تتجه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين نحو مزيد من التوتر مع اقتراب انتهاء الهدنة التجارية الممتدة لتسعين يوماً في التاسع من نوفمبر، قبيل لقاء مرتقب بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ في سيول خلال قمة "أبيك" هذا الشهر.
صراع على التكنولوجيا والمعادن الاستراتيجية
تركّز المواجهة حالياً على المعادن النادرة وأشباه الموصلات، إذ تسعى بكين لتعزيز قبضتها على سلاسل التوريد العالمية في القطاعات المتقدمة. ويأتي ذلك رداً على القيود الأميركية على تصدير الرقائق المتطورة للصين بحجة منع استخدامها في التطبيقات العسكرية والذكاء الاصطناعي.
الصين، كونها المنتج الأكبر للمعادن النادرة المستخدمة في البطاريات والطائرات والهواتف الذكية، لوّحت سابقاً بهذه الورقة مسببة اضطراباً في الإمدادات العالمية قبل أن تخفف بعض القيود عبر تفاهمات مع أوروبا وواشنطن.
تايوان والرسوم الجمركية تعمّقان الخلاف
تحاول بكين استثمار الانفتاح النسبي لإدارة ترامب للضغط على واشنطن لتغيير صياغة موقفها من تايوان، بحيث تعلن "معارضة استقلالها" بدلاً من القول إنها "لا تدعمه".
وفي الجانب التجاري، تطالب الصين برفع الرسوم الأميركية الإضافية وتخفيف القيود على استثمارات شركاتها داخل الولايات المتحدة، لا سيما في مجالات التكنولوجيا الحيوية والاتصالات والذكاء الاصطناعي.
في المقابل، تسعى واشنطن لضمان توازن تجاري أكبر، وضغطت على بكين لشراء مزيد من المنتجات الزراعية وطائرات "بوينغ"، بينما لم تُسجّل حتى الآن طلبات صينية كبيرة لفول الصويا.
الفنتانيل يعقّد المفاوضات
زاد ملف الفنتانيل من التوتر بعدما فرضت إدارة ترامب رسوماً بنسبة 20% على وارداته ومكوناته الكيميائية للحد من تدفقه إلى السوق الأميركية. ورغم إعلان بكين في يونيو عن إدراج مادتين جديدتين على قوائم الرقابة واعتقال قرابة ألفي شخص في قضايا غسل أموال مرتبطة بهذه التجارة، فإن واشنطن تعتبر أن التعاون لا يزال محدوداً.
بهذه المعطيات، تبدو المفاوضات المرتقبة بين الجانبين محمّلة بملفات شائكة تتجاوز التجارة إلى النفوذ الجيوسياسي والأمن الدولي.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم