بث تجريبي

قيادي كردي: عملية السلام في تركيا تتطلب خطوات ملموسة

 

شارك مصطفى قره سو، عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، في برنامج خاص على قناة مديا خبر حيث تناول فيه عدة قضايا تخص العملية السياسية في تركيا، بما في ذلك التطورات الأخيرة المتعلقة بالزعيم الكردي عبدالله أوجلان، وعملية السلام في تركيا، بالإضافة إلى تقييمه للأحداث السياسية والتوترات بين تركيا وإسرائيل.

اللقاءات مع الزعيم الكردي أوجلان: هل تكفي الخطوات الحكومية؟
تحدث قره سو عن اللقاءات الأخيرة التي جرت مع الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، قائلاً: "إن عملية السلام التي بدأت في تركيا تُعدّ مسألة بالغة الأهمية، ليس فقط لمستقبل تركيا، بل للشرق الأوسط ككل". وأضاف: "في اللقاء الذي جرى مع وفد إمرالي في 21 نيسان، تبين أن هناك تراجعًا في التعامل مع مطالب القائد أوجلان بعد ما يقرب من أربعين يومًا من الانتظار، وهذا يعكس تردد الحكومة في المضي قدما بالعملية".

وأشار قره سو إلى أن الحكومة التركية لم تتخذ خطوات عملية ملموسة تجاه مطلب رفع نظام التعذيب والإبادة عن الزعيم الكردي أوجلان، مضيفًا: "في مثل هذه العمليات، يجب أن تكون الخطوات سريعة وواضحة، إلا أننا ما زلنا ننتظر تنفيذ الوعود التي أُعطيت".

موقف حزب العمال الكردستاني: التزام بدعوة الزعيم الكردي أوجلان
وعن موقف حزب العمال الكردستاني، أكد مصطفى قره سو أن الحزب قبل دعوة الزعيم الكردي أوجلان للتوصل إلى حلول سلمية عبر الوسائل السياسية والقانونية، قائلاً: "لقد عبرنا عن استعدادنا لتنفيذ دعوة القائد أوجلان، وقد أعلنت قوات الدفاع الشعبي أنها ستوقف العمليات العسكرية تماشيًا مع تلك الدعوة".

وأضاف: "القائد أوجلان نفسه أشار إلى أنه إذا أُتيحت له الفرصة، فإنه يمكنه أن يحول العملية إلى أرضية قانونية وسياسية. وهذا التصريح يعكس التوجه الصادق نحو السلام إذا تم توفير الظروف المناسبة".

مصطفى قره سو، عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)

أهمية تفعيل البرلمان في حل القضية الكردية
في سياق حديثه عن أهمية التحرك السياسي، شدد قره سو على ضرورة تفعيل البرلمان التركي لتمكين الحل السياسي للقضية الكردية، وقال: "لا يمكن لحل القضية الكردية أن يتم دون تدخل البرلمان. يجب أن تُعرض القضية الكردية في البرلمان لمناقشتها وإيجاد حلول توافقية". وأضاف: "إذا كانت الأحزاب المعارضة تدعم هذا الحل، وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري، فإنه يجب على الحكومة أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات من أجل إيجاد حل حقيقي وسلمي".

كما أشار إلى أن تفعيل البرلمان ليس مجرد خطوة شكلية، بل هو شرط أساسي لإنجاح العملية السياسية في تركيا: "إذا لم يعمل البرلمان على اتخاذ خطوات حاسمة، فسيبقى الوضع على ما هو عليه ولن تتحقق أي تقدم في هذه العملية".

الهجمات على مناطق الدفاع المشروع: تحديات السلام
وفيما يخص تصاعد الهجمات على مناطق الدفاع المشروع، أكد قره سو أن هذه الهجمات تأتي في وقت حساس حيث كان من المفترض أن تكون العملية قد انتقلت إلى مرحلة أكثر سلمية، قائلاً: "العملية السلمية لا يمكن أن تنجح إذا استمرت الهجمات على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو الكريلا، فهذا يعني أن هناك أطرافًا تسعى لتخريب العملية السلمية".

وأضاف: "لقد دعونا إلى وقف إطلاق النار، ولكن استمرار الهجمات من قبل القوات التركية يعيق هذه الدعوة. نؤكد أن القوات الكردية سترد إذا استمرت الحكومة في تصعيد الهجمات".

الضغوطات على المعارضة: تقييم قره سو للانتخابات المبكرة
وعن الضغوطات التي تمارسها حكومة العدالة والتنمية على المعارضة، خصوصًا في ظل مطالبات بإجراء انتخابات مبكرة، أكد قره سو أن موقف المعارضة في هذه الفترة يعدّ إيجابيًا إلى حد كبير، مشيرًا إلى أن حزب الشعب الجمهوري بدأ في تبني مواقف تؤيد العملية السلمية بشكل أكبر، وقال: "إذا كانت المعارضة تدعو إلى انتخابات مبكرة، فهذا أمر طبيعي في إطار الديمقراطية. في بعض الدول، إذا كانت هناك قاعدة اجتماعية واسعة تدعم المعارضة، فإن الانتخابات المبكرة ستكون خطوة ضرورية".

وأضاف: "لقد دعونا في الماضي إلى انتخابات مبكرة بعد انتخابات 31 آذار، لأن الحكومة قد فقدت دعم قاعدة اجتماعية واسعة، بينما المعارضة حصلت على دعم شعبي كبير. إذا استمرت الضغوط الحكومية على المعارضة، فإن المشكلة لن تكون في بقاء الحكومة، بل في إيجاد حلول حقيقية للقضايا الديمقراطية في تركيا".

التوترات التركية-الإسرائيلية: كيف تؤثر على السياسة الداخلية؟
تطرق قره سو أيضًا إلى التوترات الأخيرة بين تركيا وإسرائيل، حيث اعتبر أن المواقف الحكومية التي تظهر معارضة لإسرائيل في وسائل الإعلام ليست سوى محاولة لإرضاء الرأي العام التركي الذي يتعاطف مع القضية الفلسطينية. وقال: "تركيا وإسرائيل ستتفقان قريبًا تحت الضغط الأمريكي، لكن السياسة التركية تجاه إسرائيل في العلن هي مجرد استراتيجية لإرضاء الرأي العام المحلي".

وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين ستستمر بالتطور رغم الخلافات الظاهرة: "إسرائيل لا تثق بتركيا، ولكن تركيا ستضطر إلى التوصل إلى اتفاق معها بسبب الضغط الأمريكي. هذا ليس مفاجئًا".

تأتي هذه المقابلة في وقت حساس تشهد فيه تركيا توترات سياسية داخلية، مع استعدادات لحوار محتمل حول القضايا الكردية والانتخابات القادمة.

 

 

قد يهمك