتناول تقييم تاريخ الإنسانية ككل، وتاريخ الشعب الكردي، وتاريخ الشعوب، وتاريخ المرأة بطريقة قوية جداً.
أنا الآن أيضاً، أتحدث بهوية المرأة والهوية الكردية والاشتراكية والعلوية؛ وعندما أقرأ المانيفستو بكل هذه الهويات، أشعرُ وأستمدُ قوة وطاقة هائلة، تتسع آفاقي وأشعر بالحماس ويخلق في نفسي فرحاً كبيراً، لذلك، لا أرى أي سوء تقدير لكل هذه الهويات، بل على العكس من ذلك، فهي تفتح وعيي وتعزّز بحثي عن الحرية، وأنا على يقين بأن هذا هو الحال بالنسبة لجميع الرفيقات وجميع الرفاق، وبالنسبة لشعبنا وكذلك بالنسبة لجميع القوى الديمقراطية والاشتراكية، بالطبع، قد تكون هناك بعض الانتقادات والتقييمات في هذه الأوساط، وعندما تصطدم آراء القائد آبو وتحليلاته الجديدة بهذه المفاهيم الجامدة والمحفوظة، فإنها بلا شك تسبب اهتزازاً، وربما تسبب أيضاً ردة فعل لدى وسط ما، لأن الأشياء المحفوظة قد تتحطم، ويغضب لأجل ذلك، لأنه آمن بها كما لو كان إلهاً؛ فقد حوَّل معتقداته إلى دين، حيث إن الأفكار الجديدة ووجهات النظر الجديدة تخلق هزة واضطراب في نفوس الناس الذين حوّلوا معتقداتهم إلى دين، وتسبب في حدوث الارتباك، وهذا أمر مفهوم أيضاً، فنحن نختبر عمليات التغيير والتحول هذه منذ سنوات، وقد اختبرنا أيضاً هذه العمليات ونعرفها، ولذلك، يمكن للمرء أن يتفهم، فالانتقادات الموجهة قد تكون أيضاً نابعة من استيائهم من فشل ما آمن به من أمور وأشياء حتى الآن، يمكن تفهم ذلك الأمر، نحن نعلق قيمة كبيرة على هذه، وهي أيضاً ذات معنى كبير، كل هذه تخدم من أجل التنمية، ومن أجل إدراك أقوى، وتقدم الخدمة للنضال، كل هذه الأمور قيّمة، لكن النقطة التي أنتقدها بشكل أساسي هي بالطبع، الافتراءات الموجهة من قِبل بعض الأوساط الهاربة والخائنة والعميلة، من أجل التغطية على حقائقهم، فما يقومون به هي هجمات، وأنا أرفضها كلها بشدة جملةً وتفصيلاً، عليهم أن يعودوا إلى رشدهم وينظروا إلى واقعهم.
نُشرت وثائق المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، ومن بين تلك الوثائق، كانت وجهة نظر القائد آبو، وبعد نشر وجهة النظر، حصلت نقاشات عديدة واستمرت، وتعرض القائد آبو لهجوم بشأن بعض المواضيع الواردة فيها، ما الذي تودون قوله فيما يتعلق بهذه النقاشات والهجمات؟
لقد كان المانيفستو، التقرير السياسي الذي قدّمه القائد آبو إلى المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني مهماً للغاية، فقد كشف وقيّم العديد من الحقائق والوقائع التاريخية بطريقة ملفتة للغاية، وأبرز الحقائق التاريخية فيما يتعلق بتاريخ المرأة وتاريخ الشعب الكردي والتاريخ الإنساني، كما لو أنه أعاد كتابة التاريخ من جديد وفقاً لحقيقة التاريخ، وتقييمٌ من هذا النوع أصبح بمثابة مانيفستو، بالطبع، هناك مناقشات مكثفة وموسعة للغاية حول هذا الأمر، وبعضها ينعكس علينا أيضاً، بالطبع، نحن لا نعرف تفاصيل المناقشات، لكن هناك انتقادات، هناك بعض التقييمات والتوجهات غير الأخلاقية وغير العادلة وغير الواعية وعلى مستوى الهجمات ضد تقييمات وأفكار القائد آبو، بالطبع، نحن ننتقدها بشدة، ولا نجدها صحيحة.
ونعتقد أن جزءاً كبيراً منهم أيضاً لديهم نية سيئة، وبقدر ما يتبيّن لنا، فإن بعض الذين يقومون بهذه النقاشات هم من الهاربين والخونة، وهم أناس وشرائح وأوساط أفنوا حياتهم في العمالة والعداء والشر لشعوبهم، نحن لا نعتبر هذه الانتقادات التي تصدر عن هذه الأوساط نقداً، هذه ليست نقداً؛ بل هي تشهير وفضح، وإنها مسعى للتغطية على قبحهم، ومحاولة للتغطية على سجلهم السيء بطريقة ما، هذا لا علاقة له بالنقد والمناقشة البنّاءة، فالآراء التي عبر عنها القائد آبو في التقرير السياسي، في المانفيستو، هي التقييمات التي قام بها على مدى عقود منذ فترة المجموعة سنة بعد سنة، حيث كثف تعمقه، أي أنها ليست تقييمات قام بها من الصفر، خاصةً في مانيفستو الحضارة الديمقراطية، وفي مرافعات المجلد الخامس، للقائد آبو تقييمات جديدة ولافتة للنظر جداً حول العلوية والتاريخ الكردي والماركسية وتاريخ المرأة، ففي هذا المانيفستو، عمّق القائد آبو هذه التقييمات أكثر فأكثر، حيث هناك تقييمات عميقة للغاية بحيث تتجاوز التقييمات التي قام سابقاً، وهذا هو الحال أيضاً فيما يتعلق بتاريخ وحقيقة المرأة، وهذا هو الحال أيضاً فيما يتعلق بتاريخ الشعب الكردي، وتاريخ التطور الاجتماعي، وتاريخ تطور البشرية.
ولديه أيضاً تقييمات ملفتة للنظر حول التاريخ العالمي، بهذا المعنى، فالقائد آبو يقيّم التاريخ من وجهة نظر جدلية قوية، وطريقة تعامله واستخدامه للديالكتيك ليست مادية صارمة ولا ميتافيزيقية، بالطبع، فهو لا يرفضها تماماً، وقد ساهمت أيضاً في تاريخ الإنسانية والشعوب في عصرهم، ولكن مع ذلك، ومن وجهة نظر جدلية هائلة حقاً، فهو يتناول تقييم تاريخ الإنسانية ككل، وتاريخ الشعب الكردي، وتاريخ الشعوب، وتاريخ المرأة بطريقة قوية جداً.
أنا الآن أيضاً، أتحدث بهوية المرأة والهوية الكردية والاشتراكية والعلوية؛ وعندما أقرأ المانيفستو بكل هذه الهويات، أشعرُ وأستمدُ قوة وطاقة هائلة، تتسع آفاقي وأشعر بالحماس ويخلق في نفسي فرحاً كبيراً، لذلك، لا أرى أي سوء تقدير لكل هذه الهويات، بل على العكس من ذلك، فهي تفتح وعيي وتعزّز بحثي عن الحرية، وأنا على يقين بأن هذا هو الحال بالنسبة لجميع الرفيقات وجميع الرفاق، وبالنسبة لشعبنا وكذلك بالنسبة لجميع القوى الديمقراطية والاشتراكية، بالطبع، قد تكون هناك بعض الانتقادات والتقييمات في هذه الأوساط، وعندما تصطدم آراء القائد آبو وتحليلاته الجديدة بهذه المفاهيم الجامدة والمحفوظة، فإنها بلا شك تسبب اهتزازاً، وربما تسبب أيضاً ردة فعل لدى وسط ما، لأن الأشياء المحفوظة قد تتحطم، ويغضب لأجل ذلك، لأنه آمن بها كما لو كان إلهاً؛ فقد حوَّل معتقداته إلى دين، حيث إن الأفكار الجديدة ووجهات النظر الجديدة تخلق هزة واضطراب في نفوس الناس الذين حوّلوا معتقداتهم إلى دين، وتسبب في حدوث الارتباك، وهذا أمر مفهوم أيضاً، فنحن نختبر عمليات التغيير والتحول هذه منذ سنوات، وقد اختبرنا أيضاً هذه العمليات ونعرفها، ولذلك، يمكن للمرء أن يتفهم، فالانتقادات الموجهة قد تكون أيضاً نابعة من استيائهم من فشل ما آمن به من أمور وأشياء حتى الآن، يمكن تفهم ذلك الأمر، نحن نعلق قيمة كبيرة على هذه، وهي أيضاً ذات معنى كبير، كل هذه تخدم من أجل التنمية، ومن أجل إدراك أقوى، وتقدم الخدمة للنضال، كل هذه الأمور قيّمة، لكن النقطة التي أنتقدها بشكل أساسي هي بالطبع، الافتراءات الموجهة من قِبل بعض الأوساط الهاربة والخائنة والعميلة، من أجل التغطية على حقائقهم، فما يقومون به هي هجمات، وأنا أرفضها كلها بشدة جملةً وتفصيلاً، عليهم أن يعودوا إلى رشدهم وينظروا إلى واقعهم.
وإن تقييمات القائد فيما يتعلق بالعلوية صحيحة تماماً، خاصة التقييمات التي أجراها فيما يتعلق بالعلويين، والعلويين الكرد، فالعقيدة العلوية الكردية هي في الأساس عقيدة طريق الحق، أساسها يستند على الزرادشتية، ويستند على بقايا مجتمع العصر الحجري الحديث، ويستند على الإيمان الروحاني والإيمان بالطبيعة، في الواقع، العلوية الكردية، أي عقيدة طريق الحق، هي في الواقع الإيمان بالطبيعة، إنه معتقد بيئي، تأثيرات الروحانية قوية جداً، ونحن بأنفسنا عشناها بشكل متعمق، وبعبارة أخرى، فإن البيئة التي عشنا فيها، والأسرة التي نشأنا فيها، كانت أسرة وبيئة بحيث كان معتقد العلويين قوي جداً فيهما، وبهذا المعنى، أستطيعُ أن أقول هذا بوضوح شديد؛ يقول القائد آبو إن العلوية الملفقة كُتبت بيد جمعية الاتحاد والترقي، ولقد تمت محاولة صهر العلوية الكردية منذ 100 سنة، 150 سنة على وجه الخصوص، وحاولوا تتريكها، وهذا تقييم صحيح للغاية، وهذا هو الحال بالتأكيد.
أعرف الأمر أيضاً منذ طفولتي؛ حيث وُلد والدي في عام 1921، ووُلدت والدتي في عام 1930، عندما وقعت أحداث مجزرة ديرسم، كان والدي متزوجاً ولديه ثلاثة أطفال، وقد قُتل أولاده الثلاثة وزوجته ووالده، أي جدي، خلال مجزرة ديرسم، فقبل المجزرة، كانت العقيدة العلوية والثقافة الكردايتية أقوى بكثير بهذا المعنى ولم يتم صهرها إلى هذا الحد، ولقد نشأنا مع تلك الثقافة، نشأنا مع تلك الثقافة الكردية العلوية، ولهذا، أستطيع أن أقول هذا بسهولة شديدة؛ اسألوا كبار السن في ديرسم، سيقولون في البداية: ’أنا كردي، وسيقول لغتي هي اللهجة الزازكية‘، وبعد مجزرة ديرسم، وبعد تصدر إبادة الهوية العلوية للمشهد، جعلوها هي الأساسية، وقد وصلت إلى وضع تكاد تكون فيه لها الأسبقية على الهوية الوطنية، والآن، إذا سألتَ أي شخصٍ، فإنه في البداية سوف يقوم بتقديم الهوية العلوية، وقد قام القائد آبو بأبحاث عميقة للغاية حول هذا الموضوع، وناقش ذلك مع الرفاق والرفيقات، ونحن نعرف ذلك من حياتنا الخاصة، ونعرف ذلك كله من قراءاتنا وقراءة التاريخ، ولقد قمت أيضاً بقراءات كثيرة عن العلوية، عندما يقيّم المرء من هذا الجانب، فإنه حتماً يتضح أن جرت محاولة تتريك الكرد العلويين منذ 100-150 سنة، على يد جمعية الاتحاد والترقي، والتي تُعد جزءاً من الإبادة الثقافية، وإبادة العقيدة، ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك، هذه حقيقة.
ويتعين على المرء التعامل مع التحليلات والتقييمات التي قام بها القائد آبو بشكل صحيح، ومحاولة فهمها والبحث في عمقها، كما كان للقائد آبو تقييمات مماثلة عن سيد رضا في الماضي، وبعبارة أخرى، كان يقدّر موقف سيد رضا المقاوم الثابت، حيث كان القائد آبو يعزو دائماً قيمة كبيرة إلى مقولته: ”لم أستطع أن أتحمل أكاذيبكم، وليكن هذا همّاً في نفسي؛ لكنني لم أركع أمامكم، وليكن هذا أيضاً همّاً في نفوسكم“، وذكر أنه استخلص دروسًا عظيمة منها، وأوضح أنه خلق النضال بالسير على هذا الخط من خلال استخلاص هذه الدروس، وأنه لم يُخدع ولم يخدع، وينطبق الأمر نفسه على الكردايتية، فلولا 52 سنة من النضال التحرري، لما كان بإمكاننا الآن الحديث عن الكردايتية، ولتم صهر الكرد بأكملهم، ولتعرضوا للإبادة الجماعية، ولما بقي شيء باسم الكردايتية، وهذا واضح جداً، وبمقولة القائد أبو، ”حتى الإله الظالم لا يستطيع إنكار ذلك“، هذه حقيقة، خاصة أن تاريخ الـ 200 سنة الماضية مليء بالمجازر الجسدية، إنه تاريخ مليء بالإبادة الجماعية الثقافية، والإبادة الجماعية الجغرافية، والإبادة الجماعية في كل جانب، وفي كل بُعد. ولذلك، كانت إرادة الكرد محطمة قبل ظهور حزب العمال الكردستاني، كان الكرد مرعوبين، كانوا خائفين من التعبير عن كينونتهم الكردية، لم يتمكنوا من التحدث باللغة الكردية/ أتذكر؛ كان هناك أسطوانة للأغاني في منزلنا، كنا صغاراً، حيث كانت الأسطوانة فيها أغاني باللهجة الزازاكية، وقد كانت الزازاكية ممنوعة، حينها كانت اللغة الكردية ممنوعة، كانت هناك عمليات عسكرية، كانوا يفتشون باستمرار ويهينون الشعب، كانوا يضربون ويشتمون، وكل من كان يتحدث باللغة الكردية يتعرض للتعذيب، حيث كانت أمي تستيقظ في الصباح الباكر لتستطلع المكان، وتنظر ما إذا كان هناك جنود قريبين في الجوار، ثم توقظنا سريعاً من نومنا، كنا نأخذ أسطوانة الأغاني ونخفيها بين التبن، حتى تنتهي العملية، وعندما ينسحب العدو من القرية، كنا نذهب ونخرج الأسطوانة من بين التبن ونعيده، وعندما لم يكن هناك يكون جنود في الجوار، كانوا يستمعون إلى الأسطوانة ويتحدثون حتى لا ينسوا لغتهم، لم يتمكنوا من التحدث باللغة الكردية أمام الجنود خوفاً منهم، أما من لم يكن يعرف اللغة التركية فكان يتمتم ويخرس، وهذا ما عشناه ورأيناه، لقد عشتها وشهدتها بنفسي، من يستطيع إنكارها الآن؟ من أين أتت الكردايتية؟ هذا ما يقصده القائد عندما يقول” مكب القمامة“، إنه يتحدث عن الكردايتية الخائفة من التعبير عن نفسها، الكردي المحطم الإرادة، ويلفت الانتباه إلى من يعمل ويخدم العسكرية لدى الجميع، لا يقول هذا عن الكرد الأحرار، ولا يقول هذا عن الكرد الأحرار والمنظمين، ولا يقول هذا عن الكرد الواعين لوجودهم ويناضلون من أجله.
وهناك واقع كردي يتعرض للهجوم ويواجه التمزق والتفكك منذ آلاف السنين، هناك تاريخ من المجازر الجسدية والإبادة الثقافية في ظل هجمات رهيبة للإبادة الجماعية خلال الـ 200 عام الماضية، هل يمكن لكردي تعرض لمثل هذه الإبادة الثقافية والإبادة الجسدية أن يكون لديه الإرادة؟ هذا ما حلّ بنا؛ اللغة ممنوعة، نعيش في حالة خوف وقلق، لذلك، علينا أن نفهمها بشكل صحيح، بالطبع، ضمن هذا التاريخ برزت أيضاً في الحقيقة بيئة عميلة وخائنة، وهو ما نشير إليه أيضاً كالوريد الحيوي في الكردايتية، فالتاريخ والمجتمع يتعرض للهجوم منذ آلاف السنين، يؤدي بالطبع إلى تفكك وانشقاقات وانحلال وانحطاط كبيرين، وتظهر في داخله أيضاً مجموعة خائنة وعميلة، وهذا سائد لدى الكرد، وبعبارة أخرى، أينما نظرت في المجتمع الكردي، ستجد وتلتقي مع خائن أو عميل متعاون.
ويسميها القائد بـ” جودنرات“(المجالس اليهودية خلال الاحتلال النازي لشرق أوروبا، خاصة في بولندا)، فلماذا تعبر عن ردة فعلك المستاءة؟ فمن ينفعلون ويستاؤون كثيراً لهذا الدرجة، على ما يبدو أن لديهم جرح عميق، يستاؤون لهذه الدرجة لأن لديهم جرحاً، فهو إما خائن أو فار أو عميل متعاون، ولذلك فهو يهاجم بشراسة وبشاعة، إذاً، فأنت من "جودنرات" أنت خائن، عميل متعاون، أليس هذا موجوداً في تاريخ الكرد؟ إنه مليء بذلك، لا يُعد ولا يُحصى، وإذا قمنا بإحصائه فإن هذا البرنامج لا يسعه ذلك، مثال ملموس على ذلك، هو الهيكل الذي نسميه بـ مرتزقة حراس القرى، ومثال ملموس على ذلك، في الوقت الراهن، هناك يعملون مع الدولة في كل مكان، ويعادون الكرد، ويهاجمون الكرد الأحرار من أجل أن يوفروا لأنفسهم حياة رغيدة، ويتواطؤون مع العدو بكل الأشكال، ويعملون كقوات الكونترا وقتلة مأجورين، الكرد من هذا النوع ليس بالعدد القليل، فهم كرد بالهوية العرقية، لكنهم أعداء للكرد وخونة، فما هو خط التواطؤ والعمالة؟ إنه يتواطأ باستمرار مع عدو الكرد من أجل تصفية وإبادة الكرد الأحرار، ويهاجم ويعادي الكرد، فهؤلاء من البيئة الخائنة العميلة، الذين نسميهم جودنرات، موجودون في السياسة، في التجارة، في الصحافة، إنهم موجودون في كل مكان، إنهم موجودون في كل مكان في المجتمع، ولا أرغب في ذكر أسمائهم، فهم كثيرون، يخرج ويتحدث على شاشات التلفزيون بصفته ”خبيراً في الإرهاب“، ”خبيراً أمنياً“، صحفياً، كاتباً، بل إنه خائن بالضبط، فهو يعادي الكرد على مدار 24 ساعة في اليوم على ذلك التلفزيون، ويضفي الشرعية على سياسات الإبادة الجماعية، ويضفي الشرعية على سياسات الحرب، إنه من الـ "جودنرات"، لماذا تعبر عن ردة فعلك المستاءة حيال ذلك؟ إذا كنت تبدي ردة فعلك المستاءة، حينها انظروا إلى نفسك.
وقد يكون هناك أشخاص يبدون ردة فعلهم المستاءة دون أ يفهموا الأمر، الناس يتفهمون ذلك، فانتقادي ليس موجهاً لهم، إنه لا يفهم، الـ "جودنرات" هو مجلس يهودي تم تشكيله أثناء إبادة اليهود، مجلس مكوّن من اليهود العملاء المتعاونين، الذين تواطأوا مع النازيين، ما علاقة ذلك بالكرد؟" قد يكون وعيه ضعيف بالتاريخ، أو أنه لا يستطيع الفهم، ولذلك يقوم بالنقد، هذه أمور يمكن تفهمها، كلامي ليس موجهاً لهؤلاء، بل إن كلامي لهؤلاء الذين هم أنفسهم من الـ"جودنرات" ويقومون بالهجوم، أي أنهم يهاجمون هذه التقييمات، إنّما أقصد أولئك الذين يعرفون الحقيقة ويهاجمون هذه التقييمات للقائد آبو، فكلامي موّجه لأولئك الذين يعرفون حقيقتهم ويهاجمون، هؤلاء أيضاً لا قيمة لهم.
في الواقع، يجب مناقشة ذلك بشكل مستفيض، ولا بد من إجراء النقاش بشكل مكثف حول الـ"جودنرات" الموجودين بين الكرد، وحقيقةً، يجب كشف وجوههم الحقيقية ويجب إدانتهم بشكل ملموس، فلو لم يكن هناك جودنرات في كردستان بين الكرد، لكانت القضية الكردية قد حُلت بالتأكيد على أساس ديمقراطي الآن، ولكانت تركيا أصبحت ديمقراطية، ولكان الشرق الأوسط أصبح ديمقراطياً، إذا كانت القضية الكردية لا تزال مستمرة بهذا الصراع رغم كل هذا الأثمان الباهظة، ولا يزال خوض النضال مستمراً، ولم يتم ضمان وجود الكرد بعد، ولم يحصل الكرد بعد على مكانة ديمقراطية، ولا يمكنه العيش بحرية في وطنه، فإن السبب الرئيسي وراء ذلك، هو هؤلاء ال"جودنرات" الموجودين بين الكرد، وهذا هو الخط العميل المتعاون والخائن، حيث أن جودنرات يعني خط العملاء المتعاونين والخونة، من يستطيع أن ينكر هذا؟ ولذلك، لا بد من تناولها ومناقشتها بالشكل الصحيح، ويجب على الصحافة الحرة، وكل من يناضل من أجل الحرية والديمقراطية أن يقدم إجابات قوية للغاية لهذه الأوساط، هذا أمر مهم.
وبنفس الطريقة، فيما يخص الموضوع الطبقي، لدى القائد آبو تقييمات مذهلة للغاية حول الماركسية، حيث يقيّم القائد أيضاً إفلاس الاشتراكية الواقعية إلى حد كبير، وبشكل رئيسي بهذه الطريقة، فهو يقول إن ’تقييم جميع القضايا على أساس طبقي قاد الاشتراكية الواقعية إلى الإفلاس‘، إنه كذلك حقاً، فهل بدأ التاريخ البشري بالطبقية؟ التناقض الأول في التاريخ هو التناقض بين الرجل والمرأة، فهذه حقيقة، حيث أن التنشئة الاجتماعية الأولى هي التنشئة الاجتماعية التي تبلورت حول المرأة، إنها الكومين، والعشيرة، ومن ثم بدأ الرجل في تنظيم نفسه ضد المرأة واستولى على كل القيم التي تشكلت حول التنشئة الاجتماعية للمرأة، وأحدث السيادة على التنشئة الاجتماعية للمرأة، وبهذه الطريقة بدأ التناقض الأول في التاريخ، وبرزت الطبقية مع ذلك، وظهرت ظاهرة الطبقية، وعندما يتحدث القائد عن ذلك، فإنه لا يرفض أو ينكر التناقض الطبقي، بل على العكس من ذلك، فإن القائد يتعامل معه ويقيّمه بطريقة تتوافق مع التاريخ الحقيقي وتطوره، فقد خاض دائماً النضال الطبقي، ولكن أساسه كان دائماً الصراع والتناقض بين الكومين والدولة، أي بين التنشئة الاجتماعية التي أنشأتها المرأة ونظام السلطة - الدولة الذي أنشأته الذهنية الذكورية المهيمنة، يضع القائد النضال التاريخي على هذا الأساس وهذا صحيح تماماً.
في الواقع يذكر القائد آبو بأنَّ ماركس أجرى أيضاً أبحاثاً وتقييمات في هذا الاتجاه في أواخر حياته، حيث كتب وتحدث وناقش كومونة باريس، لقد فهم بعض الأمور ، لكن لا حياته كانت كافية ولا معرفته كانت كافية ، ولا واقع تلك الفترة سمح بذلك بما يكفي،
بهذا المعنى، يُؤكد القائد آبو أيضاً بأنَّ مساهمات ماركس ولينين وإنجلز للبشرية تُعدّ قيمًا بالغة الأهمية، وعلى هذه الأفكار والآراء تشكل نضال اجتماعي قوي للأمم والمرأة والبشرية، ونتيجةً لذلك، تحقّقت قيم بالغة الأهمية، ليس هذا هو الموضوع الذي ينتقده القائد، لذلك، ينبغي على هذه الأحزاب إعادة قراءة عمل القيادة، المُكوّن من خمسة مجلدات والــ مانيفستو، وإجراء تقييمات شاملة لهذه المرافعات، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تقييمات واضحة ودقيقة.
وفي العملية النهائية، يبدو أنَّ بعض رسائل اللقاءات قد أدرج على جدول الأعمال، ويُقال بإنَّ مناقشاتٍ جارية حول هذا الموضوع وإنَّ مناقشاتٍ مُوسّعة أُجريت حول اليهود، وقدّم القيادة تقييماتٍ بالغة الأهمية حول اليهودية في مجلد" مانيفستو الحضارة الديمقراطية" والمرافعات الأخرى. والتقييمات الحالية ليست منفصلةً أو مستقلة عنها.
أقترح على هذه الأطراف التي لا تفهم، والتي تُجري تقييمات بحجج وذرائع غير عادلة ومختلفة، أن تقرأ مرافعات القائد مرة أخرى، ودعهم يقرأوها، بالطبع، على مر التاريخ، ازداد اهتمام اليهود بالشعب الكردي بشكل كبير، لقد أولوا دائماً أهمية للعلاقات مع الكرد حتى أن بعض المصادر اليهودية تقول بإنَّ لديهم قوم مفقودين وتصرح بأن هذه القوم هم الكرد- اليهود، هذا مذكور في التاريخ، ألا يوجد كرد أصلهم يهود؟ بالطبع يوجد، يعيشون بشكل خاص في الموصل والجنوب ومثل العديد من الشعوب الأخرى، كانت هناك مجتمعات يهودية بين الكرد، وخاصة في النضال ضد ديكتاتورية صدام في جنوب كردستان، قدم اليهود دعماً كبيراً للكرد في عملية الاتحاد، نحن لا نقول هذه الحقيقة، بل التاريخ كتبه، وهذه هي الحقائق.
الكرد قوة استراتيجية في المنطقة. أي قوة تُعزز علاقاتها معهم، وتُشكّل تحالفات معهم، وتُوليهم اهتماماً، سيكتسب قوة في المنطقة، وبصفتها قوةً أساسيةً واستراتيجيةً في المنطقة، تلعب العلاقات والتحالفات الاستراتيجية المُقامة معهم دوراً حاسماً، والآن، يدرك الجميع هذه الحقيقة، تركيا تُناقش هذه الحقيقة أيضاً، نعم لما لا تُناقشها؟ إنها تُناقشها، أحد أسباب هذه العملية هي تلك المناقشات، إنها أيضاً، جزءٌ من عملية "السلام والمجتمع الديمقراطي" وكذلك إسرائيل والعرب والفرس يُناقشون هذا أيضاً.
العلاقة بين الكرد والفرس عريقة وتاريخية، العلاقة بين الكرد والأتراك تمتد لآلاف السنين، والعلاقة مع اليهود تمتد لآلاف السنين، والآن، عندما يتناول القيادة هذه الحقيقة ويُقيّمها في السياسة اليومية، لماذا كل هذا السخط وردود الفعل الغاضبة؟ هذا غير صحيح، يجب النظر إلى التاريخ بشكل صحيح وعقلاني "منطقي"، يجب التعامل معه بشكل جدلي، يجب التعامل معه من خلال منظور علم الاجتماع التاريخي، بهذا المعنى، أدعو الجميع إلى التعامل معه بدقة أكبر.
حول العملية
إن تعريف هذه العملية، كما حددتها السلطات، بأنها "عملية تركيا خالية من الإرهاب" خاطئ تماماً، نؤكد رفضنا القاطع لهذا التعبير وهذا التعريف، ويجب إزالة هكذا خطاب من جدول الأعمال، اسم هذه العملية واضح" عملية السلام والمجتمع الديمقراطي" لقد أطلق القائد آبو عملية "السلام والمجتمع الديمقراطي" في 27 شباط، وقد وُضعت هذه الدعوة التاريخية بالتعاون مع وفد الدولة وبتفاهمات ومشتركة، لذلك، الدولة نفسها قبلت اسم هذه العملية بــ"عملية السلام والمجتمع الديمقراطي" في هذه الحالة، من الضروري إزالة هذا التعريف "تركيا خالية من الإرهاب" من جدول الأعمال، وإلا فلن تتطور مناقشات حقيقية ولن يُحرز أي تقدم حقيقي في هذه العملية، دعوني أذكر هذا أولاً.
المسألة الثانية، مع اندلاع الحرب الإسرائيلية -الإيرانية، برزت أهمية هذه العملية وقيمتها بشكل أوضح، المنطقة تعيش حالياً في جحيم هائل، كل منطقة تشتعل تدريجياً، والآن جاء دور تركيا مع إيران، هذه النقاشات صحيحة تماماً، هناك حرب في غزة ولبنان وسوريا، والآن إيران، والآن جاء دور تركيا، تتم إعادة تصميم خارطة المنطقة من جديد ، وهذه العملية مرتبطة بذلك، لذا، يجب أن نجري نقاشات بناءة، ويجب على الدولة والحكومة أيضاً اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الشأن، كحركة، اتخذنا الخطوات التي كان ينبغي علينا اتخاذها.
على أي حال، اتخذنا خطوات، كنا نتعامل بإيجابية مع دعوة القائد آبو، في الأول من آذار، أعلنا عملية وقف إطلاق النار، بعد ذلك، في الخامس من أيار، عقدنا المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، وفي المؤتمر، أعلن الحزب حلّ نفسه، قررنا إنهاء الصراع المسلح، الآن، أنهينا الصراع المسلح ضد تركيا. لسنا بصدد خوض صراع مسلح ضدها.
على تركيا، الدولة التركية، أن تتخذ خطواتٍ ضد هذا، ماذا سيُفعل ضد قوةٍ لا تُشَنّ صراعاً مسلحاً ضد تركيا؟ كيف سترد تركيا على هذه العملية؟ يجب أن تتخذ خطواتٍ، هذه القوة تقول الآن "لن أخوض كفاحاً مسلحاً ضد تركيا بعد الآن، لن أستخدم السلاح، أريد أن أمارس السياسة، أريد أن أمارس السياسة الديمقراطية".
حينها ستعترف تركيا بالحقوق السياسية الديمقراطية لهذا الشعب، وستجري إصلاحات قانونية ودستورية أساسية، وستعيد النظر في المبادئ القانونية، لذا ينبغي فتح المجال السياسي ليتمكن من يستخدمون السلاح ضد تركيا من ممارسة السياسة في تركيا، وممارسة الأنشطة الاجتماعية.
لم تُتخذ أي خطوات في هذا الشأن حتى الآن، الوضع لا يتطور على هذا النحو، ما العمل سوى وقف الصراع المسلح؟ الآن، حان دور الطرف الآخر لاتخاذ خطوات، على الطرف الآخر أن يتخذ خطوات، إلى حين إجراء تغييرات قانونية، كيف سينتقل مقاتلي الكريلا من الجبال إلى السهول؟ كيف سيتمكنون من الانخراط في السياسة في السهول؟ لكي يتمكنوا من الانخراط في السياسة في السهول، يجب إجراء إصلاحات قانونية ودستورية لفتح المجال السياسي والاعتراف بحق المشاركة السياسية، حتى يتمكن مقاتلي الكريلا من إلقاء أسلحتهم ودخول المعترك السياسي في السهول، الآن، تُمارس "ديمقراطية السلاح" حسناً، انعقد المؤتمر، لكنهم يقولون هذه المرة "يجب على حزب العمال الكردستاني إلقاء سلاحه، بعد ذلك، سنشكل لجنة، ستبدأ اللجنة عملها، ماذا يعني هذا؟ هذا يدل على عدم جديتهم في إيجاد الحلول والسياسة.
إذا كانت الحكومة راغبة حقاً في حل، كانت ستتخذ إجراءات فور تخلي حزب العمال الكردستاني عن الصراع المسلح، في اليوم الثاني، كانت ستشكل لجنة، وتدعو البرلمان للانعقاد، وتبدأ نقاشاً، كانت ستصدر أو تسن القوانين اللازمة، وستصدر المبادئ القانونية الخاصة بحزب العمال الكردستاني، وستمنح الحقوق السياسية، وتوفر الضمانات الدستورية، وبهذه الطريقة، كان مقاتلي الكريلا سيُلقون أسلحتهم، ويتوجهون إلى المدن، وينخرطون في العمل السياسي الشرعي، ولو كانت دولة جادة، دولةٌ ذات نوايا حسنة، دولة ذات ذهنية لحل المشاكل، لكانت تفعل ذلك.
كم مرّ من الوقت منذ 12 أيار؟ نحن الآن في حزيران، في أواخر حزيران؛ لا شيء ملموس بعد، هذا غير مقبول، بالأمس، أول أمس، انعقد كونفرانس في إسطنبول؛ مؤتمر "فتح طريق السلام"، كان مؤتمراً مهماً للغاية، تابعتُه إلى حدٍّ ما. شارك فيه أشخاصٌ قيّمون للغاية، وعُقدت مناقشاتٌ مهمة، قد يكون عددهم قليلاً، لكن مستواهم كان جيداً.
أرسل قادة جميع أحزاب المعارضة رسائل إلى المؤتمر، وجاءت هذه التقييمات في وقتها المناسب، فبدون حل القضية الكردية، لا يمكن لتركيا أن تكون ديمقراطية، ولكي تصبح تركيا ديمقراطية، يجب حل القضية الكردية على أساس ديمقراطي، ويجب الاعتراف بهوية الكرد، وضمان وجودهم وهويتهم ومساحتهم السياسية، ومجالهم السياسي الديمقراطي، حتى النهاية، ويجب تحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو، ويجب أن يكون القائد آبو قادراً على ممارسة السياسة، وأن يقود ويعزز عملية" السلام والمجتمع الديمقراطي" وكان هذا حاضراً أيضاً في تلك المناقشات، وفي الواقع، يجب على حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري أن يدعم هذه العملية بقوة وأن يشارك فيها بأقوى وأكثر الطرق فعالية.
إذا دعم المجتمع هذه العملية بقوة، ودعمتها المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والمرأة والشبيبة الثورية والعلويون وجميع شرائح وأطياف المجتمع، وإذا شكَّل نضال قوي في هذا الصدد، ودعمتها المعارضة وتبنتها أيضًا بشكل كامل وانضمت إلى هذه العملية، وطرحت سياسة حازمة للحل الديمقراطي للقضية الكردية وديمقراطية تركيا، واتخذت خطوات مختلفة، فسنكون قادرين على منع هذه العملية من أن تصبح أداة في أيدي السلطات، بمعنى آخر، إذا تُرك الأمر لهذه السلطة، فستستخدم هذه السلطة هذه العملية كأداة، وتديرها بهذه الطريقة ولن تتحقق أي نتائج، لذلك، يجب على جميع شرائح المجتمع ومنظمات المجتمع المدني والمعارضة دعم هذه العملية بقوة ووضع أجندة بشأن هذه القضية، وأن يقدموا مشاريع حول مسألة الحلول العملية، وإجراء عملية المناقشة والممارسة.
بمعنى آخر، إذا لم تُتخذ أي خطوة ملموسة حتى الآن في الوقت الراهن، فلا يمكننا القول إنها فشلت بشكل كامل، ولا نستطيع القول بإنَّها تتقدم بشكل كبير، هناك عملية في البلاد تتقدم ولكن بضعف، بنضال، بجهود الأوساط الديمقراطية، الكرد وخاصة حركة التحرر، وبشكل خاص بفضل الجهود الكبيرة والعمل الدؤوب للقائد آبو.
بمعنى آخر، في ظل الوضع الراهن، لا يهدف نهج الحكومة إلى حل ديمقراطي للقضية الكردية ولا إلى إرساء الديمقراطية في تركيا، بل يقول "حزب العمال الكردستاني سيُلقي سلاحه، وسيستسلم" وبهذا النهج، لن يُلقي حزب العمال الكردستاني سلاحه ولن يستسلم، ننتقد بشدة ونرفض مثل هذه الأجندات والتقييمات، هذه الحكومة جادة في موقفها.
لقد أصبحت المنطقة الآن أشبه بجحيم، هذه النار ستمتد إلى تركيا أيضاً، السبيل الوحيد لإنقاذ تركيا من هذا هو إيجاد تحالف وعلاقة استراتيجية مع الكرد، الحل الديمقراطي للقضية الكردية هو التحول الديمقراطي أو دمقرطة تركيا، الذي يرتكز على قبول جميع الأطراف في تركيا على حقوق المواطنة الحرة، وإلا، فإنَّ كارثة كبرى تنتظر تركيا.
الهجمات على المعارضة
تتواصل الهجمات على المعارضة بشراسة، وهذا يُطهر أيضاً عدم اكتراث الحكومة في التعامل مع هذه العملية، ويُظهر أنَّها لا تملك حلاً جاداً، ولا خطة جادة لإرساء الديمقراطية في تركيا، ولا مشروعاً وسياسة خاصة بها.
لو كانت لديها نية جادة، محاولات وفكر، وسياسة لإرساء الديمقراطية في تركيا، لما مارست كل هذا الضغط على المعارضة، ولكان مجال السياسة الديمقراطية قد فُتح على أكمل وجه.
إذا وُجدت فاشية في إسطنبول، فلن تكون هناك ديمقراطية في آمد، إذا وُجدت فاشية في تركيا، فلن يكون هناك حل ديمقراطي للقضية الكردية في كردستان، لن تكون هناك ديمقراطية في كردستان، هذا غير ممكن، هذه الضغوط على المعارضة تُثير قلقاً في أوساط عديدة، بمعنى آخر، لماذا تُقدم حكومةٌ لا تحمل نوايا سيئة على فعل مثل هذه الأشياء؟ إنها تُشير إلى وجود فساد في بلديات حزب الشعب الجمهوري، حسناً، إلا يوجد فساد في بلديات حزب العدالة والتنمية؟ أقترح أيضاً" تشكيل لجنة مستقلة" وأن تضم هذه اللجنة المستقلة أعضاءً من جميع الأحزاب، ويجب أن ينضم إليها أيضاً العديد من الأشخاص من الأطراف القانونية الديمقراطية، فلتبدأ هذه اللجنة بالتحقيق في الفساد القائم في بلديات حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وجميع بلديات المعارضة، فلتُخضع جميع البلديات للتحقيق، فلتُحقق، فلتُحقق، دعونا نرى كيف سيكون الوضع بدون ذلك؟
رأينا ذلك في كردستان، سابقاً، استولوا على بلديات حزب الشعوب الديمقراطي من خلال الوكلاء، وهم يواصلون نفس السياسة الآن، استولوا على البلديات مجدداً بانتخابات جديدة، كان الانهيار واضحاً، وظهر كيف أغرقوا البلديات بالديون، وانخرطوا في أعمال غير قانونية، جميعهم كانوا وكلاء من حزب العدالة والتنمية، بلديات حزب العدالة والتنمية غارقة في الفساد، إذا كان هناك فساد، فعليهم التحقيق فيه.
لقد بدأت عملية" السلام والمجتمع الديمقراطي" سيفتح الطريق أولاً نحو الديمقراطية والسياسة، يجب على المعارضة، أي المجتمع بأكمله، دعم هذه العملية ونجاحها، في عملية كهذه، تعملون على حدوث انقسامات كبيرة، حدوث شرخ عميق داخل المعارضة، وتعمق الاستقطاب داخل المجتمع، ومحاولة إثارة حالة استياء كبيرة اتجاه العملية داخل هذه الأطراف، وهذا يُثير حالة من الشلك والريبة والقلق، ثم يقولون " سنعزز هذه العملية، سنقود هذه العملية حتى النهاية، تركيا بلا إرهاب..." من هذا القول "تركيا بلا إرهاب" يتضح أي ذهنية يمتلكون، يُظهرون بهجماتهم على المعارضة على أي نهج يسيرون، لذا أقول لهم " ارجعوا إلى رشدكم، دعوا هذه الدولة، هذه الحكومة، تعود إلى رشدها.
لم يعد بإمكانكم خداع الكرد، لم يعد بإمكانكم الخداع بالألاعيب والحيل القذرة، لقد ولى ذلك العصر، وانتهى، ارجعوا إلى الواقع ولا تُخدعوا الشعوب بالألاعيب والحيل، لا تُستغلوا الظروف.\إنهم ينظرون إلى الأحداث ويستخدمون الأساليب المناسبة، القضية الكردية هي القضية الأكثر جوهرية في تركيا، السبب الجذري للفاشية في تركيا، والسبب الجذري للاستبداد، هو القضية الكردية نفسها، إنَّها سياسة إبادة جماعية، سياسة الإنكار والإمحاء، إنَّ طريق الديمقراطية في تركيا يمر بالتأكيد عبر حل ديمقراطي للقضية الكردية، يمر عبر الاعتراف بالهوية الكردية، يمر عبر الاعتراف بوجود الكرد وحريتهم، يمكن لتركيا أن تصبح ديمقراطية بهذا الشكل، مع دعم المعارضة لهذه العملية، تصبح دعم المجتمع بأكمله، وأنتم تقمعون وتسحقون كل هذه الأطياف، أنتم تخضعونهم لعنف شديد.
على المعارضة أن تدرك هذا الواقع ، ولا تنخدع بهذه الألاعيب، هذه العملية مهمة، لقد بذل القائد آبو جهوداً كبيرة، وكذلك حركة الحرية والكرد والقوى الديمقراطية والمرأة، هناك جهود ونضال عظيم، في الواقع، لكي تتحول هذه العملية إلى عملية حل، يجب على الجميع دعمها بقوة، وتصعيد النضال، وخوض نضال موحد ومتماسك، هذا أمر بالغ الأهمية.
الحرب الإسرائيلية -الإيرانية
لقد اجتاحت النيران المنطقة، الدماء تسيل، هذا يعني دماراً بيئياً هائلاً، ونهباً للطبيعة؛ يتم تدمير المدن، وتُقصف موارد المجتمع، إنَّه أمر خطير.
كل هذه الأحداث ليست جديدة، في الواقع، بدأت هذه العملية مع حرب الخليج، وهي عملية بدأت في التسعينيات، وتطورت تدريجياً، التدخل في العراق، والتدخل في أفغانستان، والهجوم على غزة (7تشرين الأول)، والهجوم على لبنان بعد ذلك وسوريا والحرب الأهلية في سوريا وهي حرب مستمرة منذ سنوات... ما يحدث في إيران الآن هو استمرار لهذه العملية التي بدأت في التسعينيات، وهناك أيضاً مؤامرة دولية في هذان لقد تطورت هذه العملية ثم امتدت بسرعة إلى المنطقة.
هذه المرحلة مهمة جداً، حيث سيطرت القوى الدولية والنظام المهيمن والنظام الرأسمالي المهيمن، على المنطقة، بمعنى آخر، ينبغي تعريف هذه العملية بأنها مرحلة بالغة الأهمية من الحرب العالمية الثالثة، حيث تتم إعادة تصميم خارطة المنطقة من جديد، إعادة التصميم بناءً على مصالح رأس المال المهيمن والرأس المال العالمي والإمبريالية والرأسمالية، يتم بناء النظام السياسي في المنطقة من جديد.
لذلك، ومع إعادة تصميم خارطة المنطقة بناءً على مصالح الرأس المال العالمي المهيمن، يُحدد شكل جديد، وتنتشر أنظمة الدولة القومية الفاشية التي تحمي الوضع الراهن، ولأنَّ بنية الدولة أصبحت لا تخدم نظام رأس المال المهيمن القائم، فإنَّه يضر به، ولهذا السبب تنهار.
الآن، إحدى ركائز هذا الصراع هي إيرانن ينبغي تقييم التدخل في إيران في هذا السياق أيضاً، فالتدخل في إيران ليس تدخلاً من دولة لمجرد ادعائها "أنَّها تنتج أسلحة نووية" هذه مجرد ذرائع، لقد تدخلوا في العراق بالذريعة نفسها.
التدخل الرئيسي هو في النظام، إنَّه تدخل في النظام، في إيران، سيُعاد بناء النظام والدولة، هذا واضح، سيأتي دور تركيا، لأنَّ هذه الأنظمة، تُشكل عبئاً على النظام الإمبريالي العالمي المهيمن، وعائقاً، أمام رأس المال العالمين، هذا هو رؤيتهم.
بدأت من ليبيا، سوريا، العراق والآن إيران، لذا علينا أن ننظر إلى الأمر من منظور واسع، يُطلقون عليه "النظرة الكلية" هذه هي الحقيقة، إذاً، هذه الحرب هي حرب إعادة تصميم إيران من جديد.
حتى لو نجا هذا النظام من هذا التدخل، فلن يتمكن من الصمود طويلاً، لقد وصل إلى تلك المستوى، قد يصمد، لكنه سيكون ضعيفاً جداً، وسيستمر النظام ولكنه سيبقى في وضع ضعيف؛ وسيتغير بعد ذلك، وهذا الأمر أصبح حتمياً، سيتخذ النظام خطوات نحو التغير نتيجة ذلك، لذا، يُعد هذا هجوماً مباشراً على النظام الإيراني، وهو هجوم لتغيير النظام.
سيؤثر هذا على المنطقة بأكملها، لقد انضمت أمريكا رسمياً إلى الحرب. منذ البداية، كان هناك تدخل في الشرق الأوسط بقيادة أمريكا وإنجلترا وإسرائيل.
نتيجةً لهذا التدخل، يسعون إلى جعل إسرائيل القوة المهيمنة في المنطقة، وهي جوهر الحداثة الرأسمالية، يريدون ترسيخ إسرائيل كقوة مهيمنة في المنطقة، هذا بديهي، وبالتالي، سيزداد نفوذ إسرائيل على المنطقة بأسرها، وسيزداد نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والغرب في المنطقة أكثر فأكثر، وستُدمج جميع الدول والأنظمة السياسية في الشرق الأوسط في النظام العالمي، هذا هو الهدف" جذبهم إلى النظام" وهذا سيؤثر أيضاً على العراق.
العراق يعيش بالفعل حالة من الفوضى العارمة، ولم يتمكن من التحرر منها، ستتفاقم هذه الفوضى في العراق، وقد تندلع حرب أهلية، والوضع مشابه في المناطق الأخرى، إذا لم تُقيّم تركيا عملية "السلام والمجتمع الديمقراطي" تقييماً صحيحاً، وتتخذ خطوات ملموسة وعملية، فستتأثر تركيا بشدة بهذا الوضع، وفي الواقع، ستبدأ هذه العملية في تركيا أيضاً بعد إيران، ولهذا السبب تُعد هذه العملية مهمة.
كشفت هذه العملية أيضاً بأنَّ أنظمة الدولة القومية الاحتكارية والدينية والقومية تواجه في نهاية المطاف الدمار والفساد من هذا النوع، على سبيل المثال، طالَما رُفعت مطالب الحرية والديمقراطية والحقوق والعدالة في إيران، لم تكن "المرأة، الحياة، الحرية" مجرد انتفاضة كردية، ولم تكن مجرد انتفاضة المرأة، لقد دعمتها جميع المجتمعات والشعوب في إيران، وكذلك الجناح الإصلاحي داخل النظام، رُفعت مطالب الحرية، لم يستجيب النظام الإيراني لمطالبهم، بل قام بقمعهم، حاول تأديبهم بتنفيذ أحكان الإعدام، حاول كسر إرادتهم، وجعل المجتمع يستسلم، من خلال الضغط والعنف والسجن، أدى هذا إلى قدر كبير من الفساد، على سبيل المثال، غزا الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية إيران واحتلاها من الداخل.
كما بنوا ورش عمل داخل إيران، ونظموا عشرات الآلاف من الجواسيس، استقطبوا جواسيس من الداخل، واستقطبوا جواسيس من داخل الدولة، واستقطبوا جواسيس من داخل النظام، وسيطروا عليهم من الداخل، مثل "حصان طروادة".
هذا الكم الهائل من الفساد نتيجةٌ لهذه السياسة، لو أن إيران تبنت سياسة ديمقراطية، ونفّذت إصلاحات ديمقراطية جذرية، واستجابت لمطالب المرأة، ومطالب الكرد والبلوش وجميع الشعوب، ومطالب جميع شرائح وأطياف المجتمع، ونفّذت إصلاحات جذرية بحق، وأصبحت ديمقراطية، هل كان عشرات الآلاف من الجواسيس سيعملون ضد إيران؟ هل كانوا سيُعادون؟ هل كان الموساد، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، التركية - وجميع أنواع الاستخبارات - سيتمكنون من غزو البلاد من الداخل؟ هل كانوا سيتمكنون من السيطرة عليها؟
كانت الحرب الأساسية هي الحرب الأهلية، حيث نُفذت العديد من التفجيرات من الداخل، بالطبع، هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية والأمريكية، لكن العديد من الاغتيالات نُفذت من الداخل، بدءاً من الحرس الثوري، تم القضاء على الكوادر الأيديولوجية للنظام وإمحائها.
هنا أودّ أن ألفت انتباهاً خاصاً إلى تركيا" تركيا، الدولة القومية، التي تمتلك النظام الحاكم الأكثر استبداداً وفاشيةً وعنصريةً في المنطقة، يجب أن تتحمل عواقبه، بل عواقب وخيمة للغاية.
على سبيل المثال، نشهد الآن حالة انحطاط خطيرة للغاية، لذلك، لا يحدث شيء كبير، حسناً، أنَّ المجتمع صامت في وجه هذه الهجمات الآن، لأنَّ هناك تقليداً راسخاً، بل ثقافة معادية للغرب، هنالك معارضة واسعة النطاق اتجاه الغرب في إيران، لكن هذا لا يعني أنها ستستمر على هذا النحو بشكل دائم، لقد خلق هذا النظام استياءً وغضباً كبيرين في المجتمع، لذلك، من الصعب الصمود، وحتى لو استمر، فمن الغير ممكن البقاء طويلاً.
الموقف الكردي
في مواجهة هذا الوضع أعلن الكرد عن موقفهم، وبالطبع، سيعتمدون على قوتهم الذاتية، وتنظيمهم الذاتي والحماية الذاتية، لا يمكن للكرد ضمان وحماية وجودهم وحريتهم بالاعتماد على قوة أخرى والثقة بهم والاستمرار في الاعتماد عليهم.
دعوني أؤكد هذا أولاً، وهذا مهم للغاية، استراتيجية نضال الكرد واضحة، إنَّها استراتيجية الأمة الديمقراطية، أنَّ الكرد لديهم فهم ومشروع للعيش المشترك مع جميع الشعوب.
ولذلك، فقد ورد هذا بوضوح في بيانات وأدبيات حزب الحياة الحرة الكردستاني، نحن نخوض النضال بهذه الاستراتيجية، لذلك، نسعى إلى تطوير النضال المشترك، التنظيم المشترك والدفاع الذاتي المشترك مع جميع الشعوب الإيرانية والشعب الكردستاني، بهذه الطريقة فقط يمكنهم حماية أنفسهم وضمان وجودهم وحريتهم، هذا أمر بالغ الأهمية.
الكرد، بلا شك، قوة مهمة واستراتيجية في هذه المنطقة، كلما زاد تنظيم الكرد، كلما عزَّز نضالهم المنظم، وإيمانهم بقوتهم الذاتية ونضالهم في هذا العالم، وفي هذه المنطقة، للكرد أيضاً الحق في السياسة، الحق في الدبلوماسية، أنَّهم يمارسون السياسة ويمارسون الدبلوماسية، ويقيمون علاقات استراتيجية ويبنون التحالفات، ويبنون علاقات تكتيكية مع الشعب والمجتمع المدني، ويحاولون الاستفادة منها، بمعنى آخر، يُقيّمون هذا الوضع؛ كيف يُقيّمونه لأنفسهم، وللمجتمع؟ يستفيدون منه، ويركزون عليه، ويخططون بناءً على ذلك، ويضعون سياسات ويتخذون خطوات عملية وملموسة، وينظمون أنفسهم، إنَّهم يفعلون ذلك.
من وجهة نظرنا، هناك استعدادات واضحة في هذا الشأن، ومشاركتهم فيه أيضاً، ما دامت أي قوة لا تهاجمهم، فلن يهاجموا، بل سيدافعون عن أنفسهم، ويحاولون الحفاظ على وجودهم وحريتهم، ويضمنون سلامتهم، لكن أي قوة تُهاجمهم، سيردون عليها بحزم وسيخوضون مقاومة عظيمة، هذا هو المفهوم الأساسي لنضال الكرد، وقد رأينا من نهج وتصريحات الكرد في شرق كردستان، أنَّ نهجهم هو أيضاً كذلك، وهذا واضح، الوحدة الوطنية بالغة الأهمية في شرق كردستان، وهو أمر ينطبق أيضاً على كردستان عموماً، من الضروري جداً العمل معاً لتطوير هذه العملية وإدارتها بسياسة وفهم ونهج مشتركين.
وقد وجهت منظمات شرقية دعواتٍ عديدة بهذا الشأن، لا ينبغي أن تبقى هذه الدعوة مجرد دعوة أو كلام، بل يجب تطبيقها عملياً، كما يجب أن يبرز موقف وممارسة مشتركان للوحدة الوطنية بين المنظمات الكردية، وهذا مهمٌ أيضاً، وسيكون لهذا أثرٌ بالغٌ في تفوق الكرد ونجاحهم، وينطبق على جميع الكرد في هذه العملية، تُعد الوحدة الوطنية للكرد مهم للغاية، والموقف الوطني بالغ الأهمية، وهذا سيعود بالنفع الكبير على الكرد، يجب بذل الجهود في كل مكان بشأن هذه القضية.
لقد تم إنجاز بعض الأعمال، وهو أمر ذو قيمة كبيرة، في الفترة الأخيرة، قبل أيام قليلة، عُقد مؤتمر حول الوحدة الوطنية للمرأة الكردية، إنَّه عمل مهم للغاية، وقد تم إنجازه في أماكن أخرى من قبل، تُعقد ورش عمل واجتماعات مختلفة في العديد من الأماكن، عُقد العمل الوطني للكرد في قامشلو، يجب أن نطور هذه الأعمال والأنشطة في كل مكان، وفي كل جزء من أجزاء كردستان، ونحولها إلى وحدة وطنية كردية عامة ومؤتمر، هذه عملية تاريخية، يجب على الكرد الترحيب بهذا من خلال تطوير وحدتهم الوطنية وتحقيق مكتسبات كبيرة من هذا.
النضال ضد تعاطي المخدرات والنهب الطبيعي
هناك نهب كبير في كردستان، وهناك نهب طبيعي، هناك إبادة ضد الطبيعة، يتم تطوير هذا في كردستان كجزء من سياسات الإبادة الجماعية، إنَّه موجود في كل مكان في تركيا، هذا منتشر بشكل خاص في كردستان، هناك أيضاً صراع حول هذه القضية، يتم تطوير بعض ردود الفعل في كل مكان، ضد التعدين ومحطات الطاقة الكهرومائية والسدود والنهب الطبيعي...
لقد بدأوا الآن في حفر الآبار في أماكن عديدة، إنَّهم يستخرجون النفط والغاز ويستخرجون الغاز الصخري، لم يتركوا الجغرافيا، ولم يتركوا الطبيعة، هناك مثل هذه الإبادة، هنالك ردود أفعال ضعيفة، يجب أن يقدموا ردود أفعال قوية، يجب أن يناضلوا هذه الإبادة الجماعية الطبيعية في كل مكان بفهم الحماية الذاتية، إنَّهم يناضلون بقوة في ديرسم وبوطان وسرحد وفي كل مكان، يتم ممارسة نفس هذه السياسات أيضاً في الإطار الاجتماعي، إنَّها تجارة المخدرات والدعارة والتجسس.
نحن دائماً نناقش السياسة، ولكن في المشاكل الاجتماعية هناك حالات يمكن أن نسميها بالغرغرينا، هناك هجوم عن طريق سياسة الحرب الخاصة بشكل كبير، حيث يتم تدمير المجتمع واقتلاع جذوره، يتم تنفيذ هذا كجزء من سياسات الإبادة الثقافية والإبادة الاجتماعية كسياسات الحرب الخاصة، يوجد الآن موقف من الوعي والحساسية والتنظيم والحماية الذاتية في هذه المسألة، لكنه مجزأ ومشتت وضعيف، إنَّه بحاجة إلى التعزيز، على سبيل المثال، نُظمت مسيرات ضد تعاطي المخدرات في عدة أماكن، وهذا له معنىً كبير.
لكن من الضروري تعزيز هذا الشعور، ونشره في جميع أنحاء كردستان، وفي تركيا، وجعله نضالاً اجتماعياً موحداً ونضالاً للحماية الذاتية، على سبيل المثال، هناك عنفٌ مريع ضد المرأة، أليس كذلك؟ هناك عنفٌ متعدد الأوجه، في مواجهة هذا، يُعدّ دفاع المرأة عن نفسها أمراً بالغ الأهمية.
نضال المرأة المنظم مهمٌ للغاية، نضال المرأة الموحد مهمٌ للغاية، بعبارة أخرى، يجب الارتقاء بجميع هذه النضالات إلى حالة نضال موحد وشامل، إلى حالة الحماية الذاتية، وعلى هذا الأساس، يجب الخضوع في نضال واعٍ ومنظم، هذا وحده كفيلٌ بهزيمة هجمات الحرب الخاصة وإضعاف تأثيرها.
التثقيف مهم جداً، وفي هذا الصدد، فإنَّ توعية المجتمع وتثقيفه، بما في ذلك الأطفال والشبيبة الثورية والمرأة وتنظيمهم أمرٌ مهمٌ للغاية، من الضروري تنسيق التنظيم مع التعليم واقترانه به وكذلك الأنشطة، يجب القيام بذلك بقوة أكبر، العمل الحالي قيم للغاية، في الواقع، يتم مباركته وتقيمه، ولكن من الضروري تنظيمه وتنفيذه بقوة أكبر.
العملية الفدائية للرفيقة زيلان
استذكر الرفيقة زيلان بكل احترام ومحبة وامتنان، إنَّ خط الرفيقة زيلان للنضال من أجل حرية المرأة هو خط الحرية ومانيفستو الحرية، تعرفت على شغف الرفيقة زيلان بالحرية والبحث عن الحرية وموقفها وتضحيتها وإخلاصها وموقفها من الحياة عن كثب، كانت شخصية الرفيقة زيلان مخططة ومنضبطة، وكانت تركز على هدفها وكانت مصرة حتى النهاية، في الواقع، كانت طريقة فهمها لحقيقة القيادة خالية من العيوب، وكانت ولائها للقائد لا حدود لها، إنَّ فهمها الحقيقي للقائد ومشاركتها وتنفيذها خالية من العيوب والنواقص ، وينبغي على جميع الرفيقات وشعبنا ومجتمعنا وجميع أولئك الذين يناضلون من أجل الحرية السير على هذا الخط و الاعتماد عليه.
يجب أن نقود النضال من أجل السلام والمجتمع الديمقراطي على هذا الخط بكل عزم وإصرار وتواق للحرية وبمشاركة عالية في حقيقة القيادة وبمشاركة حقيقية وبكل إخلاص وأن نحقق النصر بكل تأكيد، إنَّ الولاء والإخلاص الحقيقي للرفيقة زيلان وأن نكون جديرين لها مرتبطان بهذا، وأنَّ الطريق إلى ذلك يمر عبَّر هذا.
لقد قدمنا بالعديد من الشهداء العظماء خلال هذا الشهر، كما خاضوا نضالاً عظيماً على خط زيلان وقاوموا واستشهدوا ببسالة، الرفيقة سيما يوجي، الرفيقة فيليز يرليكايا (كولان)، الرفيقة بيريفان زيلان، الرفيقة رابرين آمد، الرفيقة ليلى وان، الرفيقة خانم يافركايا في السنوات الأولى من نضالنا، على خط الرفيقة زيلان، ناضلوا بهذه الروح والإيمان واستشهدوا ببسالة، رفاقٌ اتسم شغفهم وإخلاصهم للحرية، ومطالبهم وعزمهم على النضال، بقوة.
وفي هذا الشهر أيضاً، استشهد رفاقنا من الرجال ببسالة، كان الرفيق هلمت (ديار غريب) عضواً في مجلس قيادة منظومة المجتمع الكردستاني، عملنا معاً لسنوات طويلة، كان رفيقاً جديراً ، كان فهمه للقيادة عميقاً جداً، كانت مشاعره الوطنية عميقة جداً، كان من أبناء كردستان، كان رفيقاً صادقاً ونقياً، استذكره أيضاً بكل احترام ومحبة وامتنان.
كان رمزاً للوحدة الوطنية لكردستان، ينبغي أن يتطور العمل من أجل الوحدة الوطنية على خطى الدكتور شرفانان، هيلمتان وفيانان.
هذا مهمٌّ جدًّا، استشهد الرفيق فاضل بوطان أيضاً هذا الشهر، الرفيق علي بلنك والرفيق فرحات سبي من بين شهداء هذا الشهر، أستذكرهم جميعاً بكل احترام ومحبة وامتنان، أستذكر جميع هؤلاء الرفاق، وفي شخصهم جميع شهداء الثورة والحرية، باحترام ومحبة كبيرين، وسنعمل بكل قوتنا وطاقاتنا حتى آخر نفس لكي نصل نضالهم إلى النصر، سنناضل وسننتصر حتماً.