تتصاعد حدة التوتر الدبلوماسي بين أوكرانيا وروسيا مع اقتراب الموعد المقترح لجولة جديدة من محادثات السلام في إسطنبول، إذ تتبادل العاصمتان الاتهامات بالمماطلة والتأخر في تقديم المقترحات اللازمة لضمان جدية المفاوضات، هذا الوضع يلقي بظلاله على الآمال المعلقة على هذه الجولة لإنهاء الصراع الدائر.
اتهمت وزارة الخارجية الأوكرانية، اليوم الخميس، روسيا بالمماطلة في تسليم مسودة مذكرتها لرؤية التفاوض، معتبرة أن هذا التأخير يكشف عن رغبة موسكو في أن يكون الاجتماع التالي بين الجانبين شكليًا وخاليًا من النتائج.
وأكدت الخارجية الأوكرانية، أنه "إذا لم تكن روسيا تعرقل المفاوضات فعليها تمرير الوثيقة فورًا كما طالبنا"، مشيرة إلى أن "موسكو تخشى أن يُكشف عن تعطيلها لعملية السلام إذا أرسلت الوثيقة".
ورجحت أن تأخر روسيا يشير إلى أن المذكرة "قد تحتوي على إنذارات غير واقعية".
من جانبه، أعلن الكرملين، اليوم الخميس، أنه لا يزال ينتظر رد أوكرانيا الرسمي على اقتراح روسيا بعقد الجولة المقبلة من محادثات السلام في إسطنبول، 2 يونيو المقبل، لبدء المناقشات حول مسودة مذكرات تفاهم بشأن اتفاق سلام.
واقترحت روسيا، أمس الأربعاء، جولة جديدة من المفاوضات المباشرة، بهدف تقديم مذكرة إلى أوكرانيا تحدد ما وصفته بالعناصر الأساسية "لتجاوز الأسباب الجذرية" للنزاع.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو لم تتلق ردًا من كييف حتى الآن، وعندما طُلب منه التعليق على ما قاله وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، حول ضرورة تسليم روسيا مسودة المذكرة فورًا، رفض بيسكوف الفكرة ووصفها بأنها "غير بناءة"، موضحًا: "هنا، عليك إما تأكيد استعدادك لمواصلة المفاوضات أو القيام بالعكس".
تأتي هذه التطورات في أعقاب فشل المحادثات السابقة، التي أجريت 16 مايو الماضي، في التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، حينها، قالت موسكو إن من المستحيل تنفيذ وقف إطلاق النار قبل استيفاء شروط معينة.
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بيان الأربعاء، بأن "الجانب الروسي، كما هو متفق عليه، بلور سريعًا مذكرة ذات صلة تحدد موقفنا من جميع الجوانب الرامية للتغلب بفاعلية على الأسباب الجذرية للأزمة".
وأضاف لافروف أن الوفد الروسي برئاسة فلاديمير ميدينسكي مستعد لتقديم المذكرة إلى الجانب الأوكراني وتوفير التوضيحات اللازمة، خلال الجولة الثانية من المحادثات المباشرة، التي ستستأنف في إسطنبول، الاثنين المقبل.
وتابع: "نتوقع من كل من يهتم بصدق، وليس بالكلام فقط، بنجاح عملية السلام أن يدعم عقد جولة جديدة من المفاوضات الروسية الأوكرانية المباشرة في إسطنبول".
في سياق متصل، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الأربعاء، نظيره الروسي سيرجي لافروف، إلى إجراء حوار "بنَّاء وبحسن نية" مع أوكرانيا، باعتبار ذلك "السبيل الوحيد" لإنهاء الحرب.
وناقش الوزيران خلال اتصال هاتفي "الاستعدادات الجارية" لجولة مقبلة من المفاوضات بين موسكو وكييف في إسطنبول، 2 يونيو المقبل.
وأوضحت الخارجية الروسية أن لافروف بحث مع روبيو "الاستعدادات للجولة المقبلة من المفاوضات الروسية-الأوكرانية في إسطنبول، وإعداد موسكو لمقترحات محددة لجولة المفاوضات".
وأطلع لافروف، روبيو على "التقدم المحرز في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، المُبرمة 19 مايو الجاري".
ووفقًا للبيان الروسي، قال روبيو، إن ترامب "يُركز على إنهاء الصراع الأوكراني في أسرع وقت"، معربًا عن استعداد واشنطن لـ"تسهيل تقريب مواقف الطرفين".
وذكر البيان أن الجانبين أعربا عن نيتهما المشتركة في "مواصلة الحوار البناء والقائم على الاحترام المتبادل بين وزارتي الخارجية الروسية والأمريكية".
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم