أطلقت المبادرة العربية لحرية عبدالله أوجلان، بالتعاون مع نخبة من المثقفين والمفكرين العرب، بيانًا إنسانيًا وسياسيًا تطالب فيه بالإفراج الفوري عن عبدالله أوجلان، المعتقل في جزيرة إمرالي التركية منذ أكثر من ستة وعشرين عامًا، معتبرة استمرار عزله خنقًا متعمدًا لصوت يمكن أن يُسهم في إنقاذ الشرق الأوسط من دوامة الصراع والانقسام.
وجاء في البيان أن أوجلان، رغم سنوات العزلة، ما زال يحمل مشروعًا حضاريًا متكاملًا هو "الأمة الديمقراطية"، الذي يُعد نموذجًا للتعايش العادل بين المكونات العرقية والدينية والمذهبية في المنطقة، ومقاربة بديلة للدولة الاستبدادية التقليدية.
وأكد الموقعون على أن احتجاز أوجلان لا يعد فقط انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان، بل هو أيضًا إقصاء متعمد لصوت يمكنه المساهمة في مفاوضات السلام وإعادة الحقوق للشعب الكردي، مشيرين إلى نجاح تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا المستلهمة من فكره، كنموذج بديل لبناء مجتمع إنساني ديمقراطي.
ودعت "المبادرة" المثقفين والكتاب والناشطين العرب إلى الانضمام إلى الحملة العالمية المطالبة برفع العزلة عن أوجلان تحت شعار: "أريد أن ألتقي بأوجلان"، والتوقيع على البيان تأكيدًا لدعم حقه في إيصال صوته والانخراط في مسار تفاوضي يُنهي عقودًا من النزاعات ويؤسس لمستقبل مشترك بين العرب والكرد.
وشملت قائمة الموقعين عددًا كبيرًا من الشخصيات السياسية والفكرية من مصر، وفلسطين، والسودان، والعراق، ولبنان، وتونس، وسوريا، واليمن، والأردن، من بينهم رؤساء وقيادات حزبية لعشرة أحزاب عربية، أكاديميون، سفراء، وشخصيات إعلامية وحقوقية بارزة.
وختم البيان بالتأكيد على أن حرية عبد الله أوجلان تمثل أحد الشروط الأساسية لبناء شرق أوسط جديد قائم على المصالحة والتعايش والكرامة، بعيدًا عن الإقصاء والغطرسة.
وجاء نص البيان على الشكل التالي:
بيان "المبادرة" ونخب فكرية عربية
عبد الله أوجلان... صوت السلام في زمن العزلة
في لحظةٍ تتراكم فيها الهزائم والخذلان، ويترنح فيها الشرق بين أتون الحروب ومستنقعات الاستبداد، نرفع نحن، في "المبادرة" ومعنا ثلّة من المثقفين والنخب الفكرية العربية، نداءً يتجاوز المواقف السياسية إلى المقام الأخلاقي والضمير الإنساني:
افتحوا بوابة إمرالي، وأفرجوا عن صوت لم ينكسر، رغم ربع قرن من العزلة.
القائد عبد الله أوجلان، المفكر والمناضل الذي سُجن منذ أكثر من ستة وعشرين عامًا، لا يزال يحمل مفتاحًا يمكنه أن يغلق باب الحرب، ويفتح أفق المصالحة، ليس فقط بين الكرد والنظام السياسي التركي، بل بين الكرد وكل شعوب المنطقة التي أنهكتها الانقسامات القومية والدينية والمذهبية.
لقد أنتج أوجلان، في قلب العزلة، مشروعًا حضاريًا متكاملًا: "الأمة الديمقراطية"، بوصفه صيغة جديدة للتعايش بين المكونات، تتجاوز الحدود المصطنعة التي رسمتها خرائط الدم، وتنفتح على مفهوم الدولة المجتمعية، حيث تتحرر السلطة من منطق الهيمنة، وتنخرط في خدمة الإنسان – كل إنسان.
إننا نرى أن استمرار احتجاز أوجلان، ومنعه من إيصال صوته وأفكاره، لا يُعد فقط انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان، بل هو أيضًا خنقٌ متعمد لصوتٍ يمكنه أن يُخرج الشرق الأوسط من دوامة الخراب.
إن إقصاء أوجلان عن الميدان السياسي في لحظة تحتاج فيها شعوب المنطقة إلى حكمته وتجربته، هو إمعان في صناعة اللاسلم.
نحن لا نطلب امتيازًا، ولا نطلق شعارات عاطفية. نحن نطالب بحقٍ إنساني وسياسي وأخلاقي:
أن يُتاح لأوجلان، القائد والمفكر، أن يلتقي بشعبه ومحبيه ونشطاء السلام،
وأن يُمنح الحرية اللازمة ليقود مشروعًا تفاوضيًا يعيد للكرد حقوقهم، ويضع تركيا والمنطقة على سكة السلام الحقيقي.
لقد أثبتت تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، المستلهمة من فكر أوجلان، أنها ليست مشروعًا كرديًا فحسب، بل نموذجًا إنسانيًا أصيلًا في كيفية بناء مجتمع يرفض الفوقية العرقية والتمييز الجندري والهيمنة الدينية. إنها مشروع حياة في مواجهة مشروع الإبادة.
إن نداءنا هذا، يتكامل مع الحملات الدولية النبيلة التي أطلقتها قوى يسارية وتقدمية حول العالم، تحت شعار:
"أريد أن ألتقي بأوجلان"
وندعو من موقعنا كعرب يؤمنون بوحدة نضالات الشعوب، إلى الانخراط في هذه الحملة،
وتحويلها إلى حركة ضغط دولية تكسر جدران العزل وتعيد الكلمة لصاحبها.
عبد الله أوجلان ليس سجينًا شخصيًا، بل رمز لقضيةٍ عادلة وصوتٌ بديل في زمن الأصوات المذبوحة.
وإن حريته اليوم، هي أحد شروط صناعة مستقبل عربي ـ كردي مشترك، يقوم على المصالحة والكرامة والتعايش، لا على الإقصاء والقهر.
نطالب بالإفراج الفوري عن القائد أوجلان،
ونعلن دعمنا الكامل لحقه في اللقاء مع وفود ثقافية وفكرية، عربية ودولية،
للخوض في رؤيته لمستقبل السلام، ولقيادة مفاوضات تنهي عقودًا من الدم وتؤسس لأفق جديد من الحياة المشتركة.
دعوة للتوقيع
ندعو المثقفين والكتّاب والأكاديميين والناشطين العرب إلى توقيع هذا البيان والانضمام إلى الحملة الداعية إلى حرية القائد عبد الله أوجلان، دعمًا لمسارٍ سلميّ عادل،
ولإعلاء صوت الحكمة في زمن الغطرسة.
للتواصل وتأكيد التوقيع:
[[email protected]] (مثال)
أو عبر صفحة "المبادرة" الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي
الموقعون حتى الآن:
12-6-2025
أصداء المرأة
من زوايا العالم