بث تجريبي

قلق دولي من ثغرات خطة ترامب للسلام بغزة وسط شكوك حول نزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيل

ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن تنفيذ اتفاق وقف الحرب على غزة، الذي تم توقيعه في "قمة شرم الشيخ للسلام"، يواجه تحديات كبيرة، خصوصًا فيما يتعلق بالانسحاب الكامل لقوات الاحتلال ونزع سلاح حماس، وهما بندان يتيحان لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساحة للمناورة وإبقاء خيار استئناف القتال قائمًا.

وأشارت الشبكة إلى تحليل بورجو أوزجيليك، الباحثة في شؤون أمن الشرق الأوسط بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، التي رأت أن الاتفاق يشير إلى ملامح دولة فلسطينية مستقبلية، لكنها دولة لا مكان فيها لحماس، متسائلة عن مدى التزام الحركة بذلك خلال المرحلة المقبلة.

وأضافت أوزجيليك أن إسرائيل ستواصل التمسك بحقها في العمل عسكريًا داخل غزة إذا رأت تهديدًا لأمنها، إلا أنها شددت على ضرورة وجود سلطة حاكمة في القطاع تتولى الأمن والخدمات والمساعدات الإنسانية. وتوقعت دورًا محوريًا لمصر وتركيا في مرحلة الانتقال، مؤكدة أن جميع الأطراف تحاول إنجاح خطة ترامب.

وفي السياق نفسه، اعتبرت سارة ياركس من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، في تصريحات لـ"دويتشه فيله"، أن التعويل على نجاح الخطة الأمريكية في تحقيق السلام "مبكر للغاية"، مؤكدة أن التفاصيل الجوهرية لم تُحسم بعد، وفي مقدمتها موقف حماس من نزع السلاح.

من جانبها، رأت وكالة "أسوشيتد برس" أن التحديين الأكبر أمام تنفيذ الخطة هما نزع سلاح حماس وضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال انسحبت من معظم مدن القطاع، لكنها ما تزال متمركزة في رفح، وبعض مناطق الشمال، وعلى طول الحدود.

وتنص الخطة الأمريكية على إدارة دولية لقطاع غزة، مع إشراف تكنوقراط فلسطينيين على الشؤون اليومية، بينما تطالب حماس بحكومة فلسطينية خالصة. كما تتوقع الخطة دورًا لاحقًا للسلطة الفلسطينية، ونشر قوة أمنية دولية بقيادة عربية إلى جانب الشرطة الفلسطينية، مقابل انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، مع وجود نحو 200 جندي أمريكي لمراقبة وقف إطلاق النار.

وتتضمن الخطة إشارة إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقبلًا، وهو ما يرفضه نتنياهو. وتلفت "أسوشيتد برس" إلى أن الاتفاق لا يزال غامضًا بشأن توقيت نزع سلاح حماس ومدى الانسحاب الإسرائيلي، خاصة أن تل أبيب ما تزال تسيطر على ما يقرب من نصف القطاع.

وترى الوكالة أن نتنياهو، الذي يكرر منذ عامين تعهد تحقيق "نصر كامل" على حماس، لا يبدو مستعدًا لإنهاء الحرب، خصوصًا أنه يعتمد على شركاء متشددين داخل ائتلافه الحاكم يرفضون وقف القتال، وأن أي إعلان رسمي عن انتهاء الحرب قد يعرض حكومته للانهيار ويدفع إلى انتخابات مبكرة في ظل تراجع شعبيته وعدم تحقيق أهدافه العسكرية.

قد يهمك