قيود طالبان تكلّف النساء حياتهن بعد زلزال مدمّر في أفغانستان

كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن مئات النساء الأفغانيات فقدن حياتهن في أعقاب الزلزال العنيف الذي ضرب شرق البلاد، نتيجة القيود الصارمة التي تفرضها حركة طالبان والتي حالت دون إنقاذهن أو علاجهن في الوقت المناسب.

وضرب زلزال بقوة 6.6 درجات إقليم كونار الجبلي يوم الأحد، أعقبه هزّتان ارتداديتان زادتا من حجم الدمار والمخاوف. وأسفر الزلزال عن مقتل أكثر من 2200 شخص وإصابة الآلاف، في حين واجهت فرق الإنقاذ صعوبات في الوصول إلى القرى النائية.

ووفق شهادات الناجين، فإن النساء رفضن التوجه إلى المنقذين أو الأطباء الرجال بسبب الحظر المفروض على التعامل معهن دون وجود أقارب، بينما لم يُسمح للنساء بالعمل في فرق الإنقاذ. وأكد أحد المسعفين: "حتى لمس امرأة متوفاة قد يعرّضنا للعقوبة".

وفي قرى منكوبة مثل مزار دارا، نُقل الرجال والأطفال لتلقي العلاج، فيما تُركت نساء ينزفن حتى الموت. كما أشار سكان محليون إلى أن بعض النساء عدن في منتصف طريق الهروب للبحث عن "الحجاب"، فعلقن تحت الأنقاض.

وفي مستشفى جلال آباد الإقليمي، أقرّ أطباء بأن بعض الكوادر الطبية رفضت في الساعات الأولى علاج المريضات، ما أدى إلى وفاة حوامل أخريات. وأكد أحد العاملين الصحيين أن العدد الحقيقي للوفيات بين النساء قد يصل إلى المئات.

وتتهم منظمات حقوقية طالبان بفرض "قيود قاتلة" على النساء حتى في حالات الكوارث، فيما تتزايد المخاوف من ارتفاع عدد الضحايا مع استمرار عمليات البحث تحت الأنقاض.