بث تجريبي

مجلس سوريا الديمقراطية: ثورة 19 تموز وحدت إرادة الشعوب لبناء نموذج يعبّر عن تطلعاتها

أصدر مجلس سوريا الديمقراطية بياناً بمناسبة الذكرى الـ 13 لثورة 19 تموز، وجاء في نصه:

"تحلّ علينا الذكرى السنوية لثورة 19 تموز، الثورة التي شكّلت علامة فارقة في مسيرة الكفاح السوري من أجل الحرية والكرامة والعدالة. ففي مثل هذا اليوم من عام 2012، انطلقت من مدينة كوباني بوادر مشروع ديمقراطي مختلف، أسّس لتجربة نوعية في شمال وشرق سوريا، حيث توحدت إرادة الشعوب والمكونات لبناء نموذج يعبّر عن تطلعاتها في التشاركية، ورفض الإقصاء، وتحقيق العدالة المجتمعية، عبر إدارة ذاتية تستند إلى مبادئ التعددية وحقوق الإنسان.

لقد أثبتت تجربة ثورة 19 تموز أن التغيير الحقيقي لا يتم فقط بإسقاط النُّظم الاستبدادية، بل ببناء بدائل سياسية وإدارية تقوم على أسس التمثيل العادل والحكم الرشيد. وهي قيم تزداد راهنيتها اليوم في ظل ما تشهده محافظة السويداء من توترات أمنية متصاعدة واستهداف مقلق للمكون الدرزي، الذي لطالما شكّل ركيزة وطنية أساسية في التاريخ السوري. إن تكرار حوادث استهداف مكونات المجتمع السوري يثير القلق المشروع حول مستقبل السّلم الأهلي ووحدة المجتمع، وهو ما يستدعي وقفة وطنية شاملة تتجاوز الاصطفافات الضيقة.

إن ما يحدث في السويداء اليوم يعيد إلى الأذهان الحاجة الملحّة لمشروع وطني ديمقراطي يضمن الكرامة والحماية لجميع السوريين، دون تمييز، ويكرّس وحدة المصير على قاعدة التعددية والاعتراف المتبادل. وفي هذا السياق، نعبّر عن أسفنا إزاء استمرار غياب رؤية واضحة لدى الحكومة الانتقالية تجاه هذه الملفات، ونرى أن دورها في صون النسيج الوطني وتعزيز الاستقرار ما يزال دون المستوى المأمول في هذه المرحلة الدقيقة، ما يفتح المجال أمام جهات وأجندات تسعى إلى تقويض ما تبقى من الثقة المجتمعية.

وإذ ندين أي مسعى لاستثمار الأزمات أمنياً أو طائفياً، نؤكد أن التصعيد والانقسام ليسا قدراً، وأن خطاب التحريض لا يخدم إلا أعداء التغيير والديمقراطية. كما نهيب بجميع الأطراف الوطنية العمل على تهدئة الأوضاع وتغليب صوت العقل والحوار، والوقوف صفاً واحداً في وجه محاولات زرع الفتنة أو إعادة إنتاج أدوات القمع القديمة تحت شعارات جديدة.

في ذكرى ثورة 19 تموز، نوجّه نداءً وطنياً جامعاً إلى كل السوريين: لنجعل من هذه المناسبة محطة لاستذكار القيم التأسيسية للثورة – من كرامة، وعدالة، وتنوع، ومشاركة – ولنواصل النضال المشترك من أجل سوريا ديمقراطية، لا مركزية، تعددية، تحتضن جميع مكوناتها وتُنهي معاناة شعبها المستمرة منذ أكثر من عقد".

قد يهمك