في تطور لافت على الساحة الفلسطينية الأمريكية، تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الجمعة عن لقائه المفاجئ بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر شرم الشيخ في مصر، مؤكدًا أن الاجتماع لم يكن مبرمجًا ضمن جدول أعمال المؤتمر، بل جاء “بمبادرة دبلوماسية غير متوقعة”.
وأوضح محمود عباس، في حديث متلفز مع الإعلامية لميس الحديدي على هامش زيارته إلى القاهرة للمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، أن اللقاء مع ترامب تم بترتيب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تدخل لتقريب وجهات النظر بين الجانبين.
وأشار عباس إلى أنه شكر ترامب خلال اللقاء على موقفه الداعم لوقف إطلاق النار في غزة، مقترحًا مشاركة الولايات المتحدة في مؤتمر إعادة الإعمار المنتظر، على أن يحضر ترامب بنفسه إلى جانب عدد من القادة العرب والدوليين.
وفي تصريحاته، أكد محمود عباس أن السلطة الفلسطينية تعمل على تطوير قانون الأحزاب ومسودة الدستور ضمن رؤية تهدف إلى “تعزيز الحياة الديمقراطية وإعادة ترتيب البيت الداخلي”، مشيرًا إلى أن إعادة إعمار غزة ستكون “مفتاحًا أساسيًا لأي تسوية سياسية مستقبلية”.
وأضاف أن مشاركة الولايات المتحدة في جهود إعادة الإعمار قد تمهد لاستئناف المسار السياسي المجمد منذ سنوات، إذا ما توفرت الإرادة الحقيقية من إدارة ترامب الجديدة.
يأتي هذا اللقاء في وقت يشهد فيه الإقليم توترات متصاعدة بعد استمرار الحرب في غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، فيما يسعى محمود عباس إلى حشد الدعم العربي والدولي لإطلاق عملية سياسية شاملة تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن لقاء شرم الشيخ بين عباس وترامب يمثل اختبارًا جديدًا لمسار العلاقات الفلسطينية – الأمريكية بعد فترة من الجمود السياسي، وقد يفتح الباب أمام تعاون أكبر في ملفات غزة وإعادة الإعمار.