يسعى عدد من المشرّعين في الكونغرس الأمريكي من الحزبين إلى منع شركة إنفيديا من بيع الرقائق المتقدمة إلى الصين، وذلك بموجب مشروع قانون جديد قدّمه أعضاء في مجلس الشيوخ، في إطار مساعٍ لتشديد القيود على وصول بكين إلى التقنيات الأمريكية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
ويقضي قانون صادرات الرقائق الآمنة والقابلة للتنفيذ بإلزام وزير التجارة الأمريكي برفض تراخيص تصدير الرقائق المتطورة إلى الصين لمدة 30 شهرًا، كما يمنع إنفيديا من بيع رقائق H200 وBlackwell، وهما من أكثر منتجاتها تقدمًا في مجال الحوسبة.
ويأتي ذلك في وقت يدرس فيه البيت الأبيض السماح للشركة بتصدير معالج H200 فائق القدرة إلى الصين، وهو احتمال أثار مخاوف لدى عدد من المسؤولين الأمريكيين.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن السيناتور بيت ريكيتس، رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية لمنطقة شرق آسيا، أكد أن الولايات المتحدة تتفوق في سباق الذكاء الاصطناعي بفضل "هيمنتها على القوة الحوسبية العالمية"، معتبرًا أن منع بكين من الوصول إلى هذه التقنيات يعد “ضرورة إستراتيجية”.
وأضاف ريكيتس أن تثبيت القيود المفروضة خلال رئاسة دونالد ترامب سيتيح لواشنطن تعزيز تفوقها التكنولوجي، بينما تواصل الشركات الأمريكية الابتكار بوتيرة متسارعة.
ويشارك في رعاية مشروع القانون عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، بينهم الجمهوريان توم كوتون وديف ماكورميك، والديمقراطيان جين شاهين وأندي كيم.
ويأتي هذا الحراك في وقت تتزايد فيه مخاوف الأوساط المتشددة في واشنطن من احتمال تغاضي إدارة ترامب عن بعض الملفات الأمنية من أجل الحفاظ على الاتفاق التجاري الذي توصّل إليه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وأفادت فايننشال تايمز بأن وزارة الخزانة الأمريكية جمّدت خططًا لفرض عقوبات على وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة أمن الدولة الصينية في قضية الاختراق الإلكتروني المعروف باسم "إعصار الملح"، الذي استهدف شركات اتصالات أمريكية.
وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن الإدارة لا تعتزم فرض ضوابط تصديرية جديدة واسعة النطاق تجاه الصين حاليًا، بينما رأى الخبير سيف خان من معهد التقدم للأبحاث أن حصول بكين على شرائح H200 سيمنحها تقدمًا كبيرًا في قدراتها التكنولوجية.
وفي المقابل، قالت إنفيديا إن خطة عمل الذكاء الاصطناعي الأمريكية "تعترف بحق الشركات غير العسكرية حول العالم في اختيار التكنولوجيا الأمريكية"، مؤكدة أن ذلك يعزز الوظائف داخل الولايات المتحدة ويدعم أمنها القومي.
وأضافت الشركة: "الذكاء الاصطناعي ليس سلاحًا نوويًا… لا ينبغي لأحد امتلاك قنبلة ذرية، لكن يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي متاحًا للجميع".
وفي تطور آخر، زار الرئيس التنفيذي لإنفيديا جينسن هوانغ واشنطن الأسبوع الماضي، والتقى الرئيس ترامب وأعضاء جمهوريين في اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، حيث أشار قبل الاجتماع إلى أن "الصين لن تقبل رقائق مخفّضة الأداء"، داعيًا إلى السماح للشركات الأمريكية بتصدير أكثر منتجاتها تنافسية.
لكن السيناتور الجمهوري جون كينيدي قال لوكالة أسوشيتد برس إن هوانغ "ليس مصدرًا محايدًا" في هذه المسألة، مضيفًا: "يمتلك ثروة طائلة ويريد المزيد".
أما ستيف بانون، المستشار الإستراتيجي السابق في إدارة ترامب، فاعتبر أن على الولايات المتحدة وقف تصدير الرقائق المتقدمة تمامًا إلى الصين، خاصة مع التطورات التي حققتها الشركات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل شركة ديب سيك.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم