في ظلّ تصاعد الصراع المسلح وتدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، أعلنت الولايات المتحدة أنها تواصل تنسيق جهودها مع شركاء دوليين بهدف إنهاء الحرب في السودان، وذلك عقب تقارير موثقة تحدثت عن جرائم قتل جماعي واغتصاب في مدينة الفاشر، التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي.
أكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن واشنطن تجري اتصالات مكثفة مع دول عربية وإفريقية لبحث سبل إنهاء الحرب في السودان بشكل سلمي، رغم تعقيد المشهد الميداني.
وأوضحت ليفيت، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، أن الإدارة الأميركية تتابع عن كثب التقارير الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بشأن الانتهاكات في الفاشر، مشيرة إلى أن مدّعي المحكمة بدأوا رسميًا جمع الأدلة حول جرائم الحرب المحتملة في السودان، وأضافت أن الولايات المتحدة «تدعم كل الجهود الرامية إلى حماية المدنيين، وتهيئة بيئة تسمح ببدء حوار سياسي شامل».
في المقابل، أعلن وزير الدفاع حسن كبرون أن الجيش سيواصل عملياته العسكرية ضد قوات الدعم السريع، بعد مناقشة مجلس الأمن والدفاع السوداني مقترحًا أميركيًا لوقف إطلاق النار في السودان.
وقال كبرون في كلمة متلفزة إن الحكومة السودانية «تُقدّر مبادرات واشنطن، لكنها لن تتهاون في حماية سيادة البلاد»، مؤكدًا أن المعركة مستمرة حتى استعادة الاستقرار، ولم تكشف السلطات عن تفاصيل المقترح الأميركي الذي لا يزال قيد الدراسة، وسط انقسام واضح بين المكونات السياسية والعسكرية في السودان.
شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في حدة المواجهات واتساع رقعة المعارك داخل السودان، حيث امتدت الاشتباكات إلى مناطق جديدة في كردفان ودارفور.
ويخشى مراقبون أن يؤدي استمرار القتال إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في السودان، التي أودت بحياة عشرات الآلاف وأجبرت الملايين على النزوح خلال العامين الماضيين، وتبذل الإدارة الأمريكية جهودًا متواصلة عبر المبعوث الخاص لأفريقيا مسعد بولس لإحياء مسار التهدئة، مستفيدة من خبراتها في إدارة نزاعات مماثلة داخل القارة.
أجرى الموفد الأمريكي مسعد بولس مباحثات في القاهرة شملت لقاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ثم اجتماعًا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وخلال اللقاءات، شدد بولس على أهمية وقف إطلاق النار في السودان، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، بينما دعا عبد العاطي إلى تنسيق دولي عاجل يضع حدًا للحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وأصدرت جامعة الدول العربية بيانًا أكدت فيه دعمها للمبادرة الأميركية الهادفة إلى إحلال السلام في السودان، وبدء حوار وطني يضم جميع الأطراف.