مع ختام مناورات "النجم الساطع 2025"، يترسخ موقع هذا التمرين العسكري متعدد الجنسيات كأبرز وأقدم التدريبات في المنطقة. وقد استضافت مصر فعاليات النسخة الحالية بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة، وأسفرت عن نجاح واضح لا لبس فيه.
في قلب تمرين هذا العام، برزت القيادة المصرية. فلم تكتفِ القوات المسلحة المصرية باستضافة النجم الساطع بتميّز، بل قادت أيضًا عناصر محورية في التخطيط، والتنسيق، والتنفيذ الميداني، ما أظهر قوة منظومة القيادة والسيطرة لدى مصر، والثقة التي اكتسبتها بين نظرائها الدوليين.
وفي أعقاب اجتماع مع القيادات العسكرية الأميركية، وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي تمرين النجم الساطع 2025 بأنه تجسيد "للتعاون الدفاعي الوثيق" بين مصر والولايات المتحدة، وهو تعاون يواصل دعم قدرة مصر على الاستجابة الحاسمة في ظل بيئة أمنية إقليمية سريعة التغير. وقد عبّر الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، عن نفس الموقف، مؤكّدًا التزام مصر بتوسيع مجالات التعاون العسكري في مختلف القطاعات.
وخلال أسبوعين من التمارين المكثفة، نفذت قوات من مختلف أنحاء المنطقة عمليات معقدة برًا وبحرًا وجوًا، إلى جانب خطط استراتيجية وسيناريوهات في مجال الأمن السيبراني صُمّمت خصيصًا لمواجهة التهديدات الهجينة المتطورة. وشملت التمارين الميدانية دمج أنظمة ومنصات أميركية متقدمة، من بينها أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل (IAMD)، والطائرات المُسيّرة، ومقاتلات F-16، وحاملات الطائرات من فئة نيمتز، ودبابات M1 أبرامز، ضمن بيئات قتال واقعية. وكانت النتيجة تحقيق جاهزية متبادلة، وتكامل لحظي في العمليات، وتعزيز التنسيق التكتيكي والعملياتي.
مثّل تمرين النجم الساطع 2025 منصة حيوية للدول المشاركة لصقل المهارات، وتعميق التعاون، وبناء الثقة في قدراتها الدفاعية الذاتية. وقد وفّرت تمارين مراكز القيادة، والتدريبات البحرية والبرمائية، والمناورات البرية، فرصة نادرة للقوات الإقليمية للتدريب جنبًا إلى جنب، وتبادل الخبرات، وتطوير قوات متمكنة وجاهزة للمستقبل. وكما صرّح اللواء عادل بن محمد البلوى، رئيس هيئة تعليم وتدريب القوات المسلحة السعودية: "يهدف التمرين إلى تعزيز التعاون العسكري، وتطوير المفاهيم العملياتية المشتركة، ورفع مستوى الجاهزية والتنسيق التشغيلي بين القوات المشاركة".
أما بالنسبة للدول المراقبة، فإن النجم الساطع يمثّل معيارًا للتعاون الدفاعي الحديث، حيث يُظهر كيف يمكن للدول المستضيفة أن تحظى بالثقة والتقدير على الساحة الدولية من خلال التنسيق الفعّال مع الولايات المتحدة. واستضافة مثل هذه التمارين يعزز من مكانة الدولة كمشارك رئيسي موثوق به في مجالات الدفاع، ويوفر لقواتها تجربة مباشرة في بيئات تدريب متقدمة، وأنظمة متطورة، وعقيدة قتالية فعّالة.
منذ النسخة الأولى للنجم الساطع، أُقيم أكثر من 100 تمرين عسكري مشترك في المنطقة. وشارك ما يزيد عن نصف مليون جندي في تمارين متعددة الأطراف مرتبطة بالقيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) في منطقة الخليج والمشرق. وقد استضافت دول عديدة مثل الإمارات العربية المتحدة، والكويت، والأردن، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، وقطر، والبحرين، هذه التمارين، مما ساهم في تأسيس قوات أكثر تكاملًا، وأكثر قدرة على الاستجابة السريعة للتحديات الإقليمية المشتركة.
ومع إسدال الستار على تمرين النجم الساطع 2025، تتوجّه القيادة المركزية الأميركية (USCENTCOM) بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى جمهورية مصر العربية، على التزامها، وقيادتها، وحسن ضيافتها، والتي وفّرت بيئة مثالية لتعزيز التعاون الأمني بين الشركاء حول العالم. وتفخر القوات المسلحة الأميركية بالوقوف إلى جانب مصر وقواتها المسلحة، وتؤكد التزامها الدائم بدعم الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم.