تتصاعد حدة المواجهات العسكرية في ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان بوسط السودان، مع استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق استراتيجية، وسط وضع ميداني شديد التوتر.
وتتركز المعارك في مناطق أم صميمة، أم قعود، باب الننوسة، كادوقلي والدلنج، حيث يُستخدم السلاحان الثقيل والمتوسط بكثافة، في مؤشر على اتساع رقعة الصراع وارتفاع مستوى التصعيد، وفق ما أفاد مراسل القاهرة الإخبارية من الخرطوم محمد إبراهيم.
وأشار المراسل إلى أن الجيش السوداني دفع بتعزيزات كبيرة إلى خطوط المواجهة، بينما كثفت قوات الدعم السريع حشودها العسكرية، ما أدى إلى موجات نزوح واسعة للسكان، خاصة من مدينة باب الننوسة باتجاه مدينتي المجلد والفولة في ولاية غرب كردفان. كما واصل الجيش تنفيذ ضربات جوية لمحاولة استعادة السيطرة على المناطق المحاصرة، وسط توقعات باستمرار الاشتباكات العنيفة خلال الأيام المقبلة.
وفي إقليم دارفور، تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل متسارع، خاصة في مدينة الفاشر، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الخدمات الأساسية والكوادر الطبية داخل المستشفيات، وسط تقارير تفيد باستهداف مباشر للمدنيين وعمليات تصفية ذات طابع عرقي، بالإضافة إلى منع عدد من الشباب من مغادرة المدينة.
وأضاف مراسل القاهرة الإخبارية أن آلاف المدنيين فروا إلى مناطق أكثر أمنًا مثل الطويلة، بينما يجد كبار السن والنساء صعوبات في الحركة والنجاة من تبعات القتال، في ظل نقص المساعدات الإنسانية.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، قُتل آلاف المدنيين ونزح الملايين داخل السودان وخارجه، فيما لا تزال الجهود الإقليمية والدولية تواجه صعوبات في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار أو اتفاق إنساني طويل المدى.