شهدت ولايتا شمال كردفان والنيل الأبيض تصعيداً لافتاً في وتيرة الهجمات بالطائرات المسيّرة، وسط احتدام القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع».
وأفادت مصادر محلية بمدينة الأبيض أن طائرة مسيّرة استهدفت، الأحد، مواقع عسكرية تابعة لكتيبة البراء بن مالك ووحدات الهجانة في المنطقة المعروفة بالـ13 غرب المدينة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين الذين جرى نقلهم إلى مستشفى الأبيض.
وأوضحت المصادر أن الهجوم جاء في وقت يسود فيه التوتر محيط المدينة نتيجة تكرار العمليات الجوية ضد القوات النظامية.
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من 24 ساعة على غارة مماثلة استهدفت، السبت، تجمعاً مشتركاً لكتيبة البراء والجيش السوداني في المنطقة نفسها، وأسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 55 عنصراً.
وفي تطور آخر، أعلنت مصادر عسكرية بولاية النيل الأبيض أن وحدات الدفاع الجوي التابعة للجيش تمكنت من اعتراض وإسقاط ست طائرات مسيّرة كانت متجهة نحو معسكر الطلحة شمال مدينة الدويم، دون وقوع خسائر بشرية أو مادية.
كما تعرضت قرية «أولاد الشريف» في شمال كردفان لهجوم بطائرة مسيّرة نُسب إلى قوات «الدعم السريع»، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، ما أثار مخاوف من اتساع رقعة الاستهدافات الجوية ضد القرى والمنشآت الحيوية.
وفي موازاة ذلك، تجددت الهجمات المتبادلة في دارفور، حيث استهدفت مسيّرة يُعتقد أنها تابعة للجيش مستوصف «يشفين» بمدينة نيالا، العاصمة المعلنة لتحالف «السودان التأسيسي» المدعوم من قوات «الدعم السريع»، ما أسفر عن مقتل مدنيين بينهم أربع نساء، وإصابة عشرات من عناصر «الدعم السريع».
وبعد أقل من ساعة، تعرض «مستشفى الشهيد بركة الله» شرق نيالا لقصف مماثل.
وأكد الجيش السوداني في بيان لاحق، مقتل خمسة مدنيين من أسرة واحدة في هجوم بطائرة مسيّرة نفذته قوات «الدعم السريع» على بلدة «أولاد الشريف» بشمال كردفان، معتبراً الحادثة دليلاً على استهداف المدنيين بشكل مباشر.
اندلعت الحرب الأهلية في السودان يوم 15 إبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".