بث تجريبي

توتر في البصرة بعد اتهامات بمحاولة استهداف الصدر.. صراع سياسي يطل برأسه

شهدت محافظة البصرة خلال الساعات الأخيرة توتراً أمنياً ملحوظاً، عقب انتشار عناصر من سرايا السلام التابعة للتيار الصدري في شوارع المدينة. جاء ذلك إثر بثّ برنامج تلفزيوني يقدّمه الإعلامي علي فاضل، تضمّن اتهامات بوجود محاولة لاستهداف زعيم التيار مقتدى الصدر عبر طائرة مسيّرة، قيل إن النائب ياسر المالكي متورط فيها.

النائب المالكي سارع إلى نفي تلك المزاعم في بيان رسمي، واصفاً إياها بأنها “افتراءات وأباطيل” تهدف إلى إشعال الفتنة. كما أكد عزمه ملاحقة مروّجي هذه الاتهامات قضائياً، مشدداً على أن ما يُتداول لن يؤثر على مسيرته السياسية أو استقراره القانوني.

لكن ما وراء هذه الأحداث يتجاوز حدود اتهام فردي أو رد فعل سياسي؛ إذ يعكس المشهد هشاشة التوازن بين القوى الشيعية في العراق، خصوصاً بين التيار الصدري وحلفاء نوري المالكي. انتشار سرايا السلام في البصرة يحمل رسائل متعددة: أولها أن التيار الصدري لا يزال قادراً على الحشد الميداني في أي لحظة، وثانيها أن أي مساس بمقتدى الصدر – حتى لو في إطار شائعة إعلامية – كفيل بتفجير الوضع الأمني في الجنوب.

تحليل المراقبين يشير إلى أن هذه التطورات قد تكون جزءاً من صراع النفوذ بين التيارات الشيعية المتنافسة على قيادة المرحلة المقبلة، في ظل الاستعدادات لانتخابات محتملة وتزايد التنافس على إدارة الدولة العراقية. كما أن اختيار البصرة مسرحاً للتوتر ليس عفوياً؛ فهي مدينة حيوية اقتصادياً وتضم الموانئ النفطية الأساسية، ما يجعل أي اضطراب أمني فيها محط أنظار الداخل والخارج على السواء.

ويخشى بعض المحللين من أن تتحول هذه الاتهامات الإعلامية إلى شرارة جديدة لإعادة إنتاج المواجهة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، وهو ما قد يعيد العراق إلى مربع الاضطراب السياسي والأمني في وقت يحتاج فيه إلى الاستقرار لإدارة ملفاته الداخلية والخارجية.

قد يهمك