يعمل الاتحاد الأوروبي على إعداد حزمة من الخيارات التجارية لمواجهة قيود التصدير التي تخطط الصين لفرضها على المواد الأولية الحيوية، وذلك في حال فشل الجهود الدبلوماسية بين الجانبين في التوصل إلى اتفاق.
وذكرت مصادر مطلعة أن المفوضية الأوروبية تعكف على إعداد قائمة بإجراءات تجارية محتملة سيتم الانتهاء منها بنهاية الشهر الجاري، يمكن استخدامها لاحقًا كورقة ضغط تفاوضية ضد بكين. كما تعمل المفوضية على وضع خطة عاجلة لحماية سلاسل الإمداد الحيوية وتأمين مصادر بديلة للمواد الأساسية التي تعتمد عليها الصناعات الأوروبية.
وتُعد هذه المواد الخام أساسية لقطاعات حيوية في أوروبا، من بينها صناعة بطاريات السيارات الكهربائية ومعدات الدفاع، ما يجعل القيود الصينية تهديدًا مباشرًا للأمن الصناعي والاقتصادي الأوروبي.
كان مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، قد أجرى محادثات مع نظيره الصيني وانغ وينتاو دون التوصل إلى نتائج ملموسة. وقال شيفتشوفيتش عقب الاتصال يوم الثلاثاء: "ليست لدينا أي مصلحة في التصعيد، لكن الوضع الحالي يثقل علاقتنا، ومن الضروري التوصل إلى حل سريع."
وأضاف أن وتيرة التواصل بين الطرفين ستتسارع خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن وفدًا صينيًا سيزور بروكسل قريبًا لمواصلة النقاش.
ورفض متحدث باسم المفوضية الأوروبية التعليق على تفاصيل الإجراءات المحتملة ضد الصين، نظرًا لحساسية الملف، فيما يُتوقع أن تُطرح القضية خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل هذا الأسبوع، دون الدخول في تفاصيل الخطوات التي قد تُتخذ.
كانت بكين قد أعلنت مطلع الشهر الجاري عن تشديد كبير في قيود تصدير العناصر الأرضية النادرة والمواد الحيوية الأخرى، إذ سيتعين على الشركات الأجنبية الحصول على تراخيص تصدير حتى في حال احتواء منتجاتها على كميات ضئيلة من تلك العناصر المستخرجة من الصين.
وتبرر الصين هذه الخطوة بأنها "تصرف مسؤول" لحماية الاستقرار العالمي، إلا أن القلق يزداد في أوروبا والولايات المتحدة، خاصة أن الصين تسيطر على نحو 70% من الإمدادات العالمية لتلك العناصر الحيوية.
أشار تقرير صادر عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إلى أن من بين نقاط الضغط التي يمكن للاتحاد الأوروبي استخدامها ضد الصين مكونات الطائرات، وآلات الطباعة الحجرية القديمة، ومنتجات الصلب المتخصصة مثل المحامل عالية الدقة.
كما يجري الاتحاد الأوروبي محادثات مع دول مجموعة السبع لبحث إمكانية تنسيق الجهود لتنويع مصادر الإمدادات وتقليل الاعتماد على الصين.
وجاء في مسودة نتائج قمة الاتحاد الأوروبي التي اطلعت عليها وكالة بلومبرغ: "من أجل مواجهة الممارسات التجارية غير العادلة، يدعو المجلس الأوروبي المفوضية إلى استخدام جميع أدوات الأمن الاقتصادي المتاحة للاتحاد."
ويؤكد مراقبون أن هذا التحرك الأوروبي يعكس تحولًا استراتيجيًا نحو حماية المصالح الصناعية والتكنولوجية للتكتل في مواجهة ما يعتبره هيمنة صينية على الموارد الحيوية للاقتصاد العالمي.