في تصريح لصحيفة إنديان إكسبريس الهندية، تناول القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، جملة من القضايا السياسية والعسكرية المتعلقة بمستقبل سوريا، مؤكدًا أن البلاد تمر بمرحلة حساسة تتطلب حلولاً شاملة تراعي حقوق كافة المكونات، وتضمن الاستقرار عبر نظام حكم ديمقراطي لامركزي.
وأوضح عبدي أن سقوط نظام البعث خلق فراغًا أمنيًا وإداريًا هائلًا في سوريا، ما أفسح المجال أمام قوى متطرفة للتمدد، وترك البلاد في حالة من عدم التوازن السياسي والمؤسساتي، مشيرًا إلى أن إعادة بناء مؤسسات الدولة يتطلب حلولًا واقعية تشمل جميع السوريين دون تمييز.
وأشار القائد العام لـ”قسد” إلى أن اتفاق 10 مارس الموقّع بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية المؤقتة يُعدّ خطوة مهمة نحو دمج قوات قسد ضمن الجيش السوري، لكنه شدد على أن التحديات لا تزال قائمة، خاصة فيما يتعلق بـ ترتيبات اللامركزية، والاعتراف بالحقوق الثقافية والدينية لمختلف المكونات، وعلى رأسها المكون الكردي.
وأكد عبدي أن سوريا المستقبل يجب أن تُبنى على نظام حكم لامركزي ديمقراطي، يُعطي صلاحيات حقيقية للمجالس المحلية والإقليمية، ويحترم الحقوق الثقافية والدينية والسياسية لجميع مكونات الشعب السوري، معتبرًا أن المركزية التي حكمت البلاد لعقود كانت أحد أبرز أسباب الانهيار والصراع.
وشدّد على أن الجيش السوري الموحد الذي يُطمح إلى تشكيله يجب أن يتمتع بهوية وطنية جامعة، ويخدم جميع السوريين دون تحيزات قومية أو دينية أو حزبية ضيقة، معتبرًا أن بناء هذا الجيش يتطلب إعادة هيكلة شاملة، ودمج كافة القوى العسكرية التي شاركت في محاربة الإرهاب.
واتهم عبدي الحكومة السورية المؤقتة بانتهاج سياسات فاقمت النزاعات العرقية والدينية، معتبرًا أن ما تشهده بعض المناطق من توترات يعود إلى تلك السياسات الإقصائية، داعيًا إلى إعادة النظر في النهج السياسي المعتمد، بما يضمن التعايش السلمي والاستقرار في عموم سوريا.
كما دعا إلى حماية حقوق جميع الجماعات السورية، من خلال إقامة مجالس إقليمية منتخبة، تتولى إدارة شؤون مناطقها بشكل مباشر، وتعمل في إطار وحدة الدولة السورية، بما يعزز مفهوم المواطنة والمساواة.
وفيما يتعلق بعلاقة “قسد” مع تركيا، أوضح عبدي أن قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لم تشكلا في أي وقت تهديدًا لأمن تركيا، داعيًا أنقرة إلى الاعتراف بحقوق الأكراد السوريين، تمامًا كما يُفترض أن يتم احترام حقوق جميع مكونات الشعب السوري، مؤكدًا أن الحوار هو السبيل الأفضل لتجاوز الخلافات.
وختم القائد العام لـ”قسد” حديثه بالتأكيد على أن الدعم الدولي، وخاصة دعم التحالف الدولي، لا يزال ضروريًا، ليس فقط لمواصلة المعركة ضد تنظيم داعش، بل أيضًا لمنع استغلال الفراغ الأمني والسياسي من قبل أطراف تسعى لفرض أجنداتها بالقوة، مشددًا على أن الاستقرار في سوريا يجب أن يكون هدفًا مشتركًا للمجتمع الدولي وقوى الداخل السوري
أصداء المرأة
القصة كاملة