انتهت جولة المفاوضات الثانية بين روسيا وأوكرانيا التي احتضنتها مدينة إسطنبول التركية، في محاولة لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع.
وتأتي المحادثات بعد يوم واحد فقط من شن أوكرانيا هجومًا عنيفًا بطائرات مسيّرة على أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية، الذي تكبدت على أثره موسكو أكثر من 7 مليارات دولار.
وتجري محادثات بين موسكو وكييف تحت ضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تناوب على مغازلة رئيسي البلدين وتوبيخهما. إلا أن روسيا وأوكرانيا متمسكتان بموقفهما، إذ من غير المتوقع أن يقدم أي منهما شروطًا مقبولة للطرف الآخر في المحادثات، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وفدا البلدين
يشارك في جولة المفاوضات الثانية 12 عضوًا من الجانب الروسي و14 من الجانب الأوكراني، يرتدي بعضهم الزي العسكري.
وبحسب موقع "روسيا اليوم"، فإن المفاوضات تأخرت عن موعدها المحدد، بسبب عدم وصول رئيس وفد كييف، ووزير الدفاع الأوكراني في الوقت المحدد.
أمل تحقيق نتائج ملموسة
وافتتح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان المفاوضات بكلمة قال فيها، إن الرئيس رجب طيب أردوغان على اتصال بالرئيسين بوتين وزيلينسكي بشأن تسوية الحرب، وأن بلاده سعيدة بعقد الجولة الثانية من المحادثات الروسية الأوكرانية هنا في إسطنبول، وتأمل في تحقيق نتائج ملموسة.
وأكد "فيدان"، أن أنقرة جاهزة لاتخاذ الخطوات اللازمة لتسهيل التوصل إلى سلام بين موسكو وكييف، مضيفًا أن تركيا تتوقع أن يكون الاجتماع بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول اليوم مثمرًا ويخرج بنتائج ملموسة.
مطالب الطرفين
أما عن مطالب الجانبين لإنهاء الحرب، فسلمت موسكو مذكرة تتضمن شروط السلام إلى الجانب الأوكراني، كما سلّمت كييف شروطها أمس الأحد.
وتعتبر الوثيقة الأوكرانية أن من أولوياتها في الوقت الحالي الوقف الكامل وغير المشروط لإطلاق النار، بحسب ما كشف الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وتطالب كييف بإعادة الأسرى والأطفال الأوكرانيين الذين تتهم موسكو باختطافهم، كما تتمسك الوثيقة الأوكرانية بعدم التخلي عن أراضيها والحفاظ على سيادة بلادها مع ضمانات غربية.
في حين يتمسك الرئيس الروسي بـ3 شروط لإنهاء الحرب، أبرزها أن يتعهد القادة الغربيون كتابيًا بوقف توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقًا، ورفع العقوبات المفروضة على بلاده، وأن تكون كييف محايدة.
الجولة الأولى
وخلال الجولة الأولى من المحادثات في إسطنبول في منتصف شهر مايو المنقضي التقى كبار المسؤولين الأمريكيين مع الأوكرانيين والروس على حدة، لكنهم تركوا لتركيا مهمة التوسط في المحادثات المباشرة.
بعد ذلك، اتهم الأوكرانيون الروس بإصدار تهديدات واستفزازات، زاعمين استعدادهم للقتال لسنوات طويلة وغزو المزيد من المناطق الأوكرانية. وأعرب الوفد الروسي عن ثقته، معربًا عن "رضاه عن نتائج" المحادثات، التي وصفها بأنها "نُظمت بمبادرة من الرئيس الروسي".
وفي الأيام الأخيرة، خفف زيلينسكي التوقعات بشأن الجولة الجديدة من المناقشات، ولم يؤكد إلا بعد ظهر أمس الأحد أن وفدًا أوكرانيًا سيسافر إلى إسطنبول.
هدف كييف وتحفظ موسكو
لا يزال هدف كييف هو ضمان وقف إطلاق النار أولاً، قبل الانتقال إلى مفاوضات اتفاق سلام أوسع. وصرح مسؤول أوكراني رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة المفاوضات الحساسة، بأن مقترحات كييف تتضمن بنودًا لوقف إطلاق النار برًا وبحرًا وجوًا، على أن يتولى شركاء دوليون مهمة المراقبة.
على عكس أوكرانيا، لم تُعلن روسيا عن مقترحاتها مُسبقًا، مُصرّحةً بأنها لن تُقدّمها إلا مُباشرةً في اجتماع إسطنبول. وانتقد المسؤولون الأوكرانيون هذا الترتيب، مُشيرين إلى أنه سيُعيق حوارًا هادفًا.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم