دعا الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في كلمة خلال اجتماع استثنائي للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، إلى تحكيم العقل بدل الانفعال، والابتعاد عن الدخول في دوامة الإدانات التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام.
واستحضر جنبلاط موقف سلطان باشا الأطرش الذي غادر السويداء في خمسينيات القرن الماضي لتفادي حرب داخلية، مؤكدًا أن "هؤلاء هم الرجال الكبار الذين نفتقدهم اليوم".
واقترح جنبلاط وقفًا فوريًا لإطلاق النار كمقدمة للحوار، مؤكدًا أن جبل العرب جزء لا يتجزأ من سوريا. كما شدد على ضرورة إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان، والمطالبة بلجنة تحقيق تكشف ما جرى في السويداء بحق أهلها والبدو على حد سواء.
ووجّه انتقادات حادة للدعوات التحريضية وقطع الطرقات، متسائلًا: "نقطع الطريق على من؟ على أنفسنا؟". كما طالب الحكومة السورية بحصر التوتر في محيط السويداء، وتفادي أي فتنة بين البدو والدروز في سوريا وخارجها.
وختم بالتحذير من بداية "مشكل طويل جدًا" وفرز مذهبي خطير، داعيًا أبناء الجبل إلى عدم تشويه سيرة سلطان باشا الأطرش.
وعلَق شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز في لبنان، سامي أبو المنى، على الأحداث التي تشهدها مدينة السويداء جنوبي سوريا، وتداعياتها، وكيفية معالجتها، مؤكدا أنه "ثمة هناك تحدي كبير في سوريا، وخاصة السويداء، لكن هذا لا يعني أن نغيّر هويتنا الوطنية".
وأضاف أبو المنى في حديث لإذاعة "سبوتنيك": "إسرائيل لها مخططاتها وأطماعها ومصالحها. ربما تهدأ لفترة ولكنها ستعود إلى تحقيق أحلامها التوسعية، لذلك علينا أن نكون ثابتين على مواقفنا"، محمّلا "الحكومة السورية الانتقالية، والدول العربية مسؤولية ما وصلت إليه الأمور في السويداء".