أعلنت الحكومة الإسرائيلية انعقاد مباحثات مباشرة هي الأولى منذ عقود بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين لبنانيين، في خطوة وُصفت في الأوساط السياسية بأنها "استثنائية وغير متوقعة، ويقود الوفد الإسرائيلي نائب مدير السياسات الخارجية في مجلس الأمن القومي، وهو الجهاز الذي يقدم المشورة المباشرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
قالت مصادر حكومية في تل أبيب إن اللقاء يشكّل محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين البلدين، وهو ما تعتبره إسرائيل نافذة سياسية نادرة يمكن البناء عليها في ظل التوترات الأمنية القائمة.
وفي بيروت، أعلنت الناطقة باسم الرئاسة اللبنانية نجاة شرف الدين تكليف السفير السابق والمحامي سيمون كرم برئاسة الوفد اللبناني في اجتماعات اللجنة التقنية العسكرية المنشأة بموجب إعلان وقف الأعمال العدائية، والمقرر انعقادها في الناقورة في 3 ديسمبر 2025.
وأوضحت الرئاسة أن القرار يأتي التزاماً بالدستور وحمايةً لسيادة البلاد، وبعد التنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، ووفقاً لمساعٍ تقودها الولايات المتحدة التي تترأس اللجنة، كما لفتت إلى أن الجانب الإسرائيلي أبدى موافقته على ضمّ عضو غير عسكري إلى وفده، ما سمح للبنان بتعيين شخصية ذات خلفية دبلوماسية وقانونية.
تأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه اجتماعات اللجنة التقنية العسكرية، التي تُعدّ القناة الرسمية الوحيدة لإدارة التوتر على الحدود الجنوبية. وتؤدي الولايات المتحدة دوراً محورياً في إدارة النقاشات ودفع الطرفين إلى الحفاظ على الاستقرار، مع سعيها إلى منع توسع أي مواجهة ميدانية.
ورغم أن إسرائيل تحاول إظهار الاجتماع بوصفه نافذة سياسية واقتصادية جديدة، يؤكد الجانب اللبناني أن مشاركته تبقى محصورة في الإطار العسكري التقني، دون الانخراط في أي مسار تفاوضي سياسي مباشر مع تل أبيب.
