أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن سلاح الجو الإسرائيلي شنّ، مساء الاثنين، سلسلة غارات على منشآت تابعة لـ"قوة الرضوان" الذراع العسكرية لحزب الله اللبناني.
وأوضحت التقارير أن الغارات طالت مواقع في منطقتي عين قانا والنبطية بجنوب لبنان، وسط تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وفي بيان لاحق، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نجح في القضاء على قائد فصيل تابع لقوة الرضوان خلال إحدى الغارات في منطقة عين قانا، مؤكداً أن العملية جاءت "ردًا على نشاطات معادية واستهدافات سابقة من الأراضي اللبنانية".
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، إن حزب الله يواصل "محاولاته لإعادة بناء البنى التحتية العسكرية في مختلف أنحاء لبنان"، معتبراً أن ذلك "يمثل خرقًا صريحًا للتفاهمات المبرمة بين إسرائيل ولبنان".
وأضاف أدرعي أن الجيش الإسرائيلي "يتابع تحركات الحزب عن كثب، وسيواصل العمل لمنع أي تهديد على أمن إسرائيل".
بالتوازي مع التصعيد الميداني، حذر المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، من خطر انزلاق المنطقة إلى مواجهة كبرى بين حزب الله وإسرائيل، إذا لم تبادر الدولة اللبنانية إلى بسط سيادتها على كامل أراضيها ونزع سلاح الحزب.
وأشار باراك إلى أن استمرار نفوذ حزب الله في الجنوب اللبناني "يقوض سيادة لبنان ويعرقل الاستثمار ويزعزع ثقة المواطنين"، مؤكداً أن الشركاء الإقليميين مستعدون لدعم لبنان اقتصادياً "إذا استعاد الجيش اللبناني وحده احتكار القوة الشرعية".
ولفت باراك إلى أن تردد بيروت في اتخاذ خطوات حاسمة لنزع سلاح الحزب قد يدفع إسرائيل إلى التحرك من جانب واحد، محذراً من أن "العواقب ستكون وخيمة على لبنان والمنطقة بأكملها" إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الاشتباكات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله منذ أشهر، حيث تبادل الطرفان القصف المتقطع الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، وسط مخاوف دولية من تحول التوتر إلى حرب شاملة تمتد إلى الداخل اللبناني.
وتسعى الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية إلى تهدئة الأوضاع من خلال اتصالات دبلوماسية مكثفة مع بيروت وتل أبيب، في محاولة لمنع انهيار التفاهمات القائمة منذ اتفاق عام 2006 الذي أنهى حرب لبنان الثانية.