أفادت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية بأن الولايات المتحدة نشرت قوة عسكرية ضخمة في منطقة البحر الكاريبي، في أكبر حشدٍ لها منذ عقود، في خطوةٍ تُعد إشارة واضحة إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وبحسب التقرير، انطلقت ثلاث قاذفات استراتيجية أمريكية من طراز "بي-52" من قاعدة باركسديل الجوية بولاية لويزيانا، وحلّقت جنوبًا فوق البحر الكاريبي بالقرب من سواحل فنزويلا، ضمن استعراضٍ للقوة تشرف عليه القوات الجوية الأمريكية. وتُعد هذه القاذفات "العمود الفقري" لأسطول القاذفات الأمريكية، بقدرتها على حمل عددٍ ضخمٍ من الصواريخ والقنابل.
وأشار ضباط أمريكيون سابقون إلى أن الرحلة الجوية للقاذفات تهدف إلى "إرسال رسالة تحذير مباشرة إلى مادورو"، مؤكدين أن واشنطن تريد إثبات جاهزيتها وقدرتها على التحرك متى شاءت.
وشهدت المنطقة حشدًا عسكريًا كبيرًا شمل نحو 10 آلاف جندي، و8 سفن حربية، وغواصة نووية هجومية، وطائرات مقاتلة من طراز F-35، إضافة إلى طائرات تجسس وهليكوبترات هجومية وسفن عمليات خاصة. كما أعادت واشنطن فتح قاعدة روزفلت رودز البحرية في بورتوريكو لأول مرة منذ إغلاقها عام 2004.
ويرى محللون أن الهدف من هذا الانتشار هو مكافحة تهريب المخدرات رسميًا، لكنه في الواقع يهدف إلى زيادة الضغط على حكومة مادورو. وأشار خبراء عسكريون إلى أن حجم القوة لا يكفي لتنفيذ غزو شامل، بل يُستخدم لعمليات محدودة وجمع معلومات استخبارية.
ورجّح مسؤولون سابقون أن تشمل العمليات المحتملة ضربات جوية دقيقة أو مهام خاصة تستهدف شخصيات حكومية بارزة في فنزويلا.
من جانبه، حذر الرئيس الأمريكي من أن بلاده تدرس خيارات عسكرية محدودة ضد فنزويلا، مشيرًا إلى أنه سمح لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتنفيذ عمليات سرية داخل البلاد.
ويرى خبراء أن استهداف البنية التحتية النفطية الفنزويلية قد يكون الخيار الأخطر، لأنه يمثل تصعيدًا كبيرًا، مؤكدين أن استمرار الحشد الأمريكي في الكاريبي قد ينعكس سلبًا على التوازن العسكري الأمريكي في مناطق أخرى، وخاصة في المحيطين الهندي والهادئ.