بث تجريبي

الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية المغربي: قضية الصحراء معيار الكفاءة السياسية

في لقاء تواصلي نظمته الأمانة الإقليمية لحزب جبهة القوى الديمقراطية بمقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء، أكد الأمين العام للحزب المصطفى بنعلي أن النضال من أجل القضايا الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية، لم يعد مجرد واجب سياسي بل أصبح معيارًا فعليًا لقياس الكفاءة السياسية للأحزاب.

قضية الصحراء… معيار الالتزام الوطني والسياسي

وأوضح بنعلي أن مرحلة ما بعد عام 2017 مثّلت تحولًا جوهريًا في طريقة التعامل مع ملف الصحراء، مبرزًا أن القضية أصبحت في المنظور الملكي مقياسًا لصدق الشراكات الدولية، وفي منظور حزبه اختبارًا لمدى التزام القوى السياسية بمفهوم السيادة الوطنية في بعدها الرمزي والمادي.

وشدد الأمين العام على أن قضية الصحراء المغربية تظل عنوان الإجماع الوطني الراسخ، مؤكدًا أنه لا يحق لأي حزب أو جهة توظيفها للاستحواذ أو الابتزاز السياسي، باعتبارها قضية نضال ديمقراطي توحّد المغاربة على مبدأ أن الوطن لا يُساوم.

الصحراء… معركة وجود وتنمية متجددة

وأضاف بنعلي أن المغرب لا يخوض نزاعًا حدوديًا، بل معركة وجود وسيادة تنموية، تُجسّدها المشاريع الكبرى في الأقاليم الجنوبية، والتي جعلت من الصحراء منصة اقتصادية مستقبلية واعدة.

الاحتفاء بالمسيرة الخضراء ومسيرة الدولة الاجتماعية

جاءت تصريحات بنعلي خلال اللقاء الذي نظمه الحزب في إطار سلسلة فعاليات إحياء الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تحت شعار “بروح المسيرة ونبض الدولة الاجتماعية”.

وقد شهد اللقاء حضورًا وازنًا لأطر الحزب ومناضليه، وسط روح تعبوية عالية عبّرت عن الاعتزاز الوطني بالتحولات السياسية والدبلوماسية التي أعقبت القرار الأممي الأخير المؤكد لمغربية الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي.

المسيرة الخضراء… إبداع سياسي وطني متجدد

وفي كلمته، وصف بنعلي المسيرة الخضراء بأنها لم تكن حدثًا عابرًا في تاريخ المغرب، بل إبداعًا سياسيا لملك عظيم عرف كيف يجعل من الملكية ضمانة للوحدة الوطنية، معتبرًا أن خمسين سنة بعد المسيرة الأولى، يعيش المغرب “مسيرة ثانية” بقيادة الملك محمد السادس، حررت الإرادة والسيادة بعد تحرير الأرض.

ذكاء استراتيجي في إدارة الصراع ومبادرة الحكم الذاتي كنقلة نوعية

وأكد الأمين العام أن المغرب مارس فن إدارة الصراع بسيادة وذكاء استراتيجي، دون تنازل عن الحقوق، بل عبر هندسة الربح الوطني وترتيب الأولويات.

واستشهد بقرار تقسيم الصحراء مع موريتانيا الذي وصفه بـ“القرار الحكيم”، إذ جنّب المنطقة نزاعًا مغاربيًا ومهّد لاسترجاع وادي الذهب.

كما أشار إلى أن مبادرة الحكم الذاتي سنة 2007 لم تكن تنازلًا بل نقلة نوعية في منطق الدولة المغربية، حيث انتقل المغرب من الدفاع إلى المبادرة، ومن المطالبة إلى الإقناع، ومن الشرعية التاريخية إلى الشرعية الواقعية.

الوحدة الترابية والنضال الديمقراطي وجهان لقضية واحدة

وفي تحليله لدور الأحزاب، شدد بنعلي على أن النضال من أجل الوحدة الترابية لا ينفصل عن النضال الديمقراطي، داعيًا إلى ميثاق وطني جديد بين الدولة والمجتمع يجعل من الوحدة الترابية قاعدة للإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

وأضاف أن المسيرة الخضراء حررت الأرض، والمسيرة المتجددة بقيادة الملك تحرر الإنسان والمؤسسات، مشيرًا إلى أن الوطنية الحقة تقاس بقدرة الوطن على الدفاع عن سيادته بالتنمية والعمل والتضحيات.

تفاعل واسع ودعوات للانتقال من التعبئة إلى الفعل

وقد لاقت كلمة بنعلي تفاعلًا كبيرًا من الحضور، حيث أكدت الأمانة الإقليمية على الترابط العضوي بين النضال الديمقراطي والدفاع عن قضايا الوطن.

كما شدد المتدخلون على أن المرحلة المقبلة تتطلب من النخب الانتقال من التعبئة إلى الإنتاج، ومن الخطاب الوطني إلى الفعل الوطني، من أجل ترسيخ مغرب السيادة والدولة الاجتماعية الراسخة.

قد يهمك