تشهد صناعة الدفاع البريطانية تحولًا ملحوظًا مع دخول شركات ألمانية ناشئة لافتتاح مصانع لإنتاج الطائرات المسيّرة، في محاولة لسد النقص الحاد في هذه التكنولوجيا لدى الجيش البريطاني، وسط تحذيرات المسؤولين من بطء المشتريات وتقادم الترسانة الحالية.
افتتحت شركة "هيلسينج" الألمانية مصنعًا في بليموث هذا الشهر لإنتاج طائرات مسيّرة مائية للكشف عن الغواصات، بينما افتتحت شركة "ستارك"، المدعومة من الملياردير الأمريكي بيتر ثيل، مصنعًا في سويندون لإنتاج طائرات هجومية وبحرية متنوعة. وأعلنت شركة "آركس روبوتيكس" الألمانية خططًا لضخ 45 مليون جنيه إسترليني في مصنع قرب لندن. وتعتزم "هيلسينج" استثمار 350 مليون جنيه لإنتاج طائرات مسيّرة تحت الماء.
تجذب المملكة المتحدة الشركات الألمانية لعدة أسباب استراتيجية واقتصادية، أبرزها ميزانية الدفاع السنوية الكبيرة التي تبلغ 62 مليار جنيه إسترليني، ونظام تراخيص التصدير المرن مقارنة بدول أوروبية أخرى، إضافة إلى اتفاقية التعاون الدفاعي بين لندن وبرلين.
الحرب في أوكرانيا أبرزت أهمية الطائرات المسيّرة وأظهرت الفجوة التقنية بين حلف الناتو وروسيا والصين، حيث تسببت الطائرات التجارية الرخيصة في معظم الإصابات وأعادت تشكيل ساحة المعركة. وأكد مسؤولو شركات بريطانية وألمانية ضرورة تعزيز قدرات الطائرات المسيّرة بسرعة لمواكبة التطور.
مع ذلك، تواجه بريطانيا معضلة في عمليات الشراء، إذ تتطور التكنولوجيا بسرعة تجعل تخزين الأسلحة غير عملي، ما يدفع لزيادة الإنتاج المحلي عبر الشركات الأجنبية. وفي الوقت نفسه، ما زال المخزون البريطاني محدودًا، إذ اشترى الجيش 450 طائرة فقط مع جدول لتسليم 3000 طائرة إضافية بحلول أغسطس 2025، بينما شاركت الشركات الألمانية في تجارب مع الجيش، رغم بعض الإخفاقات.
رغم التعهدات الحكومية برفع الإنفاق الدفاعي إلى 2.6٪ من الناتج المحلي بحلول 2027 و3.5٪ بحلول 2035، يبقى القلق قائمًا بين الشركات المحلية بشأن منح العقود طويلة الأجل، فيما يخشى بعض مؤسسي الشركات البريطانية أن يؤدي التركيز على الشركات الألمانية والأمريكية إلى تهميش الصناعة المحلية.
من زوايا العالم