كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن إسرائيل قد تتسلم قريبًا رفات الجاسوس إيلي كوهين، المدفون في سوريا منذ إعدامه عام 1965، وذلك في إطار محادثات أمنية غير معلنة بين الجانبين.
وبحسب الصحيفة، يأتي هذا التطور المحتمل بالتزامن مع مباحثات تدور حول اتفاقية أمنية بين إسرائيل وسوريا، خاصة بعد التصريحات الأخيرة للرئيس أحمد الشرع، الذي أشار قبل نحو شهر إلى احتمال خروج نتائج قريبة من هذه المحادثات، ما اعتبرته “يديعوت” مؤشرًا على بادرة قد تُقدم عليها دمشق.
زوجة كوهين، نادية، أعربت عن تفاؤل مشوب بالحذر، قائلة إنها تأمل أن تسمح الظروف الحالية في سوريا بمزيد من الانفتاح والتواصل، معتبرة أن الوقت قد حان للمطالبة بجثمان زوجها. وأوضحت أنها تواصلت مع جهاز الموساد عقب التقارير الإعلامية، إلا أن المسؤولين أبلغوها بعدم وجود معلومات مؤكدة لديهم بشأن إعادة الرفات. وأضافت: "أنا متفائلة دائمًا ولا أفقد الأمل أبدًا".
وتأتي هذه الأنباء بعد عملية سرية سابقة نفذها الموساد بالتنسيق مع طرف لم يُكشف عنه، نجح خلالها في الحصول على الأرشيف السوري المرتبط بكوهين. هذا الأرشيف كان محفوظًا لعقود لدى أجهزة الأمن السورية، ويضم آلاف الوثائق والمقتنيات الشخصية للعميل، الذي أُعدم في 18 مايو 1965 بدمشق.
وبحسب صحيفة معاريف، جرت العملية في توقيت رمزي استعدادًا لإحياء الذكرى الستين لإعدامه، واسترجعت خلالها نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات، معظمها يُكشف عنه لأول مرة. وشملت هذه المواد رسائل عائلية، وصورًا سرية، وتسجيلات من التحقيقات، وأوامر عملياتية تلقاها كوهين من الموساد خلال نشاطه في سوريا، إضافة إلى مفاتيح شقته بدمشق، وجوازات سفر مزورة، ووثائق تنكرية.
كما احتوت الوثائق على وصيته الأصلية التي كتبها قبل إعدامه، والتي كان قد نُشر سابقًا نسخة عنها فقط، وفيها وجّه كلمات مؤثرة إلى زوجته وأطفاله. وتضمن الأرشيف أيضًا ملفات مفصلة عن مهامه واتصالاته، ورسائل بعث بها لعائلته أثناء اعتقاله.
التحرك المحتمل لاستعادة الرفات، إن تحقق، سيُعد سابقة في مسار العلاقة المعقدة بين دمشق وتل أبيب منذ عقود.