بث تجريبي

أكوام جثث لمسنّين ونساء وأطفال في الشوارع.. مشاهد مروّعة في السويداء

لا تستطيع عين الناظر المتجوّل في السويداء جنوب سوريا، أن تتجاهل مشهد الجثث المتناثرة في أرجاء المنطقة، شاهدةً على مجازر مروّعة ودمار لا يُحتمل. تعكس وحشية الهجمات، وتثير الرعب في النفوس. نتحفظ على نشر هذه الصور المروّعة، ونحتفظ بها للجهات الحقوقية المعنية التي يمكن أن تُعلي صوت الضحايا.

منذ 13 من تموز الجاري، شهدت السويداء وريفها تصعيداً عسكرياً مروّعاً أسفر، وفق أحدث إحصائيات المرصد السوري، عن مقتل 1311 شخصاً، بينهم 196 أُعدموا ميدانياً. نُهبت ممتلكات المدنيين في ظل فوضى عارمة ودمار شامل.

تظهر الصور والفيديوهات التي رصدتها وسائل الإعلام حجم الكارثة الإنسانية الفظيعة التي خلّفها هذا التصعيد. جثث ملقاة في الشوارع والمشافي، معظمها لمسنين ونساء وأطفال، وبعضها مفصول الرأس أو مقطّع الأطراف، في مشاهد تبرز بشاعة الجرائم المرتكبة وعمق المأساة الإنسانية.

تظهر المشاهد الرهيبة من السويداء وريفها أن الضحايا هم في غالبيتهم مدنيون عُزّل من السلاح، حيث تكشف الصور عن تدمير واسع للممتلكات المدنية، وحرق للبنى التحتية، وأضرار جسيمة لحقت بالسيارات. تأتي هذه التطورات في سياق توترات أمنية وتصعيد عسكري بين قوات الحكومة الانتقالية من جهة، والقوات العسكرية المحلية الدرزية من جهة أخرى، ما أدى إلى هجمات عنيفة ضد الأهالي، تخللها مجازر وعمليات نهب وسلب.

تؤكد المصادر المحلية والمشاهد المتكررة التي ينشرها مسلحون مرتبطون بالحكومة الانتقالية ضلوعها المباشر في هذه الجرائم، كما يشير حقوقيون وناشطون محليون في السويداء. تُظهر تلك المشاهد حجم الانتهاكات والمجازر التي ترتكب من قبل قوات تُعدّ مسؤولة عن تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة.

تتحفظ المبادرة عن نشر الصور التي توثق هذه المجازر احتراماً لحساسيتها وخصوصيات أخلاقية ومهنية في الصحافة، لكنها تبقى في خدمة الجهات المعنية والحقوقية للاطلاع عليها عند الحاجة، تعزيزاً لجهود التحقيق ومحاسبة المسؤولين، في ظل ما تمثله هذه الجرائم من خرق فاضح لحقوق الإنسان وجرائم حرب يجب أن يتحمل مرتكبوها المسؤولية عنها.

قد يهمك