في تصعيد عسكري لافت في إقليم كردفان، شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني صباح السبت الأول من نوفمبر 2025 غارات جوية مكثفة على مواقع قوات الدعم السريع، في إطار عملية عسكرية واسعة تهدف إلى تفكيك تمركزات الدعم السريع ومنعها من شن هجمات على مواقع الجيش السوداني في شمال وغرب كردفان.
وبحسب مصادر عسكرية ميدانية، ركز الجيش السوداني غاراته الجوية على مواقع الدعم السريع في بارا، غرب الأبيض، الخوي، أبو زبد، النهود، الفولة، وبابنوسة، وهي مناطق تُعد من أبرز مراكز انتشار قوات الدعم السريع في الإقليم. وأوضحت المصادر أن الغارات نُفذت بدقة عالية باستخدام طائرات حربية متقدمة، استنادًا إلى معلومات استخباراتية مسبقة، ما أسفر عن تدمير مخازن أسلحة ونقاط تجمع ميدانية.
وأشارت المصادر إلى أن هذه العمليات تأتي ضمن استراتيجية الجيش السوداني لإضعاف قدرات الدعم السريع، خاصة في المناطق التي تشكل خطوط إمداد لوجستية بين دارفور وكردفان.
ويهدف الجيش من خلالها إلى قطع التواصل بين وحدات الدعم السريع في الغرب والشمال، تمهيدًا لتحرك بري مرتقب لاستعادة السيطرة الكاملة على الإقليم.
أكدت المصادر العسكرية مقتل قائد المجموعة (411) التابعة لقوات الدعم السريع، هاشم ديدان، في غارة جوية دقيقة استهدفت موقعًا في منطقة لقاوة بولاية غرب كردفان.
كما تم تدمير عدد من العربات القتالية التابعة لقوات الدعم السريع كانت محملة بالعتاد الحربي، في ما وصفته المصادر بـ"ضربة نوعية" لقدرات الدعم السريع في المنطقة.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط محاولات من الطرفين للسيطرة على المواقع الاستراتيجية الحيوية في كردفان، التي باتت تمثل محورًا رئيسيًا في خريطة الصراع السوداني المستمر منذ أكثر من عام ونصف.
ووفقًا للمصادر، فإن الهدف المركزي للعمليات الجوية التي ينفذها الجيش السوداني هو تفكيك تجمعات الدعم السريع في إقليم كردفان، وفتح الطريق أمام عمليات برية واسعة النطاق باتجاه بارا وبابنوسة، لاستعادة السيطرة الكاملة على المنطقتين.
وتعد المدينتان محورين استراتيجيين في الانتشار العسكري للجيش السوداني، حيث تتمركز فيهما وحدات أساسية أبرزها الفرقة 22 مشاة.
وأكدت المصادر أن هذه التحركات تأتي في إطار خطة إعادة تموضع الجيش السوداني في كردفان، التي تشهد تصاعدًا مستمرًا في العمليات القتالية بين الجانبين، مع سعي الجيش إلى تأمين الطرق الحيوية وإعادة بسط السيطرة على المناطق الحيوية في الإقليم.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتسع فيه رقعة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة ولايات، أبرزها دارفور وكردفان، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز مكاسبه الميدانية قبل أي تسوية سياسية محتملة.
ويرى مراقبون أن التكثيف الجوي الأخير من قبل الجيش السوداني يشير إلى تحول في تكتيكات المواجهة مع الدعم السريع من الدفاع إلى الهجوم، تمهيدًا لحسم المعركة في إقليم كردفان الذي يمثل موقعًا استراتيجيًا بين الغرب والوسط السوداني.