بث تجريبي

غياب أمريكا يضع الاتحاد الأوروبي في مواجهة صعبة مع الصين في قمة المناخ COP30

تواجه أوروبا تحديًا غير مسبوق في قمة المناخ COP30 التي تنطلق اليوم الاثنين في مدينة بيليم البرازيلية، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدم حضور القمة، ما جعل الاتحاد الأوروبي يتحمل بمفرده ضغوط الدول النامية والمطالب المتزايدة على الدول الغنية، في موقف وصفه دبلوماسي أوروبي بأنه "غير مريح".

ورغم أن الاتحاد الأوروبي يُنظر إليه كقائد طبيعي في مجال السياسات المناخية بفضل أهدافه الطموحة، إلا أن واقع الحال يظهر تراجعًا داخليًا في السياسات الخضراء بسبب صعود اليمين المتطرف وضغوط القطاعات الصناعية، ما أدى إلى تأجيل وإضعاف القوانين البيئية والتشاجر حول وتيرة خفض الانبعاثات.

ويزداد الوضع تعقيدًا بسبب التأخر في تقديم أهداف الاتحاد لعام 2035، إذ أعلن الاتحاد عن نطاق واسع لخفض الانبعاثات بين 66.3% و72.5% مقارنة بعام 1990، بدل الهدف الثابت الذي كانت المفوضية الأوروبية تسعى إليه، ما أثار غضب الصين وانتقادات حادة لمسؤولي الاتحاد الأوروبي.

وفيما يتعلق بالصين، أعلنت الأخيرة عن خطتها لخفض الانبعاثات بنسبة 7% إلى 10% بحلول 2035، وهو ما اعتبره الاتحاد الأوروبي "مخيّبًا للآمال"، ما أدى إلى توتر غير مسبوق بين الطرفين حول الالتزامات المناخية والمعايير البيئية، خاصة مع غياب الدعم الأمريكي الذي كان يسهل التواصل مع بكين.

كما يعاني الاتحاد من نقص في المفاوضين المخضرمين بعد تغييرات في حكومات بعض الدول الأعضاء، وهو ما يقلص فعاليته في قيادة المفاوضات، في وقت تتفاقم فيه التوترات بسبب آلية تعديل الكربون الحدودية (CBAM)، التي تفرض رسومًا على الواردات من دول لا تلتزم بالمعايير البيئية الأوروبية، وهو ملف تعتبره الصين تهديدًا لمصالحها الصناعية.

وبذلك، يدخل الاتحاد الأوروبي قمة بيليم في موقف مزدوج الصعوبة: تحمل مسؤولية القيادة العالمية في غياب أمريكا، والتفاوض مع الصين في ظل خلافات تجارية ومناخية معقدة، وسط انتقادات داخلية وخارجية لتراجعه عن السياسات الخضراء.

قد يهمك