أكد السياسى الكردى، تونجر بكرهان، عضو البرلمان التركى، الرئيس المشارك لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب الذى يحتل ٥٧ مقعدًا فى البرلمان من ٦٠٠ عضو، أن الشرق الأوسط يشهد تحولات جذرية، وأن النظم الشمولية تتهاوى الواحد تلو الآخر.
وقال السياسى الكردى، تونجر بكرهان، في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، إنه من الواضح أن هناك حاجة ملحة للديمقراطية فى تركيا، بدءًا بحل المسألة الكردية، لتجنب حدوث فوضى سياسية داخلية وصراعات أكبر.
وقال إن عبدالله أوجلان الزعيم الكردي التاريخي فتح أبواب الحل والسلام المستدام على مصراعيها من خلال دعوته التى أطلقها فى ٢٧ فبراير، في إشارة إلى نداء السلام والمجتمع الديمقراطي الذي تمخض عنه إعلان حل حزب العمال الكردستاني.
وأضاف: "نحن نتحدث عن حل يكسب فيه الجميع وينتهى فيه العنف. على هذا الأساس، قام أوجلان بدعوته لحل حزب العمال الكردستانى، ليثبت مدى صدق نواياه. ولم يعترض حزب العمال الكردستانى على ذلك، وأعلن أن هناك حاجة لعقد مؤتمر يمكن أن يشارك فيه أوجلان بشكل ما".
وقال إنه من وجهة نظر الحركة السياسية الكردية، تهدف المحادثات مع تحالف حزب العدالة والتنمية- حزب الحركة القومية، إلى إنهاء حالة الصراع بشكل كامل، والعودة إلى مسار الديمقراطية. ونعتقد أن هذا التحالف يدرك أنه لا يمكنه ترسيخ حالة اللاعنف مع الكرد دون اتخاذ خطوات حقيقية نحو الديمقراطية. لذلك، فإن عزل إمام أوغلو وعمليات الاعتقال التى تنطلق من إسطنبول تُعد أزمة جديدة من شأنها أن تعمّق الاستقطاب المجتمعى. نحن مستمرون فى إجراء سلسلة من اللقاءات لتفادى تكرار هذه الأزمات وإنهاء الضغوط السياسية، وعمليات اغتصاب الإرادة السياسية.
وحول الدول الأربعة التي تتواجد فيها الكرد قال السياسي الكردي: "إذا شهدت هذه الدول الأربع عملية ديمقراطية حقيقية، واتخذت خطوات جدية للعيش المشترك مع الأكراد، فإن خيار الاستقلال قد لا يعود أولوية لدى الأكراد. أكبر أحلامنا هو بناء معادلة إقليمية لا تصبح فيها الحدود حاجزا ماديا أو معنويا" .
وحول موضوع محاربة داعش ومايقال عن انسحاب أمريكا من سوريا، قال بكرهان: "تعاونت قوات سوريا الديمقراطية مع الجيش الأمريكى ميدانيًا، وقد ساهم هذا التعاون المشترك فى كبح الخطر العالمى للتنظيم، ومثلت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا البنية السياسية التى انبثقت من هذه القوات. وحتى يتم التوصل إلى صيغة دستورية جديدة فى سوريا، تمكنت هذه الإدارة السياسية من تلبية احتياجات السكان المحليين فى مجالات الأمن والحريات والخدمات الأساسية بشكل ناجح. وقد استطاع الكرد السوريون تأسيس منطقة مستقرة نسبيًا تضم مختلف مكونات المجتمع.
لكن من الواضح أن هناك أطرافًا، فى مقدمتها الدولة التركية، والإدارة المؤقتة بقيادة هيئة تحرير الشام فى دمشق، وخلايا داعش، تنتظر بفارغ الصبر انسحاب الولايات المتحدة من هذه المنطقة، بغرض القضاء على كل مكتسبات الديمقراطية والحرية.
لابد أن نكون صريحين: من دون اتفاق نهائى، لا يمكن اعتبار الحرب الأهلية فى سوريا انتهت. وإذا انسحبت الولايات المتحدة دون ضمانات واضحة، فقد يؤدى ذلك إلى حرب أهلية جديدة أكثر دموية من سابقتها.
نحن لا نطالب ببقاء أمريكا إلى الأبد فى هذه المنطقة، وهى نفسها لا تعتزم ذلك. ولكن علينا أن نتذكّر ما جرى فى أفغانستان، حيث خلق الانسحاب الأمريكى المفاجئ كارثة وانتقامات دموية".