بث تجريبي

منسق المبادرة العربية لحرية أوجلان: تركيا تتعمد المماطلة وتستخدم العزلة أداة سياسية

تصاعدت في تركيا وخارجها التساؤلات بشأن العزلة المشددة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، وسط جدل حول جدوى تشكيل لجنة برلمانية لم تُمنح بعد الصلاحيات الكاملة لمباشرة عملها.

ويرى منسق المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان، إلهامي المليجي، أن السياسات التركية تكشف عن مماطلة متعمدة، تهدف إلى تجميد مسار الحل الديمقراطي بدل المضي في عملية سلام حقيقية.

العزلة أداة سياسية لا أمنية

ويشير المليجي إلى أن العزلة ليست قراراً أمنياً بحتاً، بل أداة سياسية لإدارة الصراع. فأنقرة، بحسب ما أكده، "تخشى أن يتحول مشروع أوجلان القائم على التعايش والأخوة بين الشعوب إلى قوة ضاغطة وملزمة على الأرض، لذلك تلجأ إلى تشديد أو تخفيف العزلة تبعاً للحظة السياسية، بما يضمن بقاء زمام المبادرة بيد الدولة ومنع انفتاح كامل قد يعيد صياغة المشهد السياسي برمته".

عرقلة زيارة اللجنة البرلمانية

أما عن عرقلة زيارة لجنة البرلمان التركي، المكوّنة من 51 نائباً، إلى سجن إمرالي للقاء القائد عبد الله أوجلان، فيرى المليجي أن ذلك يعكس محاولة واضحة للتهرّب من الاستحقاقات، إذ إن السماح بمثل هذه الزيارة سيُقرأ كاعتراف بدوره المركزي في أي عملية سلام، وهو ما تسعى الدولة لتفاديه عبر الاكتفاء بقنوات محدودة مثل وفود حزب المساواة وديمقراطية الشعوب.

الحاجة إلى دستور جديد وإصلاحات

ويصف منسق المبادرة العربية هذا النهج بأنه "تهرّب مُحكم" من عملية السلام، موضحاً أن الحل الحقيقي يتطلب دستوراً جديداً يضمن المساواة، وإصلاحات تطال بنية الدولة الأمنية، فضلاً عن معالجة إشكالية "السجن المؤبد بلا مراجعة" التي سبق أن أدانتها المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
ويلفت إلى أن أنقرة لا تزال تمارس سياسة "خطوة إلى الأمام ونصف إلى الخلف"، عبر إعلانات رمزية تُقيَّد لاحقاً بضوابط تُبقي الملف تحت السيطرة.

دور المجتمع المدني في الداخل

على الصعيد الداخلي، يحمّل المليجي الحركات الديمقراطية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني مسؤولية الضغط المستمر لفرض خطوات عملية، من بينها تقنين زيارات المحامين والأهالي إلى إمرالي، وإنشاء آلية عادلة لمراجعة العقوبات المؤبدة، ووضع جدول زمني للإصلاحات، وفرض شفافية على عمل اللجنة البرلمانية ونشر محاضرها.

ضغط دولي وحملات شعبية

أما على المستوى الدولي، فيرى أن محبّي القائد عبد الله أوجلان ومؤيدي أفكاره حول العالم يملكون أدوات مؤثرة، أبرزها الضغط عبر مجلس أوروبا والأمم المتحدة، والتحركات البرلمانية الأوروبية لربط التعاون مع أنقرة بخطوات ملموسة، إلى جانب حملات إعلامية وشعبية تُظهر أن حريته الجسدية ليست مسألة كردية محلية، بل مفتاح سلام شامل في تركيا واستقرار أوسع في المنطقة.

خلاصة

ويخلص المليجي إلى أن إبقاء العزلة وعرقلة زيارة اللجنة البرلمانية ليس سوى "مماطلة سياسية متعمدة"، لكنه يؤكد أن هذه السياسة لن تُسكت الأصوات المطالبة بالسلام، لأن حرية عبد الله أوجلان لم تعد قضية فردية، بل أصبحت مدخلاً إلزامياً لأي تسوية تاريخية عادلة في تركيا والمنطقة.

قد يهمك