بث تجريبي

عثمان ميرغني: السودان يحتاج نظاماً ذكياً لا زعيماً منقذاً

قال الكاتب والصحفي السوداني عثمان ميرغني إن السودان لا يحتاج إلى زعيم فرد لإنقاذه من أزماته، بل إلى نظام متكامل قادر على إدارة الدولة بكفاءة. وأوضح في مقال تحليلي أن فكرة "المنقذ" لم تعد واقعية في ظل فقدان الثقة في القيادات السياسية التي تولت السلطة منذ الاستقلال، مؤكداً أن التجارب السابقة لم تحقق تطلعات السودانيين وزادت من حالة الإحباط الشعبي.

النظام لا الفرد

أشار ميرغني إلى أن الحل يكمن في بناء منظومة تشغيل ذكية، أشبه بـ"سيستم"، تخضع لإرادة الشعب وتعمل على تلبية مطالبه، بدلاً من الاعتماد على شخصية واحدة أو حزب معين.

واعتبر أن المشكلة الحقيقية ليست في الأشخاص بل في طريقة إدارة الدولة، مؤكداً أن تغيير طريقة القيادة هو المدخل الحقيقي للإصلاح.

استعارة السيارة القديمة

وضّح ميرغني فكرته باستعارة وصف فيها السودان بسيارة قديمة كثيرة الأعطال، ظلت قيادتها بيد سائقين متغيرين من أحزاب وأفراد، لكن دون جدوى، لأن طريقة القيادة نفسها هي الخلل.

وأكد أن الحل ليس تبديل السيارة أو السائق، بل تغيير منظومة القيادة بالكامل.

التحول الرقمي والإدارة المؤسسية

وسع ميرغني رؤيته بتشبيه النظام المطلوب بـ"سوفت وير" يحوّل السيارة إلى طائرة مزودة بأجهزة ملاحة متقدمة، بحيث يصبح دور القائد محدوداً بالالتزام بالضوابط الفنية.

ورأى أن هذا النموذج يجعل المواطنين غير معنيين باسم القائد بقدر اهتمامهم بكفاءة النظام الذي يحكم.

دور المجلس التشريعي

وفي ختام مقاله، شدد ميرغني على أن مهمة بناء هذا "السوفت وير" للدولة تقع على عاتق المجلس التشريعي من خلال تشريعات جديدة تعيد هندسة المستوى القيادي وتضمن توازن السلطات، مع ربط كل قرار بمبدأ المسؤولية والمحاسبة. وأكد أن هذا النموذج المؤسسي هو السبيل الوحيد لإنقاذ السودان من أزماته بعيداً عن الرهان على الأفراد.

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يهمك