بث تجريبي

جدل في فرنسا بعد دعوات لتخصيص عربات نقل للنساء فقط عقب تزايد الاعتداءات في باريس

يستعر الجدل في فرنسا حول مقترح تخصيص عربات في وسائل النقل العام للنساء فقط، بعد تصاعد المخاوف من حوادث الاعتداء والتحرش داخل شبكات المترو والقطارات والحافلات في العاصمة باريس. وجاء الجدل عقب تعرّض شابة برازيلية لمحاولة اغتصاب داخل قطار ركاب خلال خريف العام الجاري، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.

وأطلقت آلاف النساء عريضة على الإنترنت تطالب بالفصل في عربات مخصصة للنساء، حيث تجاوز عدد الموقعين 31 ألف شخص. ويستند مؤيدو المقترح إلى تجارب سابقة مطبّقة بالفعل في دول مثل اليابان والهند والبرازيل، بينما يرى معارضون أن الخطوة تمثل فصلًا على أساس الجنس وتعارض قيم المساواة التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية.

وفي السياق نفسه، دعت النائبة ناديج أبومانجولي، عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري، إلى تخصيص كبائن للنساء في أول مشروع تلفريك بمنطقة باريس، الرابطة بين فيلنوف سان جورج وكريتيل في الضواحي الشرقية، والمقرر افتتاحه في ديسمبر المقبل بتكلفة 132 مليون يورو. وتأتي هذه الدعوة بعد أن أعربت نساء عن قلقهن من وجود كابينات على ارتفاع يصل إلى 40 مترًا بدون وسائل حماية كافية.

وفي المقابل، انتقدت فاليري بيكريس، رئيسة المجلس الإقليمي لإيل دو فرانس، المقترح ووصفته بأنه فصل عنصري قائم على النوع الاجتماعي، فيما حذّر آخرون من أن الاستجابة لهذه الدعوات قد تعني الرضوخ لفكر متشدد يدعو إلى فصل الجنسين.

وتبرز حادثة الشابة جوردانا دياس، التي تعرضت لاعتداء أثناء ركوبها قطارًا في طريقها لرؤية شقيقها الشهر الماضي، مستوى القلق المتزايد لدى النساء بشأن سلامتهن داخل شبكات النقل العام.

وبحسب بيانات رسمية، تم تسجيل 3374 جريمة ذات طابع جنسي في وسائل النقل العام بفرنسا خلال عام 2024، مقارنة بـ2475 حالة في المملكة المتحدة. كما كشفت دراسة حكومية أن 70% من النساء اللواتي استخدمن شبكة النقل في باريس تعرضن للعنف اللفظي أو الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتهن. وأفادت 81% منهن بشعورهن بعدم الأمان بعد الساعة العاشرة مساءً، بينما أعربت 36% عن مخاوف مشابهة خلال ساعات الذروة المسائية بين الرابعة والنصف والسابعة والنصف مساءً.

قد يهمك