بث تجريبي

صحيفة "الشرق الأوسط" تسلط الضوء على مبادرة أوجلان للسلام

سلطت صحيفة الشرق الأوسط المعروفة الضوء في تقرير لها يوم الأحد على المبادرة التي أطلقها الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، إذ قالت إن أوجلان المعتقل طرح مبادرة جديدة تهدف إلى إنهاء النزاع المسلح بين الحزب والدولة التركية.

ولفتت إلى أن المبادرة تتضمن حل حزب العمال الكردستاني مقابل ضمانات قانونية وسياسية من الحكومة التركية، تشمل وقف الملاحقات القضائية والأمنية ضد الكرد، وتشكيل لجنة تركية-كردية مستقلة لمراقبة تنفيذ اتفاق السلام.

وتقول الصحيفة إن أوجلان طالب أيضاً باستعادة حقوقه في السجن، بما في ذلك التواصل مع الخارج، كجزء من خطوات بناء الثقة.

لا رد رسمي

في المقابل، تقول الصحيفة إن الحكومة التركية لم تصدر رداً رسمياً على المبادرة، بل أطلقت حملة عسكرية استهدفت مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، حيث وقعت أكثر من 120 مواجهة بين الطرفين منذ إعلان المبادرة في فبراير الماضي.

ولفتت كذلك إلى أن الطائرات التركية ألقت من قبل منشورات باللغتين التركية والكردية فوق محافظة دهوك، تدعو أعضاء الحزب إلى "الاستجابة لنداء أوجلان" و"الاستسلام مقابل التساهل مع من يلقي سلاحه".

وذكرت الصحيفة أن حزب العمال الكردستاني بدوره أعلن في بيان صدر في 28 أبريل الماضي أن أوجلان سيقود المؤتمر القادم للحزب، دون تحديد موعد، مشيراً إلى أن المؤتمر لن يُعقد لتسليم السلاح قبل إطلاق سراح أوجلان.

أردوغان .. لا مؤشرات على التراجع

وتقول الصحيفة إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لم يُبدِ أي مؤشرات على التراجع، متوقعاً حضور أوجلان إلى البرلمان التركي لإعلان إلقاء السلاح دون شروط مسبقة، في حين يطالب الجانب الكردي بضمانات قانونية وديمقراطية، في ظل أن الكرد يشكلون نحو 20% من سكان تركيا، وأن الدعوة إلى "سياسة ديمقراطية" هي مسؤولية تقع على عاتق الحكومة التركية.

يُذكر أن حزب "الشعوب والمساواة والديمقراطية"، الذي يقود جهود السلام، تأسس في أكتوبر 2023 نتيجة اندماج بين حزب الشعوب الديمقراطي" وحزب "اليسار الأخضر"، بإيعاز من أوجلان، لتشكيل جبهة موحدة للقوى التقدمية.

خريطة التوازنات

ويرى محللون أن المصالحة التركية–الكردية قد تعيد رسم خريطة التوازنات في الشرق الأوسط، خاصة مع تأثيرها المباشر على العراق وسوريا، وأي تسوية سلمية قد تفتح الباب أمام ترتيبات جديدة، وسط تحولات إقليمية متسارعة ومحاولات لتحقيق استقرار دائم.

وأشار تقرير الصحيفة كذلك إلى أن بعض الدول العربية تتعاطف مع القضية الكردية، حيث ينظر البعض إلى النفوذ التركي المتزايد في المنطقة بحذر، ويعارضون هيمنة إيران في سوريا، ولا يرغبون في رؤية البلاد تعتمد بشكل مفرط على تركيا.

 

قد يهمك