شهدت العاصمة المصرية القاهرة، مساء السبت، ندوة خاصة نظمتها دار نفرتيتي للنشر والدراسات والترجمة، لإطلاق النسخة العربية من كتاب "ستنتصر الحرية.. حياة عبدالله أوجلان المصورة" للكاتب الأسكتلندي شون مايكل ويلسون، والذي يعد أول كتاب مصوّر للكبار يتناول سيرة القائد الكردي والمفكر الأممي عبدالله أوجلان، بأسلوب سردي مبسط ورسوم تعبيرية.
الندوة التي أدارها الكاتب وليد ثابت، استضافت الدكتور علي ثابت صبري، الأكاديمي والمتخصص في علم التاريخ، باعتباره المتحدث الرئيسي، بحضور لفيف من الكتّاب والمثقفين والسياسيين من مصر وسوريا، وسط إشادة واسعة بفكرة الكتاب ومحتواه التحليلي حول مسيرة أوجلان ونضاله الفكري والسياسي.
الإعلان الخاص بالندوة
سيرة ملهمة وفكر شامل
افتتح وليد ثابت الندوة بكلمة أشار فيها إلى أن الكتاب يقدم أوجلان كقائد ومفكر قدم حلولًا لقضايا المنطقة، وليس كمناضل سياسي فقط، مؤكدًا أهمية أفكاره في الوقت الراهن، لما تحمله من رؤى بديلة للتعايش والحل السلمي في الشرق الأوسط.
بدوره، استعرض الدكتور علي ثابت صبري أبرز ملامح فكر أوجلان كما جاء في الكتاب، مشددًا على أن مشروعه الفكري يُعد من أهم المشاريع في المنطقة خلال الخمسين عامًا الماضية، لا سيما من خلال مفاهيم مثل "الحداثة الديمقراطية" و"الثورة الذهنية"، والتي تهدف إلى بناء مجتمع قائم على الوعي المشترك واحترام التعدد.
وأوضح صبري أن الكتاب تميز ببساطته وقدرته على الوصول إلى الرأي العام، عبر رواية مصورة تخاطب الكبار، تُظهر محطات أوجلان الفكرية من نشأته في القرية وتأثره بالبيئة الإيكولوجية، إلى انتقاله للمدينة وانخراطه في الحركات الاشتراكية، ثم تأسيس حزب العمال الكردستاني.
مقدم الندوة الدكتور وليد ثابت والمتحدث الدكتور علي ثابت صبري
نضال فكري في مواجهة الحداثة الرأسمالية
اعتبر صبري أن أوجلان حاول مواجهة ما خلفته الحداثة الرأسمالية من إنكار للهويات المحلية، عبر التأسيس لفكر مقاوم يعيد الاعتبار للتعدد القومي والثقافي، وهو ما انعكس في مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، باعتبارها التطبيق العملي لفكره.
وتطرق إلى تجربة أوجلان في السجن، مؤكدًا أن الحبس في جزيرة إمرالي لم يُضعف مشروعه، بل جعله أكثر انفتاحًا، حيث أنتج خلاله كتبًا مهمة ودعا إلى السلام مرارًا، كان آخرها نداء السلام في فبراير الماضي، الذي أعقبه إعلان حل حزب العمال الكردستاني ووقف نشاطه المسلح.
جانب من الحضور في الندوة
دعوة للإفراج عن أوجلان
وختم صبري كلمته بالدعوة إلى الإفراج عن عبدالله أوجلان، معتبرًا أن إطلاق سراحه ضرورة لإنجاح أي عملية سلمية مستقبلية بين الكرد والدولة التركية، داعيًا المجتمع التركي إلى إدراك أهمية أفكاره في بناء دولة تتسع لجميع مكوناتها القومية والثقافية.
وأشار إلى أن فلسفة أوجلان تجاوزت الإطار القومي الكردي، لتقدم حلولًا إنسانية لقضايا الشباب، والمرأة، والبيئة، والسياسة الديمقراطية، ما يجعل مشروعه الفكري أحد أعمدة التحول في المنطقة نحو مجتمعات أكثر عدلًا وتسامحًا.
بين السطور