تشهد ولايتا غرب وشمال كردفان تصعيدًا عسكريًا هو الأعنف منذ شهور، بعد سلسلة هجمات جوية وقصف بطائرات مسيّرة أودت بحياة العشرات من المدنيين، وسط دعوات متزايدة لتدخل دولي عاجل وفتح تحقيق مستقل في ما وُصف بـ"المجازر المروعة" التي شهدتها الفولة وأبوزبد واللويب.
أعلنت الإدارة المدنية في ولاية غرب كردفان مقتل أكثر من 18 مدنيًا وإصابة العشرات، جراء قصف جوي نفذته القوات المسلحة السودانية على مدينة الفولة
وأكدت مصادر محلية مقتل القائد عيسى كزيمة، أحد مستشاري قوات الدعم السريع، أثناء وجوده في منزله، حيث لقي مصرعه مع نحو 30 شخصًا آخرين.
وتشهد الفولة منذ أسابيع تصاعدًا في العمليات العسكرية بين الجيش والدعم السريع، ما أدى إلى نزوح مئات الأسر وارتفاع المخاوف من تدهور الوضع الإنساني.
تداول سكان محليون، في مدينة أبوزبد، مقاطع فيديو توثق مقتل ثلاثة مدنيين على الأقل وإصابة آخرين، نتيجة قصف استهدف الأحياء السكنية وأدى إلى انهيار منازل ووجود ضحايا تحت الأنقاض.
ويطالب الأهالي بفتح ممرات إنسانية لتقديم الإغاثة للمصابين والنازحين، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية في المنطقة.
دعت الإدارة المدنية بولاية غرب كردفان المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التدخل العاجل لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في أحداث الفولة، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة الدولية،كما طالبت بتوفير حماية عاجلة للمدنيين في مناطق النزاع، في ظل استمرار القصف وتدهور الأوضاع الأمنية.
أعلنت قوات الدعم السريع إسقاط طائرة شحن عسكرية يُعتقد أنها من طراز "أنتونوف" في سماء مدينة بابنوسة، ونشرت مقاطع فيديو تظهر احتراق الطائرة وسقوطها، وتخضع المدينة لحصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، بينما يواصل الجيش عمليات إنزال جوي للعتاد والمؤن في محاولة لتعزيز مواقعه.
ارتفع عدد ضحايا الهجوم، في شمال كردفان، بطائرة مسيّرة على قرية اللويب شرق الأبيض إلى 58 قتيلاً وأكثر من 50 جريحًا.
وأدان حزب الأمة القومي الهجوم واصفًا إياه بـ"المجزرة"، مطالبًا بتحقيق عاجل وشفاف، في وقت لم تُحدد بعد الجهة المسؤولة عن تنفيذ الضربة بسبب انقطاع الاتصالات عن المنطقة.