بث تجريبي

الباحثة سحر حسن: نداء أوجلان رؤية تحررية تتجاوز الدولة القومية وتطرح مشروع سلام شامل للشرق الأوسط

قالت الباحثة سحر حسن أحمد علي، في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، إن نداء القائد عبد الله أوجلان الذي أطلقه مؤخراً، يمثل "رؤية تحررية تاريخية" تتجاوز الخطابات السياسية التقليدية، وتطرح بدائل جذرية لبنية الدولة والسلطة والهوية في الشرق الأوسط.

وأضافت أن هذا النداء جاء في لحظة سياسية حرجة، تزامنت مع تصاعد القومية المتطرفة وفشل مشاريع الدولة القومية، ويمثل دعوة لتبني مفهوم الأمة الديمقراطية والاعتراف بالتعددية الثقافية والسياسية.

وأوضحت الباحثة أن مشروع أوجلان لا يدعو فقط إلى هدنة سياسية، بل إلى "سلام بنيوي" يقوم على تفكيك بنى الاستعمار الداخلي والسلطة الذكورية، ويمثل تحولاً من الدولة المركزية إلى الحكم الذاتي والمجالس المجتمعية. كما شددت على أن الدولة القومية عاجزة عن استيعاب هذا المشروع، لأنه يصطدم بجوهرها القائم على التجانس ومركزية السلطة، في حين يرتكز مشروع أوجلان على اللامركزية والمشاركة الشعبية.

وأكدت سحر أن مشروع أوجلان يُعيد تعريف مفهوم الشرعية السياسية من خلال الرضا الشعبي بدلاً من القوانين الجامدة، ويطرح بديلاً فكرياً يمتد ليشمل شعوب المنطقة كلها، وليس الأكراد فقط. واعتبرت أن حرية أوجلان تحمل أبعاداً رمزية واستراتيجية عميقة، إذ يُنظر إليه كمفكر ثوري يسعى إلى إنهاء الأنظمة الطائفية والذكورية.

وفيما يخص دور النساء في حملة حرية أوجلان، أشارت إلى أنهن يشكلن "رأس الحرية" ويقُدن النضال ضد البنى الذكورية التاريخية، لأن فكر أوجلان يعتبر تحرر المرأة أساساً لتحرر المجتمع. وختمت بطرح سؤال أيديولوجي على أوجلان حول ما إذا كان تحرر المرأة يجب أن يسبق تحرر المجتمع، أم يسيران بالتوازي، باعتبار أن هذا السؤال في صميم رؤيته الفكرية الثورية.

قد يهمك