طرحت أوكرانيا مقترحًا جديدًا في إطار خطة السلام الأمريكية يقضي بإنشاء "منطقة اقتصادية حرة" منزوعة السلاح في دونباس، تسمح بعمل الشركات الأمريكية، في محاولة لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق ما نقلته مجلة بوليتيكو عن مصدرين مطلعين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن ترامب، الذي أبدى تشككًا في إمكانية تحقيق اختراق فعلي، اطلع على الخطة الأخيرة المؤلفة من 20 بندًا التي أرسلتها كييف إلى البيت الأبيض.
وتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للصحفيين، موضحًا أن مسألة السيطرة على المنطقة العازلة شرق البلاد ما تزال دون حل، وأن المقترح الجديد يقضي بمنع دخول القوات الروسية والأوكرانية إلى المنطقة. واعتبر زيلينسكي أن المقترح يشكل "حلًا وسطًا" مقارنة بالخطة السابقة المكونة من 28 بندًا، والتي تضمنت سيطرة روسية على المنطقة. وأكد عدم سحب القوات الأوكرانية قبل الحصول على ضمانات أمنية واضحة من الحلفاء لردع أي اعتداء روسي مستقبلي.
وذكرت بوليتيكو أن مصدرين مطلعين على المقترح أعربا عن شكوكهما في قبول موسكو بالخطة التي ساهم قادة أوروبيون في صياغتها. وأضافا أن ترامب ما يزال ينظر إلى أوكرانيا باعتبارها الطرف الأضعف، خاصة بعد فضيحة فساد أدّت إلى استقالة رئيس مكتب زيلينسكي، أندريه يرماك. وقال أحد المصدرين إن البيت الأبيض يستغل هذه الفضيحة لممارسة مزيد من الضغط على كييف.
ورغم دعوة قادة أوروبيين لترامب للتوجه إلى برلين الأسبوع المقبل لمواصلة المحادثات، إلا أن المصدرين استبعدا ذلك ما لم يطرأ تعديل جوهري على المقترح المشترك الأوكراني الأوروبي.
ولم تكشف ليفيت موقف ترامب من الخطة المعدّلة، ولا ما إذا كان سيرسل فريقًا للمشاركة في محادثات باريس المقبلة. وقالت: "إذا كانت هناك فرصة حقيقية لاتفاق سلام، وإذا وجدنا أن اجتماع باريس يستحق تخصيص وقت أمريكي، فسنرسل ممثلًا". وأشارت إلى أن ترامب "سئم الاجتماعات غير المجدية".
وأكد مسؤولان من دولتين مشاركتين في المفاوضات أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف سيشارك في اجتماعات الأمن القومي بعد غد.
وألمح ترامب سابقًا إلى أن الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف يجب أن تأتي أساسًا من أوروبا. وكشف زيلينسكي أنه ناقش الضمانات الأمنية مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، والمبعوث ويتكوف، وصهر ترامب جاريد كوشنر، ومع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته ومسؤولين عسكريين.
ونقلت بوليتيكو عن مسؤول دفاعي أوروبي أن دولًا أوروبية تخطط لنشر قوات ومعدات مراقبة داخل أوكرانيا، بما في ذلك تشغيل طائرات مسيّرة لمتابعة تنفيذ أي اتفاق سلام، مع وجود عسكري غير قتالي على الأرض.
وقال المسؤول إن الأوروبيين يطالبون بقدر أكبر من التنسيق السياسي مع واشنطن، معبرًا عن استيائهم من عدم حصولهم على دور مباشر في المفاوضات حتى الآن.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي في واشنطن أن "تحالف الراغبين" مستعد للقيام بدور أكبر في أوروبا وتقديم إسهامات في منظومة الضمانات الأمنية التي يشير إليها ترامب. وكشف عن مشاركة نحو 200 مخطط عسكري من أكثر من 30 دولة في زيارات استطلاعية لأوكرانيا.
وفي الأشهر الماضية، جدد ترامب رفضه انضمام أوكرانيا مستقبلًا إلى حلف شمال الأطلسي. غير أن النسخة المعدلة من الخطة الأوكرانية حذفت البند الذي كان يمنع كييف من الالتحاق بالتحالف، وفق مصدرين مطلعين.
وتتضمن الخطة كذلك الدعوة إلى إجراء انتخابات في أوكرانيا، وهو مطلب تبناه ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين سابقًا. لكن مصادر مطلعة أكدت أن استعداد زيلينسكي لإجراء انتخابات فور تحقيق السلام قد لا يكون كافيًا لروسيا، التي تطالب بالسيطرة الكاملة على دونباس وضمان عدم انضمام أوكرانيا للناتو مستقبلًا.