بث تجريبي

اتهامات جرائم حرب وتسريب أسرار عسكرية تضع وزير الحرب الأمريكي تحت ضغط متصاعد

بعد أشهر قليلة على انتقاله من عالم الإعلام إلى قيادة وزارة الدفاع الأمريكية، يواجه وزير الحرب بيت هيجسيث سلسلة اتهامات خطيرة تشمل ارتكاب جرائم حرب في منطقة البحر الكاريبي وتسريب معلومات عسكرية حساسة، ما أثار موجة انتقادات واسعة داخل الكونجرس.

ورغم دعوات متزايدة من مشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإقالته، لا يُظهر هيجسيث، المذيع السابق في شبكة "فوكس نيوز"، أي نية للاستقالة، بينما يواصل الرئيس دونالد ترامب دعمه بشكل معلن.

وذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية أن الأزمتين الجديدتين كشفتا عن "نمط من التهور" في إدارة الوزارة. فقد أعاد الديمقراطيون المطالبة بإقالة هيجسيث بعد تقارير عن قتل ناجين كانوا متمسكين بحطام قارب خلال عملية أمريكية في البحر الكاريبي سبتمبر الماضي، إضافة إلى تحقيق حديث أظهر أنه خالف قواعد الوزارة بمشاركة تفاصيل عمليات جوية في اليمن عبر تطبيق "سيجنال".

ويأتي هذا الجدل بينما تتعرض حملة الكاريبي التي تشنّها إدارة ترامب ضد مهربي المخدرات إلى انتقادات واسعة، بعدما أدت إلى مقتل 87 شخصًا في 22 عملية منذ سبتمبر. وبرر ترامب هذه العمليات بأنها ضرورية لمنع تهريب الفنتانيل، رغم تأكيد خبراء أن معظم تهريب هذه المادة يتم عبر الحدود البرية مع المكسيك وليس عبر البحر الكاريبي.

وتلفت الصحيفة إلى أن فترة هيجسيث ترافقت مع حالة "اختلال حاد" داخل البنتاجون، حيث شهدت الوزارة صراعات داخلية وتسريبات متبادلة بين مساعديه. كما استغل الوزير تحقيقًا بشأن التسريبات لإبعاد ثلاثة من كبار مستشاريه، مدعيًا أن وكالة الأمن القومي رصدتهم عبر أساليب تشبه "تنصتًا غير قانوني" دون إذن قضائي.

وواجهت الضربات الأمريكية في الكاريبي تساؤلات قانونية مشددة بعد أن تبيّن أن رجلين نجيا من ضربة أولى في 2 سبتمبر كانا مرئيين وسط الحطام قبل أن يُصدر أمر بضربة ثانية قتلتهم. ورغم نفي هيجسيث الأولي، عاد لاحقًا وأقرّ بالوقائع الأساسية خلال اجتماع حكومي، مدعيًا أنه تصرف في إطار "ضباب الحرب".

وفي تطور إضافي، كشف تقرير المفتش العام لوزارة الدفاع أن هيجسيث استخدم هاتفه الشخصي غير المؤمّن لتبادل معلومات سرية تتعلق بالغارات الجوية الأمريكية في اليمن، بما في ذلك توقيت الضربات وكمياتها، قبل ساعات من تنفيذها في 15 مارس، وهو ما اعتُبر تهديدًا لسلامة الطيارين ولنجاح المهمة. كما خالف قواعد حفظ السجلات بعدم الاحتفاظ بجميع الرسائل المتعلقة بالقضية.

وتزايدت الانتقادات داخل الحزبين. فقد قالت السيناتور الديمقراطية باتي موراي إن الوزير "غير مؤهل لمنصبه"، فيما وصف ائتلاف الديمقراطيين الجدد هيجسيث بأنه "متهور ويعرض حياة العسكريين للخطر". أما السيناتور الجمهوري راند بول، فأشار إلى أن هيجسيث إما "كذب" على الكونجرس بشأن هجوم سبتمبر، أو كان "غير مطّلع" على تفاصيله. وعبّر النائب الجمهوري دون بيكون عن قناعته بأن هيجسيث "ليس الرجل المناسب لقيادة البنتاجون".

ورغم هذه الضغوط، يواصل ترامب تأكيد دعمه له، ومع سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، ترجّح الصحيفة البريطانية أن الوزير قد لا يواجه عواقب مباشرة خلال الفترة المقبلة.

قد يهمك