أطلقت منظمة أطباء بلا حدود تحذيراً عاجلاً بشأن تواصل انتشار وباء الكوليرا في مدينة الدمازين، عاصمة إقليم النيل الأزرق، مؤكدة أن المرض يشكل تهديداً خطيراً على حياة السكان.
وذكرت المنظمة في بيان رسمي أن الفترة بين 25 سبتمبر و8 أكتوبر شهدت تسجيل 140 حالة إصابة بالمرض، جميعها تلقت العلاج في المرافق الطبية التي تديرها فرقها الميدانية.
أوضحت المنظمة أن فرقها تعمل على تقديم الرعاية الطبية للمصابين ودعم جهود توفير مياه نظيفة، لكنها شددت على أن حجم الاستجابة الحالية لا يرقى إلى مستوى الأزمة.
وطالبت بضرورة بناء مراحيض صحية، وحفر آبار جديدة، وتأمين إمدادات مياه شرب آمنة، باعتبار هذه الإجراءات ضرورية لاحتواء انتشار الكوليرا ومنع انتقالها إلى مناطق أخرى في السودان.
تفشي الكوليرا لا يقتصر على النيل الأزرق، إذ تشهد ولايات أخرى مثل نهر النيل، الجزيرة وكسلا زيادة في الإصابات منذ أغسطس الماضي. ويرتبط ذلك بانهيار البنية الصحية نتيجة الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، وهو ما أدى إلى خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة وعجز القطاع الصحي عن مواجهة الأزمات.
حذّرت منظمات الإغاثة الدولية من أن تكدس النازحين داخل المخيمات والمدن، وسوء شبكات الصرف الصحي، وغياب الرقابة الصحية، خلقت بيئة مثالية لتفشي الكوليرا في السودان. ويؤدي المرض إلى إسهالات حادة وجفاف شديد، قد يفضيان إلى الوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي السريع.
وشددت المنظمات على ضرورة إطلاق استجابة عاجلة ومنسقة تشمل تحسين البنية التحتية الصحية، توفير الموارد اللازمة للكوادر الطبية، وتكثيف حملات التوعية المجتمعية، لتفادي ما وصفته بكارثة صحية تهدد ملايين السكان في البلاد.