أعلنت سلطة الطيران المدني السودانية ، في تطور لافت على صعيد إعادة تشغيل مطار الخرطوم الدولي،عن إعادة تشغيل شبكة الكهرباء داخل مركز الملاحة الجوية، وذلك ضمن خطة شاملة لإعادة تأهيل المطار تمهيدًا لعودة الحركة الجوية.
اعتُبرت الخطوة إنجازًا مهمًا بعد توقف استمر لأكثر من عامين، نتيجة الدمار الذي طال البنية التحتية بسبب الحرب في العاصمة.
أكدت سلطة الطيران المدني أن إعادة تشغيل النظام الكهربائي في مركز الملاحة تم بجهود فرق هندسية متخصصة بالتعاون مع الشركة السودانية للكهرباء.
وقد جرى تنفيذ عمليات صيانة معقدة لإصلاح الكابلات الرئيسية المتضررة، وهو ما يمهد لاستئناف عمل مطار الخرطوم الدولي تدريجيًا.
ظل المطار خارج الخدمة منذ منتصف أبريل 2023 بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليه، وهو ما أجبر الحكومة على تحويل الرحلات إلى مطار بورتسودان في الشرق.
وعلى الرغم من أن هذا الإجراء المؤقت ساهم في استمرار بعض الأنشطة الجوية، إلا أن السلطات تعتبر عودة مطار الخرطوم الدولي للعمل ضرورة استراتيجية لتعافي العاصمة.
ورغم الإنجازات التقنية، ما تزال التهديدات الأمنية أبرز عائق أمام استئناف كامل للرحلات. فقد أشارت السلطات إلى أن الهجمات بالطائرات المسيّرة تفرض مخاطر على المطار والمجال الجوي، الأمر الذي يتطلب تنسيقًا عسكريًا وأمنيًا لضمان سلامة التشغيل.
ويؤكد خبراء أن نجاح إعادة تشغيل مطار الخرطوم الدولي مرهون بوقف شامل لإطلاق النار وضمان حماية المرافق الحيوية.
أعلن الفريق إبراهيم جابر، المسؤول عن ملف الطيران، أن المطار أصبح جاهزًا من الناحية الفنية لاستقبال الرحلات الداخلية، بينما تجري الاستعدادات لتوسيع نطاق التشغيل ليشمل الرحلات الدولية قريبًا.
وأضاف أن الحكومة تسعى لإعادة مطار الخرطوم الدولي كمرفق استراتيجي يخدم حركة النقل الجوي والإغاثة والتواصل الخارجي.
لا تمثل إعادة تشغيل المطار مجرد خطوة فنية، بل جزءًا أساسيًا من خطة الحكومة لإعادة تأهيل الخرطوم وعودة الحياة إليها، حيث أن المطار يعد شريانًا رئيسيًا لدخول المساعدات الإنسانية وعودة النشاط الاقتصادي والدبلوماسي.
ويرى مراقبون أن استعادة مطار الخرطوم الدولي لنشاطه سيكون بداية جديدة نحو استقرار العاصمة وتعافي السودان من آثار الحرب.
واجه السودان عزلة جوية خانقة، منذ توقف مطار الخرطوم الدولي في 2023، واضطرت الحكومة لاعتماد مطار بورتسودان كبديل مؤقت. ومع تحسن الوضع الفني داخل الخرطوم، تأمل السلطات أن يشكل استئناف الرحلات خطوة أولى نحو استعادة العاصمة لدورها كمركز سياسي واقتصادي للبلاد.