وجّه الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، خلال لقائه وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM)، رسالة إلى المشاركات في المسيرة النسائية "نسير بالأمل نحو الحرية"، التي انطلقت من مدينة ديار بكر الواقعة جنوب شرق تركيا باتجاه العاصمة أنقرة.
وقال أوجلان في رسالته إن هذه المسيرة التي أطلقتها حركة المرأة الحرة تمثل "مساهمة مهمة في مسار المفاوضات الديمقراطية"، مؤكداً أن الحوار والتشاور يشكلان الأساس لأي ديمقراطية حقيقية.
المفاوضات الديمقراطية
وأوضح مؤسس حزب العمال الكردستاني المنحل أن المفاوضات الديمقراطية جاءت ثمرة لتجارب إنسانية طويلة امتدت على مدى ثلاثة قرون من الحروب وسفك الدماء، مضيفاً: "التفاوض ضروري في كل علاقة، وينبغي أن يكون قاعدةً لها، سواء في المجتمع أو بين الرجل والمرأة."
وأشار أوجلان إلى أن العلاقات التقليدية القائمة على هيمنة الرجل وخضوع المرأة لم تعد مقبولة، وأن مسيرة النساء نحو الحرية هي رفض لهذه السلطة. ودعا النساء إلى حل مشاكلهن مع الدولة والمجتمع والأسرة عبر التفاوض، بعيداً عن أي لغة استبدادية أو سلطوية.
وختم قائلاً: "سننتصر بلغة المساواة"، موجهاً تحية تقدير إلى جميع المشاركات في المسيرة، ومعبّراً عن احترامه لجهودهن وإخلاصهن في سبيل الحرية.
اللقاء مع وفد إمرالي
وفي الثالث من أكتوبر 2025 عقد لقاء بين أوجلان ووفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب في جزيرة إمرالي، حيث يسجن هناك لقرابة 27 عاماً. واستمر اللقاء نحو ثلاث ساعات ونصف.
وأفاد الوفد في بيان رسمي أن أوجلان بدا بصحة جيدة ومعنويات عالية وثقة كبيرة بالنفس. وأكد الزعيم الكردي أن التقدم في عملية السلام والمجتمع الديمقراطي مرتبط بالوفاء بالمتطلبات السياسية والقانونية، مشدداً على أن المفاوضات الديمقراطية يجب أن تكون المبدأ الحاكم في جميع العلاقات السياسية والمجتمعية داخل تركيا.
وأوضح أن العملية التي بدأت قبل عام نجحت في وقف الحرب والمواجهات داخل البلاد، وتجاوزت العديد من المخاطر الكبرى، مشيداً بكل من أسهم في إنجاحها.
وأضاف أوجلان أن الديمقراطية التفاوضية برزت بعد قرون من الحروب المدمرة كنموذج أساسي للحل، داعياً إلى اعتمادها قاعدةً لمعالجة القضايا الداخلية والخارجية في تركيا.
وفي ختام اللقاء، شدد أوجلان على أهمية بناء جمهورية جديدة في مئويتها الثانية تقوم على أسس السلام والديمقراطية والحقوق.