أثارت مشاهد لمتظاهرين يلوّحون بالأعلام المكسيكية خلال احتجاجات في مدينة لوس أنجلوس الأميركية جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما في الأوساط المحافظة، التي رأت في رفع تلك الأعلام "دليلاً على انعدام الوطنية"، وذلك في سياق المظاهرات الرافضة لحملات الترحيل التي تنفذها السلطات الفيدرالية.
ورغم الانتقادات، أكد العديد من المتظاهرين أنهم لن يتخلوا عن أعلامهم، معتبرين أن العلم المكسيكي بالنسبة لهم رمز للهوية الثقافية وتعبير عن التحدي في مواجهة سياسات الرئيس دونالد ترامب، وليس دليلا على الولاء لدولة أجنبية، وفقا لنيويورك تايمز.
وقالت بوني غارسيا، وهي مواطنة أميركية من أصل غواتيمالي ومكسيكي: "أنا فخورة بجذوري، وأرفض أن تُمحى هويتنا الثقافية من المشهد العام". وأشارت إلى أنها اختارت رفع أعلام تعكس أصل والديها بدلا من العلم الأميركي.
من جهتها، دعت لورينا غونزاليس، رئيسة اتحاد نقابات العمال في كاليفورنيا، إلى التوازن، حيث وزعت أعلاما أميركية خلال مظاهرة، مشددة على أهمية "استعادة العلم الوطني من التيارات المتطرفة".
ورغم الدعوات لاستخدام الرموز الأميركية فقط، يرى مراقبون أن الأعلام المكسيكية باتت جزءا من المشهد الثقافي في كاليفورنيا، التي يشكّل ذوو الأصول اللاتينية نحو نصف سكانها.
لكن سياسيين ومحللين حذروا من أن المشهد قد يُستخدم سياسيا لصالح التيارات المناهضة للهجرة، كما حدث خلال معركة "المقترح 187" في تسعينيات القرن الماضي، حين استُخدمت صور مشابهة لدفع أجندات معادية للمهاجرين.
ووسط هذا الجدل، يتمسك كثير من المتظاهرين بحقهم في التعبير عن هويتهم، حتى إن تعارض ذلك مع الحسابات السياسية، في وقت تزداد فيه حدة النقاشات حول الهجرة والانتماء في الولايات المتحدة.
أصداء المرأة
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم