حذر الناطق الإعلامي باسم الأونروا، عدنان أبو حسنة، من دفع مليون فلسطيني إلى مساحة لا تتجاوز 35 كيلومتراً مربعاً يعني تكديس أكثر من مليوني إنسان في هذه البقعة الصغيرة، أي ما يقارب 70 ألف شخص في الكيلومتر المربع الواحد، وهو أمر مستحيل.
ويأتي تحذير الأونروا بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، دخوله رسمياً المرحلة التالية من عملياته العسكرية في قطاع غزة ضمن ما يعرف بخطة "مركبات جدعون". وأوضح أن الفرقتين 162 و98 باشرتا المناورة حول مدينة غزة، في خطوة تهدف إلى التوغل نحو قلب المدينة.
وأشار الجيش إلى أن اللواء 36 سينضم تدريجياً خلال الأيام المقبلة إلى العمليات البرية، في مسعى لتطويق مدينة غزة من جميع الاتجاهات، ما يمهّد لمرحلة أكثر شراسة في القتال.
أكدت قيادة الجيش أن التقدم داخل غزة سيكون تدريجياً وفق خطة مبنية على مراحل متتالية، مع إمكانية التوقف أو تعديل التحركات الميدانية بحسب ما تقتضيه القرارات السياسية في تل أبيب.
وفي موازاة التصعيد الميداني، شهدت إسرائيل خلافاً داخلياً حاداً، بعدما وجّه رئيس أركان الجيش انتقادات مباشرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو داخل الكنيست، قائلاً إن "الأمور معه غير مفهومة"، في إشارة إلى ارتباك إدارة القيادة السياسية للأزمة.
تأتي هذه التطورات في سياق حرب إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة منذ أشهر، خلّفت دماراً واسعاً وسقوط آلاف الضحايا المدنيين. ويُعد الإعلان عن بدء المرحلة الجديدة من العملية تصعيداً لافتاً، إذ يسعى الجيش الإسرائيلي للانتقال من الضربات الجوية والحصار إلى توسيع المناورات البرية وصولاً إلى قلب مدينة غزة، ما ينذر بمرحلة أكثر تعقيداً على المستويين الإنساني والسياسي.