شاركت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) بسي هوزات في "البرنامج الخاص" على قناة مديا خبر، مقيمةً الأحداث الراهنة، وجاء في المقابلة التي أجرتها قناة مديا خبر مع بسي هوزات ما يلي:
في شهر أيار، تم الإعلان عن استشهاد الرفيقين علي حيدر كايتان ورضا آلتون، ما الذي تودون قوله في شخص هذين الرفيقين؟
بداية وقبل كل شيء، استذكر جميع شهداء شهر أيار في شخص الرفيق حقي قرار وشهداء الثورة والحرية بكل احترام وامتنان، حيث يُعد شهر أيار شهر الشهداء، وقد أخذ اسمه من استشهاد الرفيق حقي قرار، وقد كان الرفيق حقي قرار رفيق الدرب الأول للقائد آبو، وهو أحد الرفاق الذين كانت صفاته القيادية في الطليعة وكان أفضل من يفهم القائد آبو، كما وصف القائد آبو أيضاً الرفيق حقي قرار بأنه بعبارة ”روحي المخفية“، ومن هذا المنطلق، فقد تم تطوير الحزبية إحياءً لذكرى الرفيق حقي قرار ووصل النضال إلى هذا المستوى بالمسير في خطه، وفي الواقع، فإنه يحظى بمكانة مختلفة جداً في تاريخنا النضالي، وبالطبع، استشهد في اليوم نفسه، 18 أيار، إبراهيم كايباككايا، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى استشهاده، لقد قام بمقاومة عظيمة في سجن آمد حيث تعرض للقتل بطريقة بوحشية وارتقى إلى مرتبة الشهادة، ومن هذا المنطلق، استذكر مرة أخرى بكل احترام وامتنان جميع شهداء الثورة في كردستان، وتركيا والعالم في شخص الرفيق حقي قرار وإبراهيم كايباككايا.
وفي المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، تم الإعلان عن استشهاد الرفيقين فؤاد ورضا، حيث يُعتبر هذين الرفيقان أيضاً من الرفاق الأوائل للقائد آبو، فهما من الباحثين العظماء عن الحقيقة والمسافرون في دربها والحقيقة نفسها، فقد بذلا جهداً كبيراً جداً في خوض النضال، وخلقا قيماً عظيمة، في الواقع، لقد أحرز النضال في خط هذين الرفيقين تطورات كبيرة جداً، فكما عبّر عنها القائد آبو بالقول، سيكون الرفيقان القوة الملهمة للعملية الجديدة ولعملية ’السلام والمجتمع الديمقراطي‘ ولاشتراكية المجتمع الديمقراطي، وسيتكلل هذا النضال حتماً بالنجاح على خط الرفيقين، وسوف نحقق بالتأكيد الأحلام العظيمة لهذين الرفيقين من خلال تحقيق اشتراكية المجتمع الديمقراطي، وسنكون أوفياء ومخلصين لأحلامهم وذكرياتهم وتطلعاتهم، وهذا ما أردتُ عن أعبّر عنه.
بطبيعة الحال، لقد استقبل شعبنا هذا الإعلان بترحاب شديد، كانت هناك مراسم استذكارضخمة في كردستان وجميع أنحاء كردستان وخارج الوطن، وتطورت المشاركات الجماهيرية الحاشدة، واستذكرهما أبناء شعبنا بكل احترام ومحبة وامتنان، كان ذلك ذا مغزى كبير، كما رأينا أيضاً في مراسم الاستذكار أنه كان لرفيقينا مكانة مرموقة في قلوب شعبنا، حيث أدرك شعبنا جيداً لما تعنيه القيم التي صنعها رفيقانا لشعبنا وللإنسانية، لقد عبروا عن ذلك بطريقة جيدة للغاية، وبعد مراسم الاستذكار، أدلت عائلتا رفيقينا ببيان احتفاءً وتحيةً بهذه المشاركة من شعبنا، وأعربوا عن شكرهم في هذا الصدد، حيث كان البيان الذي تم الإدلاء به وكذلك رسالة التحية التي ألقيت باسم العائلتين ذات مغزى كبير ومحتوى كبير.
واستشهد الرفيق فؤاد في 3 تموز 2018، حيث استشهد في غارة جوية أثناء قيامه بالتدريب في أكاديمية التدريب، فقد استشهد مع مجموعة من الرفاق، ويُعتبر أحد الرفاق الأوائل لقائدنا، وله في الواقع جهد كبير جداً في النضال، والرفيق فؤاد يُجسّد ضمير الإنسانية والشعب الكردي، ويمكن للكرء أن يعبّر عنه على هذا النحو، إنه حقاً هو الحقيقة بعينها، بهذا المعنى، كيف يمكن للمرء أن يتحدث عن الرفيق فؤاد؟ لقد كان غصبه شديداً في مواجهة الخطأ والتصرف السيء، كان حبه عميقاً جداً للخير والصواب والجمال، وكنا نقول في مواجهة كل مستجدّ: ’يا ترى كيف كان يفكر الرفيق فؤاد، وكيف كان يقيّم؟‘،أي أننا كنا دائماً نهتم بتقييماته وآرائه، وكنا نفتقده، وكان صديقاً يُسعى إليه دائماً، كان روحاً معنوية عظيمة، وطاقة حياة وقوة في أصعب الأوقات، بهذا المعنى، كان وعياً، ومعنىً، كان حقاً قوة الحياة، وقوة المعنى، كان له مكانة مختلفة تماماً في تاريخنا النضالي، حيث هناك بعض الشهادات لا يمكن تعويضها حقاً، وهذين الرفيقين هما كذلك، ومن هذا المنطلق، علينا أن نعمل بجد ونناضل بجد لتحقيق ذكريات وتطلعات هذين الرفيقين، وبهذه الطريقة فقط يمكننا أن نعبّر عن ولائنا وإخلاصنا لهما، وعن رفاقيتنا الحقيقة، والرفيق رضا أيضاً كان رفيقاً قيّماً للغاية، كان حقاً ماهراً وسريع البديهة، كان يقرأ دائماً ما بين السطور، وكان يرى ما لا يراه الآخرون؛ كان رفيقاً ذكياً للغاية، وعبقرياً، كانت قدرته على التنظيم، وقوة تأثيره عالية جداً، وكانت قدرته على الإقناع متطورة للغاية، كان رفيقاً يعرف كيف يمنح المعنويات ويحفز ويعبئ في جميع الظروف والأحوال، فيما يخص الرفيقين فؤاد ورضا، كانت مستوياتهما الفكرية والأيديولوجية والتنظيمية عميقة جداً، وبهذا المعنى، فقد قاما بتدريب الكثير من الرفاق والرفيقات، وحقيقةً، لقد خلقا قيماً عظيمة بالمعنى العميق، وسنظل مخلصين لذكراهما وسنناضل حتماً من أجل تحقيق أحلامهما وأهدافهما، كما قام العديد من الرفاق والرفيقات بتقييمات ذات مغزى كبير، لقد عبّر جميع الرفاق والرفيقات عن تلك التقييمات بشكل جيد جدًا، وهي على هذا النحو.
واستذكرنا أيضاً في المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني سري سُريا أوندر بكل احترام وامتنان، وكما تعلمون فقد تُوفي في 3 آيار الجاري، لقد كان هو أيضاً إنساناً قيّماً للغاية، فقد كان شخصاً يؤمن بأخوة الشعوب على أساس الحرية والمساواة وضحى بحياته في سبيل هذه القضية، لقد كان حقًا مضحّياً ورائداً لعملية السلام والمجتمع الديمقراطي، كان لديه جهداً عظيماً، وأودُ أن استذكره مرة أخرى بكل احترام وامتنان.
في الفترة ما بين 5 و7 أيار، عقد حزب العمال الكردستاني مؤتمره الثاني عشر، وتم الإدلاء ببيان باسم المؤتمر، ومما لا شك فيه، كانت كلها قرارات في غاية الأهمية، وجرى الإفصاح عن القرارات، ولكن كان هناك قرار على وجه الخصوص موضع نقاش كبير، قرار حلّ حزب العمال الكردستاني وإنهاء الكفاح المسلح، كيف تقيّمون ظروف انعقاد مؤتمر حزب العمال الكردستاني؟ وكيف تقيّمون العملية بعد إعلان المؤتمر؟
مع حلول عام 2025، كانت هناك تطورات بدأت بالفعل في نهاية عام 2024، واستمرت هذه التطورات في عام 2025، وقد دخلنا حقاً في خضم عملية تاريخية للغاية، حيث اشتدت حدة الحرب العالمية الثالثة في المنطقة، وفي الشرق الأوسط، وطُرحت مسألة إعادة ترتيب المنطقة على جدول الأعمال بشكل جدي للغاية، بالطبع، لا يمكننا تقييم العملية بمعزل عن هذه التطورات، ولا يمكننا أن نتعامل مع مستوى الحرب العالمية الثالثة، والتطورات في العالم والمنطقة، والحرب والصراع والتناقض بين القوى المهيمنة، والصراعات مع قوى الأمر الواقع في المنطقة ونضال الشعوب، وبهذا المعنى، تمر الحداثة الرأسمالية بأزمة عميقة للغاية، فالنظام يتعرض للاهتزاز، وبهذا المعنى، فإن النظام في طور إعادة تصميم وترتيب نفسه من جديد، ويجري تطوير هذا التصميم من خلال المنطقة، ففي المستوى الحالي، يتم إعادة تصميم وترتيب التوازنات والنظام السياسي للقرن الحادي والعشرين، وفي هذا السياق، يتم العمل على تصميم وترتيب المنطقة أيضاً على أساس أمن إسرائيل ومصالحها، وتتحول إسرائيل تدريجياً إلى القوة المهيمنة الرئيسية في المنطقة، ويتزايد نفوذها على المنطقة بأسرها، ويتحقق ذلك بدعم جدي من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والدول الغربية، وهذه الأحداث والتطورات تعني الكرد بشكل مباشر أيضاً، لأن الكرد هم أيضاً في قلب هذا التصميم والترتيب، فهم في قلب هذه التطورات والحرب، فكل هذه القوى، وعل رأسهم إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لديها حسابات ومخططات جدية حول الكرد، حيث أنهم يريدون في هذا الترتيب، اتباع سياسة وتنفيذ استراتيجية من شأنها أن تعطي مكاناة للكرد على أساس مصالحهم الخاصة، وعلى أساس مراعاة أمن إسرائيل، كل هذه التطورات، بطبيعة الحال، أثرت بشكل جاد على الدولة التركية وأخافتها، حيث سببت قلقاً شديداً جداً، خاصة بين دائرة من دوائر الدولة التي تعيش مشكلة ديمومة الدولة، لأن النضال التحرري الذي استمر 52 عاماً قد خلق قيماً عظيمة، وأوجد قيماً مهمة جداً للإنسانية ولجميع الشعوب في كل أرجاء كردستان والمنطقة، وعلى الرغم من كل الهجمات، وعلى الرغم من كل الهجمات وحرب الإبادة التي شنتها الدولة التركية، لم يكن بالإمكان تصفية حركة التحرر، فقد باءت خطط الإبادة بالفشل، وبهذا المعنى، كانت الدولة التركية قد تلقت ضربة قوية للغاية، وكانت الحركة صامدة، وإلى جانب هذه التطورات، فإن الموقف الصامد للحركة، عمّق من حالة القلق وزاد من المخاوف، وأدت كل هذه التطورات بالطبع إلى إقامة حوار مع القائد آبو مرة أخرى، وبعد أن أجى وفد الدولة الحوار مع القائد آبو في إمرالي، أولى القائد آبو قيمة لذلك، فقد كانت هناك دعوات أطلقها دولت بهجلي، كما يعبر دولت بهجلي عن عقلية الدولة، إذ إن سياسة الإنكار والإبادة المستمرة منذ مئة عام تتجسّد في خط دولت بهجلي، وقد جاءت الدعوة من مثل هذا الشخص، وهو في الواقع ليس مجرد شخص واحد، بل يمثل عقل الدولة منذ مائة عام، ويمثل الفلسفة التأسيسية والأيديولوجية الرسمية للدولة، وبدوره، وجد القائد أن توجيه دعوة من دائرة كهذه أمر مهم، واستجاب لهذه الدعوة.
هناك حسابات وخطط كثيرة اتجاه الكرد، حيث الجميع يتبع سياسة واستراتيجية مبنية على مصالحه الخاصة، ومن المؤكد أنَّ القيادة لا يريد أن تستخدم هذه القيم التي خلقتها هذه القوى ضد الشعوب على الشعب الكردي، القائد آبو هو حقاً أنسانٌ وطنيٌ عظيمٌ لأجل كردستان وتركيا، فهو يعمل ويتعامل على أساس مصالح الشعوب وحرياتها، وعلى أساس إرساء الديمقراطية في المنطقة وتركيا.
إنَّ الحساسية في هذه المسألة عالية جداً، ولذلك قام القائد آبو بتقييم هذه العملية وأطلق المبادرة، ودعا حركتنا لاتخاذ الخطوات، واستجابت الحركة لهذه الدعوة التاريخية بشكل إيجابي، وأراد القائد آبو أيضاً أن يضع الحركة في عملية أساسية من التغيير والتحول، وكان تعامل الحركة مع هذه المبادرة إيجابيا أيضاً، وقد عقد المؤتمر اجتماعه في هذا الأساس، وانعقد المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني في الفترة ما بين 5-7 أيار.
وقد قدم القائد آبو رؤية مهمة لهذا المؤتمر، لقد تم إدارة المؤتمر مع الأخذ في الاعتبار رؤى القائد آبو، كان هذا مطلبنا الأساسي أمام المؤتمر، لقد قلنا أننا لا نستطيع عقد هذا المؤتمر بدون القائد آبو، القائد آبو فقط هو الذي يستطيع عقد هذا المؤتمر وقيادته، وبالفعل حقق نتائجه ، حيث وصل جميع روئ القائد آبو بشكل موسع إلى المؤتمر، وقد شارك القائد آبو أيضاً المؤتمر من خلال طرق ووسائل مختلفة، لقد كان مشاركة القائد آبو في المؤتمر على مستوىٍ كبير وقاد المؤتمر، وقد أجرى المؤتمر مناقشات موسعة للغاية بناءً على تلك الرؤى، وكان القرار الرئيسي للمؤتمر هو حل حزب العمال الكردستاني، وإنهاء فترة الكفاح المسلح، وكان هذا قراراً أساسياً للمؤتمر.
وقد جرت مناقشات موسعة حول هذه القضية أيضاً، إنَّ إدارة هذه العملية، أي تنفيذ وممارسة قرار حل حزب العمال الكردستاني ووقف الكفاح المسلح، تعتمد فقط على ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو، إنَّ ذلك يتوقف على تهيئة ظروف الحياة الحرة والعمل للقائد آبو، حتى يتمكن مواصلة النضال، وبعد ذلك فقط يمكن وضع هذه القرارات موضع التنفيذ والممارسة العملية، وبالإضافة إلى ذلك، هذا أيضاً جزء من هذه العملية، إنَّه ضرورة لهذه العملية، إنه شرط لا يمكن تجاهله؛ يجب الاعتراف بحقوق السياسة الديمقراطية، وعلى هذا الأساس ينبغي إجراء التعديلات القانونية والقضائية، حتى يتم منح الحق في السياسة الديمقراطية، وحتى يتم إجراء الإصلاحات القانونية والقضائية، وحتى يتوفر لدى القائد آبو الظروف والأوضاع اللازمة لعمل والحياة الحرة، وحتى يقوم القائد آبو بسير هذه العملية بحرية، فإنَّ تنفيذ قرار حل حزب العمال الكردستاني وإنهاء الكفاح المسلح لن يكون ممكناً.
بعد المؤتمر، كان هناك الكثير من النقاش داخل وسائل الإعلام التابعة للسلطة ووسائل الإعلام الحرب الخاصة، إنَّهم يدورون مناقشات ساخنة للغاية حول الأسلحة، وأود أن أؤكد بشكل خاص بأنَّ تنفيذ قرارات حزب العمال الكردستاني يعتمد على ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو، وتهيئة ظروف العمل والحياة الحرة للقائد آبو، والاعتراف بحقوق السياسة الديمقراطية، وإجراء التغييرات القانونية والقضائية، ولكي يحقق هذا النتائج ، لا بد من وضع دستور ديمقراطي وحر يضمن المساواة بين الشعوب وكذلك هوية الشعب الكردي والشعوب في تركيا.
قد لا يكون ذلك ممكنا في آن واحد، ولكن يجب إنشاء دستور ديمقراطي وحر في القريب العاجل، وهذا هو الضمان الوحيد، وكان القرار الرئيسي للمؤتمر هو هذا؛ حيث يوفر حماية قانونية موحدة وقوية، لقد تم اتخاذ قرار مثل هذا، وهذا هو بالتأكيد معنى هذا القرار، ويشير قيادتنا أيضاً إلى ذلك باعتباره "العقد الاجتماعي" وهناك أجندة مماثلة في تركيا الآن، وبالتأكيد تحاول السلطات دائماً جر هذه الأمور إلى طرفها، إنَّ تعامل حزب العدالة والتنمية مع هذه القضية ليس جدية، بل إنَّها تثيرها وتقوم بالتحريض والاستفزاز، هذا هو نهجها، إنَّها مشغولة، وفي نفس الوقت تعمل على نشر سلطة حزب العدالة والتنمية، وتظهر المناقشات التي جرت بعد المؤتمر مدى عدم جديتها في التعامل مع هذه العملية، أنَّ قرار المؤتمر واضحٌ للغاية؛ حل الحزب وإنهاء الكفاح المسلح، وقد قرر المؤتمر إنهاء مرحلة الكفاح المسلح، لكن تنفيذ ذلك يعتمد على ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو، والاعتراف بحقوق السياسة الديمقراطية، وتنفيذ الإصلاحات القانونية والتنظيمية، وبهذه الطريقة فقط يمكن أن يكون الأمر عملياً.
وكان ينبغي للحكومة أن تتخذ خطوات جادة بشأن هذه القضية فور انتهاء المؤتمر؛ بدءاً من الحرية الجسدية للقائد آبو وإلى الاعتراف بحقوق السياسة الديمقراطية والإصلاحات القانونية والقضائية، نشر بدلاً من ذلك نقاشاً غير مناسب حول مسألة إلقاء السلاح، لقد أظهر المؤتمر بالفعل نهجه، والقرار واضح، وقد تم إعلانه للعالم، وهو في العلن، لقد أظهر إرادته، ولم يتم إنشاء نقاش مناسب، أو أجندة مناسبة، بشأن هذه المسألة أيضاً، يجب حل هذه المسألة على الفور، وهذا واضحٌ جداً، نحن نقولها بوضوح؛ القائد آبو هو الوحيد القادر على إلقاء السلاح من أيدي المقاتلين، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالحرية الجسدية للقائد آبو، فماذا سيفعل هؤلاء المقاتلين؟ نعم، هؤلاء المقاتلين وضعوا حداً لأسلوب الكفاح المسلح، وقرر حزب العمال الكردستاني إنهاءه، ولن يخوض كفاحاً مسلحاً، ولكن السياسة الديمقراطية ستحل محل الكفاح المسلح، وسيأتي هؤلاء المقاتلين للمشاركة في السياسة الديمقراطية، وتنظيم المجتمع الديمقراطي، والمشاركة في عمل المجتمع الديمقراطي.
وعلى أي حال فأنَّ هؤلاء المقاتلين لن يقدموا أعناقهم للسيوف من أجل قمعهم وإمحاءهم، لن يذهبوا إلى السجون، إنَّ النهج المتبع في هذه القضية بعيد كل البعد عن الجدية، وفي الواقع، ينبغي تحديد جدول الأعمال بشأن هذه القضية ومناقشته بالشكل الصحيح، وهذا يفسر بإضاعة الوقت، أي أنَّها مشغولة، لذا ينبغي أن يتحرر المرء نفسه من هذا، ويجب أيضاً أن يتحرروا من هذه اللغة السامة المحرضة، فنحن في خضم عملية جدية للغاية، فتركيا ككل سوف تتغير، وليس الكرد فقط، وهذا يعني عملية التغيير والتحول في تركيا بأكملها، ويعني ديمقراطية تركيا، ويجب أن يكون المجتمع مستعداً لهذه العملية، وأن يشارك فيها، ويجب خلق شعور قوي داخل المجتمع، من سيقوم بذلك؟ السياسة ستقوم بذلك، والصحافة ستقوم بذلك، ولكن لغة السياسة ليست تلك اللغة، وكذلك لغة الصحافة.
ينتقد القائد آبو لغة الصحافة.
نعم ينتقد، لأنَّ لغة الصحافة هي الدعاية، فهي دائماً تقوم على التحريض للحرب، وتسمم المجتمع، وتحرض على القومية والعنصرية، إنَّها لغة دولة معادية للكرد، ما علاقة هذه اللغة بالأخوة الكردية-التركية المبنية على الحرية والمساواة؟ وبهذه اللغة لا يمكن لتركيا أن تكون ديمقراطية، ولا يمكن للمجتمع أن يكون مستعداً لعملية "السلام والمجتمع الديمقراطي" ولا يمكن للمجتمع أن يشارك بهذا الشكل، أقلام الحرب الخاصة تقوم بتسمم المجتمع على مدار الــ 24 ساعة في اليوم، وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ تلك الجماعات التي تتحدث لم تتغير أبداً، إنَّ الذين كانوا معادين للكرد لسنوات، والذين استغلوا الحرب، ما زالوا يتناقشون باستمرار على القنوات التلفزيونية، ويشنون حرباً خاصة، ويسممون المجتمع، لا يوجد تصحيح في هذه المسألة، ولا يوجد تصميم حالياً في الصحافة، هذا الوضع لا يبعث الثقة لدى أحد، بل إنَّه يسبب غضباً كبيراً لدى الشعب و داخل المجتمع، ولا يوجد أحد لا يشعر بالانزعاج والغضب بسبب هذا الأمر، ينبغي القضاء على هذا النهج المعادي على الفور.
لقد تحدثتم عن أهمية اللغة لهذه العملية، ويعارض العديد من الأشخاص والأطراف هذه العملية، خلال هذه العملية، أصبح من الواضح بأنَّ هؤلاء الأشخاص ومحيطهم كانوا يستفيدون من الحرب، ماذا تريد أن تقول عن هؤلاء الأشخاص والأطراف المحيطة؟
أظهرت هذه العملية مدى تواجد الأشخاص المستغلين في تركيا، وفي الواقع، هنالك أعداد هائلة من الأشخاص المستغلين في تركيا، وهذه العملية تظهر مدى حقدهم وكراهيتهم، ولأنَّه إذا تقدمت عملية "السلام والمجتمع الديمقراطي" وتم وضع قانون الأخوة الكردية-التركية المبني على الحرية والمساواة بين الشعوب، فإنَّ مصالح هؤلاء المستغلين سوف تضر، وستختفي الحياة الفوضوية لهؤلاء المستغلين، ولن يتمكن هؤلاء المستغلين من رفع أصواتهم وتحريض الحرب على القنوات التلفزيونية، ولن يتمكنوا من ممارسة أي من هذه الأفعال التحريضية والمعادية، وستنتهي هذه العملية بالنسبة لهم جميعاً، ولهذا السبب فإنهم غاضبون للغاية، فهم ضد هذه العملية، ويتغذون على دماء الشعب، فكيف يمكن لسياسي يؤيد هذه العملية أن يسمح لهؤلاء المستغلين بالتحدث على شاشات التلفاز على مدار الــ 24 ساعة في اليوم؟ كيف يمكن لهؤلاء المستغلين، والمرتزقة التي تفوح أفواهها بالسم، أن يسمحوا لأمراء الحرب بالتحدث بهذه الطريقة؟ ويتصفحون في القنوات التلفزيونية، وهذا يخلق أيضاً حالة خطيرة، لقد توصلنا إلى فهم أن 52 عاماً من الحرب في تركيا، وخاصة 41 عاماً من الحرب الشاملة، تسببت في أضرار جسيمة للغاية لتركيا، لقد تسبب الانحطاط الأخلاقي والانحلال السياسي والانحطاط في كل مجالات الحياة وهذا أدى إلى انحطاط خطير في المجتمع، ومن هنا أنشأوا هذا الجماعات المستغلة، الذين يتغذون على الحرب والدماء والفوضى، وليس لديهم ضمير ولا أخلاق ولا عقول تعمل بشكل صحيحة، وقد أبرزت هذه العملية هذا الموضوع على الساحة أيضاً، بمعنى آخر، أظهرت من هو حقاً يعمل لصالح أخوة الشعوب، ومن هو لصالح السلام والديمقراطية والمساواة والعدالة، ومن هو الإنسان المتعطش لسيل الدماء، والذي يتغذى على الدماء والحرب، والذي ليس لديه قيم أخلاقية، والذي لا يهتم بالبلاد وشعبها، لقد كشف عن الديمقراطي الحقيقي وعن الفاشي والعنصري، ومن المؤكد أنَّ هناك انتقادات جدية ضد هذا الأمر، وخاصة لدى الأطراف الديمقراطية ووسائل الإعلام الحرة، وينبغي أن يتم ذلك بشكل أكثر جدية، ويجب فضح هذه الأطراف بشكل مستمر، وخوض نضال جدي ضدها، ولأنهم يعملون على تسميم العملية إلى حد كبير، إنَّهم يلعبون دوراً يسعون من ورائها تدمير العملية، وهذا يشكل العائق الأكبر أمام تعزيز عملية" السلام والمجتمع الديمقراطي".
يجب تقييم وضع المعارضة خلال هذه العملية أيضاً ، ومع تقدم هذه العملية، يتم شن هجمات خطيرة على المعارضة، كيف تقيمون نهج المعارضة اتجاه العملية؟ هل يمكن أن تكون الهجمات على المعارضة والقوى الديمقراطية مرتبطة بالعملية؟
بالإضافة إلى المستغلين، والكونترا الذين تبنوا اسم الحزب، وبارونات الحرب مثل حزب النصر، وحزب الخير، وغيرهما الذين يعرّفون أنفسهم كمعارضين، ولكن ليس لديهم أي صلة بالمعارضة، وبالإضافة إلى هذه القوى، تعاملت أحزاب المعارضة الأخرى، وفي مقدمتها حزب الشعب الجمهوري، مع العملية بشكل إيجابي، ودعمتها، وأدلت بتصريحات إيجابية، فعلاقتهم لم تكن سيئة للغاية حتى يومنا هذا، ولكن هذا ليس كافياً أيضاً، وهناك أشخاص في المعارضة مستاؤون من هذا الأمر، وهناك من ينتقد هذه العملية، ويقول البعض بإنَّ الكرد وحزب العدالة والتنمية اتفقوا على إلغاء الجمهورية والعلمانية، في الحقيقة، هذا التقييم بعيد كل البعد عن الواقع، وأعتقد بأنَّ الناس يتفاجؤون بأشخاص مثل هؤلاء، إذا لم تكن نواياهم سيئة، فهم جهلاء حقاُ،، ولا يتبعون حسابات مختلفة، كيف يمكنهم التفكير بهذا الشكل؟ إنَّ نضال القائد آبو ومبادرته هي الدعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي من أجل التحول الديمقراطي في تركيا.
ويهدف إلى إقامة جمهورية ديمقراطية، ويعبر عن حياة الأخوة الكردية-التركية المبنية على المساواة، ويعبر عن الحياة الديمقراطية المشتركة بين الشعوب، وفي الوقت نفسه، فإنَّه ينشأ أرضية وطنية حيث يمكن لحزب الشعب الجمهوري وأحزاب المعارضة تشكيل المعارضة واكتساب الفرص في الصراع على السلطة، إنَّ الجو يهيئ الأرضية لذلك، وتساهم هذه العملية بشكل كبير في النضال من أجل الديمقراطية والعدالة والحرية، إذا استمرت مثل هذه المناقشات، فإنَّها قد تعيق العديد من الأمور، ويمكن أن يكون أيضاً عائقاً أمام تقدم العملية، وبهذا الشكل، سوف يكونون مؤيدين للحكومة وعوناً لها، وسيدعمون سياساتها، لا ينبغي لأحد أن يقع في مثل هذه الأوضاع ، أنَّ هذا النهج خاطئ جداً، الكرد ليس لديهم مشكلة مع تركيا ولا مشكلة مع البلاد، ولا مشكلة مع حدود تركيا ولا مشكلة مع الجمهورية، ولا مشكلة مع العلمانية، لا توجد مشكلة مع عَلَم البلاد بالنسبة للكرد، أنَّ القضية الكردية تكمن في بنية الدولة التركية، وهي دولة احتكارية، قمعية، تقوم على سياسة الإنكار والحكم الواحد والفاشية، وهذا كلها تكمن في هذه الذهنية، في ذهنية الدولة، يرفض الكرد هذا المفهوم للجمهورية، مفهوم جمهورية الإنكار والتدمير ونظام الحكم الواحد والفاشية، هذه الشخصية ترفض الكرد، لقد قدم الكرد التضحيات الكبيرة من أجل الجمهورية الديمقراطية، وإذا كان حزب الشعب الجمهوري قادراً على تنظيم مسيرات في كل مكان اليوم، فذلك بفضل النضال الكردي ضد الفاشية الذي استمر لعقود من الزمن، وهذا بفضل مقاومة ونضال القوى الديمقراطية، وبهذا الشكل، يستطيع حزب الشعب الجمهوري اليوم أن يتحدث بجرأة وينظم المظاهرات في كل مكان، وقد خلق هذا الجو أيضاً النضال الكردي والقوى الديمقراطية، بمعنى آخر، حزب الشعب الجمهوري لم يخلق المعارضة. ولم يبد حزب الشعب الجمهوري حتى الآن أي معارضة جدية اتجاه هذه الحكومة، لقد دعم هذه الحكومة في أصعب أوقاتها واتبع هذه السياسة، وأصبح مؤيدًا للسلطة، وإذا كان هناك العديد من الأشخاص والسياسيين في السجن اليوم، فذلك بسبب دعم حزب الشعب الجمهوري لهذه السلطة، تم إلغاء حق الحصانة كعضو في البرلمان بتصويت حزب الشعب الجمهوري، لقد حسمت أصوات حزب الشعب الجمهوري شن العديد من الهجمات والمجازر ضد الكرد، وقد تم تنفيذ كافة هجمات الإبادة الجماعية بهذا الشكل، وكانت سياسة تعيين الوكلاء أيضاً نتيجة لسياسة المعارضة، والآن يقدم حزب الشعب الجمهوري نفسه باعتباره بطل الديمقراطية، فما علاقة ذلك بالأمر؟ إذا كان حزب الشعب الجمهوري يستطيع اليوم أن يتحدث بشجاعة، ويتحرك، ويقيم المظاهرات والتجمعات، ويدين سياسات معينة، فهذا بفضل نضال الكرد والقوى الديمقراطية، ويجب أن نرى هذا ويجب استعادة الحقوق.
إنَّ نهج المعارضة تجاه هذه العملية ليس سلبياً تماماً، ولكنها قد تكون أكثر شجاعة في هذه المسألة، ويمكنها أن تنتهج سياسة أكثر جذرية، وأن تقدم برنامجاً قوياً للغاية من أجل إرساء الديمقراطية في تركيا، وأن تظهر نهجاً أكثر قوة، وأن تتخذ خطوات عملية لحل القضية الكردية وإقامة جمهورية ديمقراطية.
ويستطيع حزب الشعب الجمهوري أن يتخذ خطوات عملية أقوى لإنشاء لجنة في البرلمان، نعم، مثل هذه اللجنة تستطيع أن تدعم العملية، وتوجهاتها في هذه القضية إيجابية، ولكن هذا يمكن ترجمته إلى خطوات عملية، في قضية القائد آبو، من حيث إنهاء نظام الإبادة والتعذيب في إمرالي، وتهيئة ظروف العمل والحياة الحرة للقائد آبو؛ ومن خلال تنفيذ هذه العملية، لا يزال بإمكان حزب الشعب الجمهوري والمعارضة التعامل مع هذه القضية بشجاعة، يمكنهم قبول القائد آبو كمحاور، ويجب عليهم قبول ذلك، لا يمكن أن تتم هذه العملية إلا بهذه الطريقة، لقد أعلن الكرد بأنَّ القائد آبو هو المفاوض الرئيسي، إذا كان حزب الشعب الجمهوري لا يقبل القائد آبو كمحاور، والذي أعلنه الكرد كمفاوض رئيسي، ولا يدعم ظروف العمل والحياة الحرة للقائد آبو، ولا يدعمون القائد آبو في تنفيذ هذه العملية، فكيف يمكن لحزب الشعب الجمهوري أن تدعم هذه العملية بشكل صحيح، ويشارك فيها بشكل صحيح، ويقوم بدوره؟ ولهذا يصرحون بأنَّ مشاركتهم ضعيفة، أنَّ تصريحاتهم ومواقفهم إيجابية، ولكنهما محدودان للغاية، لا يزال بإمكانهم التصرف بشجاعة في هذا الأمر.
إنَّ تطوير هذه العملية سوف يعود بالنفع الأكبر على حزب الشعب الجمهوري، وهذا سوف يصب في مصلحة المعارضة، إنَّ تركيا الديمقراطية ستجلب معها القانون الديمقراطي، وهو ما يدفع حزب الشعب الجمهوري إلى الأمام ويحمي مركزها بشكل كبير، وكما سيؤدي ذلك إلى تحقيق سيادة القانون، وسيجلب الاختلافات بين القوى، وسوف يجلب العدالة والحرية والمساواة، إذا تم التمسك بهذه القيم من القلب فإنَّ هذه العملية سوف تؤدي إلى كل هذه النتائج، وحينها، لا بد من إشراك المعارضة بشكل أقوى، وتشهد المعارضة أيضاً هجمات خطيرة من جانب السلطات، وبالطبع، هذه الهجمات لها هدف ما، وتثير السلطات مخاوف المعارضة بشأن هذه العملية من خلال هذه الهجمات، وتواجه المعارضة عقبات أمام مشاركتها في العملية بشكل عام، وهذا يشكل عائقاً أمام دعم المعارضة لهذه العملية، ونحن نقوم بتقييمه بهذه الطريقة أيضاً، وفي الواقع، فإنَّه يسبب قلقاً عميقاً بيننا أيضا، إنَّ حكومة حزب العدالة والتنمية تنتهج سياسة وطنية تترك المعارضة عمداً خارج العملية، مما يمنعها من السيطرة العامة على العملية، وهذا الأمر خطير جداً، يجب على المعارضة أن ترى هذه الحقيقة، ولكن لا تقع في هذا الفخ، وعلى سبيل المثال، لا ينبغي للمعارضة أن تعارض العملية، وعلى العكس من ذلك، فمن أجل النجاح بهذه اللعبة، وإفشال ألاعيب السلطة، ينبغي على المعارضة أن تتحمل مسؤولية أكبر عن هذه العملية، وأن تشارك في هذه العملية، وأن تشارك بطريقة شاملة، وأن تتحمل مسؤوليتها، وهذا مهم، لأنَّ الهدف الأساسي من هذه الهجمات هو تحويل المعارضة إلى خصم للعملية، وترك المعارضة وحدها، وإضعافها، وتقطع أوصالها عن الكرد والقوى الديمقراطية، وتجعلها تقف ضد الكرد، وإذا وقع حزب الشعب الجمهوري في هذا الوضع، فإنَّ المعارضة سوف تلقي ضربة موجعة وستعاني من خسارة فادحة، ولكي تحقق المعارضة نصراً كبيراً، يجب عليها أن تدعم هذه العملية علناً وأن تشارك فيها بقوة، ويجب أن يتم إفشال هذه الخطة والسياسة التي تنتهجها الحكومة ضد المعارضة بهذا الشكل، ويجب التعامل مع هذه المسألة بالوعي والسياسة ورؤية واسعة لا ينبغي لها أن تقع في فخ وألاعيب السلطة.
بدأ القائد آبو هذه العملية بدعوته التاريخية " السلام والمجتمع الديمقراطي" كان يرى مشاركة المرأة في هذه العملية مهمة دائماً، وهذا ما فهمته من رسائل القائد آبو، كيف تقيمون مشاركة المرأة في هذه العملية؟
في الواقع، هذه العملية هي عملية خاصة بالمرأة بشكل أكثر، لإنَّ عملية السلام والمجتمع الديمقراطي بشكل عام هي عملية وطنية تعبر فيها المرأة عن نفسها بحرية وتعيش بحرية، وتبني حياتها الخاصة، وتبني نظامها الخاص، لقد خلق المجتمع الديمقراطي تعبيراً عن كل القيم المجتمعية والطبيعية والاجتماعية للمرأة على مدى آلاف وعشرات الآلاف من السنين، المجتمع الديمقراطي هو مجتمع المرأة، إنَّه مجموع قيم المرأة التي يبلغ عمرها آلاف وعشرات الآلاف من السنين، إنه نتاج عملها وكدحها، إنه نظامها، إنه حياتها، لذلك، فإنَّ المرأة هنَ في مركز هذه العملية، وهنَ جزء منها، وهنَ في قلبها، وهنَ العنصر الأساسي في هذه العملية، وهنَ القوة الدافعة لهذه العملية، وكما قال القائد، فإنهنَ رائدات هذه العملية، ولذلك، يجب على النساء أن يتحملنَ مسؤولية هذه العملية بقوة، وأن يشاركنَ فيها بقوة، ويقودنها بقوة، ويجب عليهنَ إعلان النفير العام في كل مكان، وهذا مهم جداً، هناك مسؤولية واهتمام بهذا المسألة، وخاصة بين نساء الكرد ونساء الترك، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى تعزيز بشكل أكبر، ويجب شرح هذه العملية لنساء الترك، وشرحها للحركة النسائية التركية، وفهمها، ويجب على الحركة النسائية الكردية أن تستمر في العمل بقوة بشأن هذه القضية، وأن تناضلنَ بشكا اكبر، ويجب عليهنَ أن ينظمنَ أنفسهم بقوة في كل مكان ويخوضنَ نضالاً منظماً، وينبغي على حركة المرأة الكردية في جميع أنحاء العالم، وفي جميع أنحاء المنطقة، والشرق الأوسط، أن تعزز من عملها ، من أجل المساهمة في جعل جميع النساء في المنطقة وحول العالم المشاركة في هذه العملية وتولي مسؤوليتها، كيف ذلك ؟ من خلال العمل، من خلال النضال، من خلال تعزيز عملية السلام والمجتمع الديمقراطي بين جميع النساء في العالم، من خلال تنظيمهن.
يجب أن يتم ذلك بمعنى آخر، العالم الحالي هو عالم جهنمي بالنسبة للمرأة، فهناك حرب وعنف وفوضى في كل مكان، والحضارة التي يهيمن عليها الذكور، الحضارة المادية، الحياة التي يهيمن عليها الذكور، الثقافة الاجتماعية، الذهنية، وفي الواقع هذا النظام مستمر في إبادة المرأة، وارتكاب المجازر بحقها، فهو يحاول الحفاظ على نفسه من خلال تدمير المرأة وقمعها، من خلال إفراغ جوهرها، من خلال تدمير طبيعتها وقيمها، والمجتمع الديمقراطي هو أيضا بديل لذلك، ولذلك، لمنع استمرارية هذه المجازر والعنف، ولتحويل هذا العالم الجهنمي إلى عالم متساوٍ وحر وديمقراطي، يجب على النساء مواصلة النضال بقوة.
يتحدث ممثلو الحضارة الذكورية كل يوم، أولئك الذين يديرون البلدان، وأولئك الذين يديرون الأسر، وأولئك الذين يديرون وينتجون الثقافة الجنسية يتحدثون كل يوم؛ يتحدثون عن الإنجاب، عن الزواج، عن بناء الأسرة وعن المجتمع والنساء والرجال الذين يشجعون ذلك، في عالم مثل الجحيم، فإنَّ النمو السكاني لا يؤدي إلا إلى دعم عالم يهيمن عليه الرجال، فهو لا ينفع المرأة ولا الرجل ولا المجتمع، الزواج الذي لا يعتمد على الحرية والمساواة بين الرجل والمرأة هو إبادة جماعية، إنَّها في الواقع جريمة، إنَّ الأسرة التي لا تحتضن الحرية والمساواة بين الرجال والنساء بشكل كامل هي مكان للمجازر، وأرض خصبة للمجازر، وهذا ما يحدث الآن، هناك مجازر خطيرة ضد النساء في كل مكان، وهناك عنف ضد الأطفال، وضد كل الكائنات الحية في الطبيعة، هناك مجازر، هناك تدمير، هناك نهب للطبيعة.
إنَّ الحضارة التي يهيمن عليها الذكور، الحضارة المادية والفكرية والثقافية التي يهيمن عليها الذكور، قد دمرت كوكبنا وأبادته ، لقد دمر الحياة وحولها إلى صحراء، ومن جعل من المرأة بأن تعيش غريبة عن نفسها، وجعل من المجتمع أن يعيش غريباً عن نفسه، جفت الحياة وتحولت إلى صحراء، إنَّ عملية السلام والمجتمع الديمقراطي، واشتراكية المجتمع الديمقراطي، تعبران عن بناء جديد، بناء حر، بناء ديمقراطي ومتساوي، بناء حياة، بناء الحياة الحرة، بناء تنظيم حر، سياسة ونضال حر، وفي هذا السياق فإنَّ المرأة والشبيبة والعلويين والعمال والكادحين هم جميعاً قوى الديمقراطية والمكونات الأساسية للمجتمع الديمقراطي وعنصرها الأساسية وروادها، هذه الحياة هي حياتهم وحياة الشعب وحياة المرأة والشبيبة والعمال والكادحين والعلويين، ولذلك، يجب على جميع هذه الأطراف أن تدعم هذه العملية بقوة، ويجب إشراك المرأة والشبيبة في العملية وقبل الجميع، ولكي تنجح هذه العملية، لا بد من التعبئة الجماهيرية، ولن يحدث هذا بانتظار أي شيء من الحكومة والدولة، إنَّهم يبحثون عن الألاعيب، إنَّ هذه العملية ذات قيمة كبيرة ولا ينبغي أن نتركها لحزب العدالة والتنمية والحكومة، وهكذا هو الحال بالنسبة للكرد وللشعوب والمرأة والشبيبة وللعمال والكادحين والعلويين، ولذلك، لا ينبغي أن تُترك هذه العملية للسلطات أبداً، إذا تُركت هذه العملية للسلطات، فسوف تفشل، وستكون النتيجة مرة أخرى الحرب والعنف والفوضى وإراقة الدماء والألم والدموع.
ولمنع حدوث ذلك، ينبغي على المجتمع ككل أن يدعموا هذه العملية، وأن يضعوا كل الديناميكيات الاجتماعية موضع التنفيذ، وأن يعملوا بجد، وأن ينظموا أنفسهم في كل مكان، وأن يناضلوا، وأن يدفعوا هذه السلطة نحو هذه العملية، وهذا ممكن فقط من خلال النضال، من خلال النضال المنظم، من خلال العمل الجاد، ولا يحدث ذلك بالانتظار أو التخاذل.