تعيش السويداء جنوبي سوريا، أزمة إنسانية خانقة نتيجة حصار تفرضه قوات حكومية ومسلحون موالون لها منذ أسابيع، ما أدى إلى شلل تام في الحركة التجارية وفقدان المواد الغذائية والطبية، وفق ما أفاد به سكان ومسؤولون محليون.
وتحدث سكان عن غياب شبه كامل لمشتقات الوقود، وانقطاع إمدادات الطحين، ما أدى إلى توقف الأفران لساعات طويلة، وامتداد طوابير الخبز لساعات أمام مراكز التوزيع، في ظل استمرار الاشتباكات المتقطعة بين فصائل محلية والقوات الموالية للحكومة السورية.
وقال الطبيب رائد الأحمد من حي الشعراني وسط المدينة، إن “المدينة تحت حصار خانق… المحروقات مفقودة، المواد الغذائية شحيحة، المشافي استُهدفت بالدبابات وسقط فيها قتلى من الكوادر الطبية”، مضيفاً أن منزله قرب أحد المستشفيات “تعرّض للقصف طيلة ثلاثة أيام”.
من جهته، قال المواطن إبراهيم آشتي، إن الهجمات التي تشهدها المدينة لا تتعلق بالملف الأمني، بل “هي أعمال عنف منظمة تنفذها مجموعات تتبع للسلطة، وتستهدف المدنيين من مختلف الأعمار”، معتبراً أن ما يجري “يشبه التطهير الطائفي”، وفقاً لكلامه.
وأكّد التاجر وائل أبو عوّاد أن إغلاق الطرق بين السويداء ودمشق ودرعا منذ ثلاثة أسابيع أدّى إلى نفاد سلع أساسية مثل السكر والرز والزيت، كما تعذر دخول أي مساعدات من خارج المحافظة، قائلاً: “نطالب بفتح معبر إنساني ولو من الأردن، فقط لإدخال المواد الأولية”.
في أحد الأفران، قال المواطن حسن عامر إنه انتظر ست ساعات للحصول على ربطة خبز دون جدوى، مضيفاً أن “الناس تنهار حرفياً تحت الضغط الاقتصادي”.
بدوره، أكد مدير الفرن الآلي الأول، موفق عبد الباقي، أن الفرن يواصل عمله رغم نقص الخميرة والطحين والمحروقات، قائلاً: “الوضع لا يمكن أن يستمر دون دعم خارجي سريع”.
وتأتي هذه التطورات في ظل توتر متصاعد تشهده السويداء منذ أشهر، بعد مواجهات بين الفصائل المحلية الدرزية من جهة، وقوات تابعة للحكومة السورية ومسلحين من بعض العشائر في الجنوب السوري من جهة أخرى. وأسفرت المواجهات الأخيرة عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وتبادل للاتهامات بشأن المسؤولية عن التصعيد.
ورغم التحذيرات المحلية من كارثة إنسانية وشيكة، تنفي الحكومة السورية وجود أي حصار على المدينة وتقول إن قواتها تنتشر في محيط السويداء للحفاظ على وقف إطلاق النار، فيما تتواصل النداءات من داخل السويداء للمنظمات الدولية للتدخل العاجل.
من زوايا العالم
منبر الرأي