باتت مدينة لا شابيل أحدث المناطق التي تمكنت العصابات الإجرامية المتحالفة من السيطرة عليها في دولة هايتي، وأحرق المسلحون مراكز الشرطة وأحكموا سيطرتهم على المكان بإقامة حواجز لمنع الشرطة من الدخول.
وتقع لا شابيل، في مقاطعة أرتيبونيت في العاصمة بورت أو برنس، وأصبحت أحدث منطقة تُضاف إلى القائمة المتنامية لأكثر من 28 منطقة خاضعة لسيطرة العصابات في جميع أنحاء هايتي بحلول عام 2025، وفقا لصحيفة هايتي تايمز.
وبدأت في ساعات مبكرة من الصباح، العصابات تحت قيادة الزعيم الأبرز وراء التمرد المسلح المستمر في هايتي، جيمي شيريزير، المعروف باسم "الشواء"، في تنفيذ هجوم واسع النطاق على المدينة، حيث قام الجناة بتطويق مداخل ومخارج المدينة بسرعة لمنع وصول التعزيزات.
وقام أفراد العصابات بإشعال النيران في مركز الشرطة، بما في ذلك وحدات من وحدة مكافحة العصابات التكتيكية، ما أجبر الضباط على التراجع، وسقطت المدينة بأكملها في يد العصابات، بل ويزدادون قوة يومًا بعد يوم.
وكانت السلطات قد تلقت تحذيرات منذ 19 يونيو من استهداف العصابات لـ "لا شابيل"، ورغم ذلك لم تتخذ أي إجراءات استباقية، ومع وصول التعزيزات كانت العديد من المنازل قد تم تدميرها، ولم يعد هناك أي منفذ لاقتحام المدينة.
وحذر مسؤولون أن البلدات المجاورة لا تزال معرضة للخطر، وخاصة تلك التي تشهد تواجدًا للشرطة، حيث تسعى العصابات إلى القضاء على أي مقاومة متبقية من قوات إنفاذ القانون، وقام المسلحون بتحصين المدن بحواجز، ويتجولون علانية في الأماكن العامة.
وتحاول الشرطة قد استطاعتها تنفيذ تدابير مضادة، تشمل عمليات تفتيش منهجية عند نقاط التفتيش الرئيسية، ونشر طائرات استطلاع بدون طيار، وإغلاق الطرق الخلفية التي تستخدمها الجماعات المسلحة لاختراق المنطقة.
وتشهد البلديات في جميع أنحاء هايتي اضطرابات مماثلة، على سبيل المثال، ومع استمرار انتشار عنف العصابات دون رادع، يضطر العديد من الهايتيين إما إلى الفرار أو تنظيم المقاومة الشعبية، لملء الفراغ الذي خلفته الدولة الغائبة.
ومنذ اغتيال رئيس البلاد جوفينيل مويس على يد مجموعة من المسلحين في مقر إقامته 7 يوليو 2021، أطلق تحالف غير مسبوق بين العصابات المتحاربة في هايتي سلسلة من الهجمات الضخمة والمنسقة على المؤسسات الحكومية ومراكز الشرطة والقصر الرئاسي، وتم تحرير آلاف السجناء.
وسيطرت العصابات على غالبية مدن العاصمة بورت أو برنس، والمناطق المحيطة بها، ودخلت البلاد في حالة من الذعر، حيث باتت الشوارع مهجورة واحترقت عشرات المنازل وسقط مئات الضحايا، وعزل بورت أو برنس عن العالم الخارجي.
وسعى مجلس الأمن إلى كسر القبضة الخانقة التي تفرضها العصابات، عن طريق تولى ألف ضابط شرطة من كينيا زمام المبادرة على الأرض، ووصلت بالفعل فرق من قوات الشرطة الكينية إلى هايتي، لمساعدة الشرطة الوطنية.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم