بث تجريبي

استقالة رون ديرمر.. أبرز مستشاري نتنياهو يغادر الحكومة الإسرائيلية وسط أزمة حرب غزة

قدّم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر استقالته من منصبه، ليغادر بذلك أحد أكثر الشخصيات نفوذًا في حكومة بنيامين نتنياهو، وأحد أبرز المقربين منه خلال السنوات الأخيرة، في وقت تشهد فيه إسرائيل توترات سياسية وعسكرية متزايدة على خلفية الحرب في غزة.

ويُعد ديرمر، البالغ من العمر 54 عامًا، أحد العقول الاستراتيجية المقربة من نتنياهو، إذ لعب دورًا رئيسيًا في الملفات الأمنية والدبلوماسية الحساسة، خصوصًا في المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة، كما ساهم في تعزيز التنسيق العسكري مع الولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بمواجهة البرنامج النووي الإيراني.

وشغل ديرمر سابقًا منصب سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة بين عامي 2013 و2021، حيث ارتبط بعلاقات وثيقة مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وكان من مهندسي ما يُعرف بـ"اتفاقات أبراهام" التي رعتها واشنطن عام 2020 لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

ويُعرف ديرمر في الأوساط السياسية الإسرائيلية بلقب "وزير نتنياهو الخارجي الدائم"، لما يتمتع به من تأثير في صياغة سياسات الحكومة الخارجية. وقد وصفه نتنياهو في أكثر من مناسبة بأنه "كاتم أسراره".

وتأتي استقالته بعد نحو شهر من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، والذي تضمن إعادة آخر المحتجزين الأحياء وتسليم رفات القتلى. وتشير تقارير إسرائيلية وأمريكية إلى أن ديرمر كان من أبرز من تولوا إدارة تلك المفاوضات المعقدة.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، يُعد ديرمر شخصية مثيرة للجدل داخل إسرائيل؛ إذ يرى مؤيدوه أنه ساهم في إنهاء الحرب عبر قنوات تفاوضية فعّالة، بينما يتهمه معارضوه بأنه ساعد نتنياهو على إطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.

ولد ديرمر في ميامي بيتش بولاية فلوريدا الأمريكية لأسرة يهودية بارزة في الحزب الديمقراطي، وانتقل إلى إسرائيل بعد تخرجه من الجامعة، دون أن يؤدي الخدمة العسكرية الإلزامية.

وعلى مدار أكثر من عقدين، عمل مستشارًا لنتنياهو منذ عام 2000، ووصفته مجلة "تابلت" الأمريكية ذات التوجه اليهودي الثقافي بأنه "عقل بيبي" في إشارة إلى نفوذه داخل مكتب رئيس الوزراء.

ولم تُعلن الحكومة الإسرائيلية بعد عن خليفة ديرمر في وزارة الشؤون الاستراتيجية، فيما تشير مصادر سياسية في تل أبيب إلى أن نتنياهو سيتولى إدارة المنصب مؤقتًا إلى حين استكمال المشاورات داخل الائتلاف الحاكم.

قد يهمك