كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن عرض أمريكي لتقديم ضمانات أمنية لبلاده تعادل التزامات حلف شمال الأطلسي، وذلك عقب محادثات مكثفة عُقدت في برلين مع مبعوثي البيت الأبيض، وفق ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
وأوضح زيلينسكي أن واشنطن أبدت استعدادها لمنح كييف ضمانات مشابهة للمادة الخامسة من معاهدة الناتو، التي تعتبر أي هجوم على دولة عضو هجومًا على جميع الأعضاء، واصفًا هذه الخطوة بأنها بداية إيجابية على طريق إنهاء الحرب.
وأشار إلى أن المحادثات التي استمرت يومين مع مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أحرزت تقدمًا ملموسًا. في المقابل، قال مسؤولون أمريكيون إن الضمانات المقترحة «بلاتينية» وستتطلب تصويتًا في الكونجرس، مؤكدين التوصل إلى حلول لنحو 90% من نقاط الخلاف بين أوكرانيا وروسيا، مع استبعاد نشر قوات أمريكية داخل الأراضي الأوكرانية.
ورغم هذا التقدم، تظل قضايا جوهرية عالقة، إذ أشار المسؤولون إلى ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف حول مصير الأراضي المتنازع عليها في شرق أوكرانيا. ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوكرانيا إلى تقديم تنازلات إقليمية مقابل السلام، بينما يطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتنازلات إضافية تمس سيادة أوكرانيا.
وفي سياق متصل، قال ترامب إن الأجواء «تبدو إيجابية لكنها معقدة»، مؤكدًا ضرورة توحيد المواقف، لافتًا إلى اتصالاته الأخيرة مع زيلينسكي والمستشار الألماني فريدريش ميرز خلال لقاءات في برلين.
وتأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه زيلينسكي ضغوطًا داخلية، بعد إقالة رئيس ديوانه أندريه يرماك على خلفية تحقيقات فساد، إضافة إلى استمرار الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة. واعتبر دبلوماسي أوروبي أن هذه الظروف قد تدفع كييف إلى تسريع القبول باتفاق سلام.
أوروبيًا، أبدى المستشار الألماني دعمه للمسار التفاوضي، مؤكدًا التزام حلفاء أوكرانيا بدعم قدرتها الدفاعية على المدى الطويل. ومن المنتظر أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي خطة لاستخدام أصول روسية مجمدة بقيمة 220 مليار دولار لتمويل التسليح وإعادة الإعمار، وهي خطة تواجه اعتراضات من بعض الدول، في ظل تباين المواقف بين العواصم الأوروبية وواشنطن.