وزّع رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، اليوم الجمعة، ملخصًا للتحقيقات الداخلية المتعلقة بأحداث 7 أكتوبر، داعيًا إلى تشكيل لجنة خارجية مستقلة تتولاها إسرائيل على غرار لجنة "أغرانات" التي شُكّلت بعد حرب يوم الغفران.
ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تأتي تصريحات زامير في ظل توتر واضح مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، بعد نشر الجيش نتائج تحقيقاته الأولية.
وقال زامير في رسالته إن الجيش "تحمّل المسؤولية وحقق بنفسه"، لكنه شدد على أن ما حدث ليس مسؤولية المؤسسة العسكرية وحدها، معتبرًا أن حصر اللوم في الجيش "خطأ جوهري".
وأوضح أن أي مراجعة وطنية شاملة يجب أن تفحص العلاقة بين القيادة السياسية والعسكرية، والمفاهيم الأمنية التي سبقت الهجوم، إضافة إلى تقييمات الاستخبارات والتحذيرات التي نُقلت إلى المستويات العليا، وآليات الرقابة بين المؤسسات.
وردًّا على الانتقادات المتعلقة بتحميله مسؤولية شخصية لبعض القادة، قال زامير إن التحقيقات الداخلية "لم تُعالج مسألة المساءلة الفردية"، مؤكدًا أن فشل السابع من أكتوبر "كان متجذرًا ومنهجيًا لسنوات طويلة".
وأضاف أن تحميل قادة خدموا لسنوات طويلة مسؤوليات فردية هو "قرار بالغ الحساسية" ولا ينبغي اتخاذه تحت ضغط سياسي أو إعلامي، مشيرًا إلى أن لجنة حكومية مستقلة وحدها قادرة على إصدار قرارات عادلة في هذا الشأن.
ورغم ذلك، أقرّ زامير بوجود خلل استخباراتي خطير، مؤكدًا أن الاستخبارات العسكرية "لم تقدّم تحذيرًا صريحًا من الحرب". وأشار إلى خطة "جدار أريحا" التي وضعتها حماس، والتي اكتُشفت عام 2018 وكُشف عنها مجددًا في 2022، لكنها "لم تُحلّل بعمق أو تُدمج كما يجب في التخطيط العملياتي"، رغم أنها تمثّل ـ وفق تعبيره ـ "وثيقة نادرة كان يجب التعامل معها كبوصلة عملياتية لبناء القوة".